أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج2














المزيد.....

الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج2


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 8475 - 2025 / 9 / 24 - 23:20
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الحزب كوحدة تناغمية هو حزب تمثل بنيته وبرنامجه مصالح طبقة محددة بوضوح. خصائصه تشمل التناسق بين الهيكل والبرنامج، وضوح أهداف الحزب بما يتماشى مع مصالح الطبقة الممثلة، وقدرته على تقديم خطاب سياسي موحد. الأمثلة التاريخية تشمل الأحزاب العمالية الأوروبية في أواخر القرن التاسع عشر، والأحزاب الليبرالية البرجوازية. النقد الماركسي يتركز هنا على الطبقة التي يمثّلها البرنامج، وليس الهيكل التنظيمي أو الاسم. بالمقابل، الأحزاب المتناقضة، خصوصًا الدينية، تجمع مصالح طبقية متباينة تحت مظلة دينية أو أيديولوجية عامة. خصائصها تتضمن تباين الطبقات الممثلة داخله، برامج سياسية غامضة، نزاعات داخلية مستمرة. الأحزاب المتناقضة تعكس تعدد المصالح الطبقية المتداخلة، ويجب كشف الجوهر الطبقي خلف أي برنامج سياسي.

عند مقارنة الحزب التناغمي بالحزب المتناقض، نجد أن الحزب التناغمي يمثل طبقة واضحة ومحددة، وبرنامجه السياسي متوافق مع مصالح هذه الطبقة، وهيكله التنظيمي متناغم مع البرنامج، والنقد الماركسي موجه مباشرة للطبقة. أما الحزب المتناقض، خصوصًا الديني، فطبقات الممثلين متعددة ومتضاربة، وبرنامجه السياسي عام أو متناقض، وهيكله قد يخفي الصراعات الداخلية، والنقد الماركسي هنا يشمل الطبقات المتعددة والبرنامج.

يسمح التحليل الماركسي بفهم من هو الحليف الحقيقي ومن مجرد واجهة لمصالح طبقات أخرى، مما يقلل مخاطر التحالفات الخاطئة ويحفز الالتزام بمبادئ الطليعة. الماركسية نهج له ثوابته: فهم الصراع الطبقي، رفض التحالفات التي تخدم الطبقات الحاكمة، وأولوية استقلال الطليعة. أي تعاون أو نصرة لحزب أو حركة دينية، حتى لو بدافع التكتيك، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو خيانة للثابت الثوري الماركسي. مفهوم الفخ الإيماني يوضح كيف أن تحويل المقاومة أو النضال إلى طقس غيبي أو شعائر مقدسة يفرغ الحركة الثورية من مضمونها المادي ويقوّض وعي البروليتاريا. من أكثر الأمثلة وضوحًا على هذا الفخ في واقعنا المعاصر ما جرى للحزب الشيوعي العراقي، الذي رغم تأسيسه على قاعدة ماركسية صلبة، تجنّب منذ بداياته المواجهة المباشرة مع البنية الدينية الرجعية، مكتفيًا بالتحفّظ عن نقد دورها في تكريس الوعي الزائف. لكن هذا التحفظ سرعان ما تحول إلى انزلاق عميق. ففي خمسينيات القرن العشرين، شارك الحزب في طقوس عاشوراء الجماهيرية، مؤطّرًا واقعة كربلاء بوصفها تعبيرًا عن ثورة طبقية ضد الاستبداد. ثم مضت بعض أدبياته في إعادة إنتاج شخصيات مثل الإمام علي وأبي ذر الغفاري كثوريين ذوي مضمون طبقي، في محاولة لخلق جسر بين التراث الديني والمشروع الماركسي. غير أن هذا الجسر لم يكن سوى فخ أفرغ الماركسية من مضمونها، إذ انحسر الخطاب النقدي للحزب تدريجيًا، وتحوّل من قوة ثورية إلى قوة تبريرية، حتى بلغ ذروة الانحدار حين تحالف مع قوى الإسلام السياسي قبل سقوط النظام السابق، ثم كرّس هذا السقوط بتحالفه العلني مع التيار الصدري بعد 2003. وما يكشفه هذا المثال أن أي تنازل أمام الفخ الإيماني، حتى لو بدا تكتيكًا ضروريًا، ينتهي بإذابة الوعي الطبقي في شعارات لاهوتية تقتل إمكان التحرر وتفرغ الماركسية من جوهرها الثوري.
...يتبع ج3



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج ...
- فخ ثوسيديديس.. قناع إغريقي لتبرير الصراع الأمريكي–الصيني
- الحوثيون والدفاعات الإسرائيلية: دقة الهجمات والدعم الدولي
- باراكون..اسمه...عراق
- توازن الردع الجديد: كيف تعيد السعودية رسم موازين القوى الإقل ...
- لا يا سموترتش: غزة ليست كنزًا عقاريًا فقط، إنها كنز غازي أيض ...
- -قلعة وندسور والمروحية: الرمزية البريطانية–الأمريكية والعراق ...
- الليبرالية الأوروبية والإسلام السياسي: من لندن إلى ( الخريف ...
- مشيخة قطر.. دعم مالي وإعلامي لحركة الإخوان المسلمين
- البعد التاريخي لتواجد الإخوان في قطر
- قطر: راعية حماس تختبئ خلف ستار “وساطة سلام”
- فضلات بغداد إلى أوروبا: تجارة غير متوقعة في بدايات القرن الع ...
- الاقتصاد الرقمي: سلعة وهمية بين الرأسمال الوهمي والوهم السيا ...
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج3
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج2
- الماركسية اللينينية وفهم الصراع الدولي المعاصر...ج1
- إقليم كردستان.. عقدة الصراع الإقليمي بين تركيا وإيران وإسرائ ...
- إقليم كردستان.. عقدة الصراع الإقليمي بين تركيا وإيران وإسرائ ...
- النفط العراقي بين منفذ الأردن واستراتيجية -النفط مقابل الماء ...
- النفط العراقي بين منفذ الأردن واستراتيجية -النفط مقابل الماء ...


المزيد.....




- وفاة صالح حشاد معتقل تازمامارت ، الأثر أكبر من أن يُمحى.
- فصل من كتاب كبزال، مذكرات عايدة وصالح حشاد عن تازمامارت
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...
- رواية -حوريات- للجزائراي كمال داود: ضد النظام والإسلامويين و ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- نجاح كبير للإضراب الوطني في الوكالة الوطنية للمياه والغابات ...
- وزير المالية السوري للجزيرة نت: برامج للإصلاح الضريبي ودعم ا ...
- إضراب عام واعتصامات ومظاهرات في إيطاليا دعمًا لغزة
- بيان القطاع الطلابيّ لحزب التقدم و الاشتراكية حول الدخول الج ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - الوعي الطبقي بين المقاومة والطقس: قراءة في الفخ الايماني...ج2