مشتاق الربيعي
Mushtaq alrubaie
الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 08:19
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
المرأة، برغم أنها نصف المجتمع، ونصف آخر يربي ويُنشئ ويَلد، لم تنل حقها الحقيقي حتى الآن.
فبعد الخلاص من نظام الطاغية الذي ذهب بلا رجعة، تشكلت لجان عديدة رفعت شعار “تمكين المرأة”، سواء من قبل الأحزاب السياسية أو الحكومات أو منظمات المجتمع المدني. غير أن المرأة ما زالت تراوح مكانها، لم تخطُ إلى الأمام بالقدر الذي يليق بتضحياتها ومكانتها.
وجاءت الطامة الكبرى حين جرى التوجه نحو تعديل قانون الأحوال الشخصية، ذلك القانون الذي يتعارض مع القوانين السماوية والوضعية على حد سواء. وبرغم الرفض الشعبي، وموقف القوى المدنية، ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية، أصرت بعض القوى السياسية على المضي بتشريعه. فاندلعت احتجاجات في معظم المدن العراقية، بمشاركة نخب سياسية واجتماعية، لكن الإصرار ظل قائماً.
إن هذا القانون المجحف لا يمثل سوى إهانة للمرأة العراقية، لأنه شُرّع وفق أهواء بعض القوى السياسية، بعيداً عن مصلحة المجتمع. في وقت كان من الأولى تشريع قوانين أكثر إلحاحاً، مثل “قانون حماية الطفل” و”قانون مكافحة العنف الأسري”، اللذين يساهمان في الحفاظ على النسيج الاجتماعي، بدلاً من قوانين تُسهم في تفكيك الأسرة العراقية.
ورغم كل هذا التهميش، تبقى المرأة العراقية صامدة، فهي التي حملت أعباء الحروب والويلات، وحافظت على الأسرة في أشد الظروف قسوة، وكانت الأم والمعيلة والمربية في وقت واحد. ومع معاناة المعيشة اليومية، أثبتت أنها الركيزة الأهم في المجتمع، ومن دونها ينهار النسيج الاجتماعي.
إنصاف المرأة لا يقتصر على منحها مناصب أو إطلاق شعارات براقة، بل يبدأ من الاعتراف بدورها الحقيقي في البيت والعمل والمجتمع. فالمجتمع الذي لا ينصف نساءه، مجتمع محكوم عليه بالضعف والتفكك، بينما المجتمع الذي يحترم المرأة ويمنحها مكانتها، هو المجتمع القادر على النهوض والتطور.
وعلى ما يبدو فإن النظرة الذكورية لم تقتصر على العادات الاجتماعية فحسب، بل امتدت حتى إلى التشريعات والقوانين، لتجعل من المرأة الطرف الأضعف أمام منظومة قانونية صيغت بعقلية لا ترى فيها سوى تابع للرجل. إن استمرار هذه الذهنية في صناعة القوانين سيؤدي إلى المزيد من الظلم والتراجع، بينما المطلوب هو تشريعات عادلة تنصف المرأة وتضعها في مكانتها الحقيقية كشريك كامل في بناء الدولة والمجتمع
#مشتاق_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟