أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطينيين














المزيد.....

اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطينيين


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 14:02
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بينما تستمر الإبادة في غزة بلا هوادة، ويعيث المستوطنون فساداً في الضفة الغربية جنباً إلى جنب مع الجيش، أدى العالم "الحد الأدنى" من واجبه بالاعتراف بدولةٍ لن ترى النور على الأرجح.
في اليوم الذي اعترف فيه العالم بدولة فلسطينية، سافرتُ مع المصور أليكس ليفاك إلى قرية فلسطينية نائية في شرق الضفة الغربية.
في اليوم السابق، أقدم مستوطنون من بؤر استيطانية جديدة غير قانونية في المنطقة على سرقة عشرات الخراف من القرية في عملية سطو مسلحة وعنيفة. وفي اليوم نفسه الذي عقدت فيه الأمم المتحدة مؤتمراً رفيع المستوى حول حلّ الدولتين، وانضمّت 10 دول غربية إلى القائمة الطويلة من الدول التي اعترفت بالفعل بالدولة الوهمية، كانت طريق "ألون" شبه خالية من المركبات الفلسطينية. معظم طرق الضفة الغربية اليوم مغلقة ببوابات حديدية تُفتح وتُغلق وفق أهواء قادة الجيش الإسرائيلي.
في اليوم الذي كانت فيه 159 دولة قد اعترفت بـ"دولة الأحلام"، كان الراعي المسن صادق فرحانة (81 عاماً) ممدّداً في منزله يتأوه من الألم. فقد ضربه المستوطنون في اليوم السابق بلا رحمة بهراوات، كسروا ذراعيه مع تقدمه في العمر، فيما جلس حفيده إلى جواره برأس مضمد بعدما أصيب هو الآخر في هجوم المستوطنين. وسارعت شرطة الاحتلال إلى اتهام الرعاة الفلسطينيين زوراً بسرقة المستوطنين، من دون أي تحقيق. الدولة "المعترَف بها حديثاً" لا تملك قوة شرطة لحماية سكانها.
في اليوم الذي احتفل فيه رئيس فرنسا بانتصار دبلوماسي، بدت الدولة الفلسطينية أبعد من أي وقت مضى. لم يبدُ في أي مرحلة أنّ حلم الدولة كان منفصلاً عن الواقع كما هو الآن. رئيس "الدولة قيد التأسيس"، محمود عباس، لم يُسمح له حتى بالقدوم إلى الولايات المتحدة للمشاركة في المؤتمر الذي ناقش بلاده، في انتهاك صارخ من واشنطن لاتفاقها مع الأمم المتحدة.
وفي تلك اللحظة بالذات، كان الرجل المطلوب الأول لدى المحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، المشتبه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، يستعد لرحلته إلى نيويورك. رئيس الدولة التي يعترف بها اليوم معظم دول العالم سيشارك عبر رابط فيديو، بينما يقف المطلوب الأول للمحكمة الجنائية على منصة الجمعية العامة.
في اليوم الذي اعترف فيه العالم بدولة فلسطين، قُتل 61 شخصاً في غزة، تقريباً العدد نفسه الذي يُقتل كل يوم في الأشهر الأخيرة. لم ينقذ الاعتراف ولن ينقذ طفلاً واحداً في غزة من القصف. غزة لم تعد صالحة للعيش، ووضع الفلسطينيين في الضفة الغربية يسير نحو التشابه معها تدريجياً. من المشكوك أن الشيخ الذي تعرض للضرب قد سمع أصلاً بخبر الاعتراف.
إعلانات بريطانيا وفرنسا لم تغيّر شيئاً بالنسبة له؛ حتى لو انضمّت أندورا وموناكو فلن يتغير مصيره، ولن تُعاد له أغنامه حتى لو أضافت لوكسمبورغ توقيعها إلى القائمة.
العالم، وخاصة أوروبا المتباهية بفضيلتها، اكتفى هذا الأسبوع بمزيد من الكلام الفارغ على حساب الضحايا في غزة والضفة. وبينما تتواصل الإبادة في غزة بلا توقف، ويصول المستوطنون والجيش في الضفة، أدّى العالم "أضعف الإيمان" بالاعتراف بدولة قد لا تقوم أبداً. ما أسهل الاعتراف، وما أصعب إيقاف الإبادة. وكالعادة صرخت إسرائيل "معاداة السامية". جميع الأحزاب اليهودية في المعارضة الإسرائيلية – بما فيها "الديمقراطيون" بزعامة يائير غولان – وقفت مع الحكومة في إدانة الاعتراف.
كل من كان يأمل، مثلي، بخطوة طارئة دراماتيكية من العالم لوقف القتل المنهجي والتدمير في غزة فوراً قبل أي شيء آخر، تلقى خطوة لن تزيد الوضع إلا سوءاً. صار بإمكان قادة الدول أن يطمئنوا أنفسهم ومواطنيهم القلقين: لقد عاقبنا المجرم وكافأنا الضحية. لسنا بحاجة لفعل أي شيء لغزة بعد الآن، لقد أدّينا واجبنا.
المأساة أنّ الاعتراف بدولة فلسطينية الآن هو أمر سخيف، يكاد يكون جنونياً. لا يوجد شريك لحل الدولتين حالياً، لا في إسرائيل ولا في فلسطين. غزة دُمّرت، ولم يعد في الضفة مكان لدولة إلا إذا كانت مجرد "بانتوستانات" متفرقة. تريدون إنقاذ ما تبقّى من غزة؟ يجب فرض عقوبات قاسية على إسرائيل فوراً. تريدون رؤية بعيدة المدى؟ الحل هو الديمقراطية لجميع البشر من النهر إلى البحر.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سكان مخيم جنين للاجئين ظنوا أن قوات الجيش الإسرائيلي قد غادر ...
- أيّ حياة تنتظر ستة أطفال وُلدوا في غزّة هذا الأسبوع؟
- لا مكان لإسرائيل في مسابقة اليوروفيجن وهي ترتكب الفظائع في غ ...
- كوخ استيطاني جديد ظهر في الخليل. ما تلاه أكد أسوأ مخاوف الجي ...
- الليبراليون الإسرائيليون مذهولون من احتمال أن يعاملهم رئيس ا ...
- الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يغطي بقبعاته السوداء جرائمه في ...
- معظم حركة الاحتجاج في إسرائيل لا تهتم إلا بحياة رهائن غزّة – ...
- «جنرال سفك الدماء» في الضفة الغربية هو الوجه الأخلاقي لإسرائ ...
- مكان ترامب هو المحكمة الجنائية الدولية، لا حفل جائزة نوبل
- «من يهتم بأطفال غزة الآن»، هكذا صرح الجنرال -المعتدل- في الج ...
- في معركة عقربا، المستوطنون الإسرائيليون لا يرحمون الأرض الفل ...
- عندما مات أنس الشريف، ماتت الصحافة، وماتت الحقيقة، ومات التض ...
- مطلق النار الإسرائيلي يخرج حرًّا – ويعود لترهيب قرية فلسطيني ...
- نتنياهو يدفع مجلس الأمن الإسرائيلي للموافقة على -أمر الإبادة ...
- الاعتراف بفلسطين مكافأة لإسرائيل، ما يجب فعله هو فرض العقوبا ...
- نكار تجويع غزة لا يقل دناءة عن إنكار الهولوكوست
- عار التجويع المتعمد: حرب الجوع التي تشنها إسرائيل في غزة
- يعلن الآن ان إسرائيل لديها خطة للتطهير العرقي للفلسطينيين من ...
- إسرائيل أنقذت أطفالاً من تحت الأنقاض ذات يوم. لكنها اليوم تق ...
- غرنيكا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة غرنيكا. غرنيكا في دير ...


المزيد.....




- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو للمشاركة ال ...
- اضطرابات الأكل تصيب الأثرياء.. لكن الفقراء يدفعون الثمن الأك ...
- محمود عباس يدعو حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى لتسليم سلاحه ...
- رواية -حوريات- للجزائري كمال داود: ضد النظام والإسلامويين وا ...
- العدد 620 من جريدة النهج الديمقراطي
- وفاة صالح حشاد معتقل تازمامارت ، الأثر أكبر من أن يُمحى.
- فصل من كتاب كبزال، مذكرات عايدة وصالح حشاد عن تازمامارت
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...
- رواية -حوريات- للجزائراي كمال داود: ضد النظام والإسلامويين و ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جدعون ليفي - اعتراف بلا إنقاذ: الهدية الجوفاء التي يقدمها العالم للفلسطينيين