ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 21:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتداول الإعلام وصف قطر بأنها “دولة وساطة سلام” بين الفلسطينيين وإسرائيل، لكن هذه الرواية أكثر خيالًا من الحقيقة. الواقع السياسي مختلف تمامًا: قطر ليست وسيطًا شاملًا لأي فلسطيني، وليست بوابة لحل الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، بل هي راعية حصرية لحماس في غزة، تدعمها ماليًا وسياسيًا، وتستخدم نفوذها لإدارة الأزمة الإنسانية والسياسية بما يخدم مصالحها ومصالح إسرائيل في الوقت نفسه.
الدور القطري يقتصر على حماس فقط. فهي تدفع الرواتب، تمول مشاريع الإعمار، وتوسط مع إسرائيل لتخفيف التوتر عند المواجهات. هذه الوساطة ليست محايدة، بل مدفوعة بالضرورة السياسية: إسرائيل تعلم، بل توافق ضمنيًا، على الدور القطري لأنه يساعد على استقرار الوضع في غزة دون المساس بسيادتها أو مصالحها.
هنا يكمن الفرق الجوهري: وصف قطر كوسيط شامل يشي برواية وهمية عن “سلام شامل”، بينما الواقع هو وساطة محدودة وذات وجه مزدوج: إدارة أزمة إنسانية من جهة، وتمكين حماس من جهة أخرى، دون أي نية حقيقية لمعالجة جذور الصراع السياسي.
تاريخيًا، ظهر هذا الدور بعد عام 2007، حين انقسم الفلسطينيون وسيطرت حماس على غزة. الحصار الإسرائيلي خلق حاجة لجهة خارجية تقدم الدعم المالي والسياسي دون مواجهة مباشرة مع إسرائيل. قطر ملأت الفراغ، وبدت وكأنها “وسيط إنساني”، بينما كانت في الحقيقة راعية لمنظومة سياسية قائمة على الانقسام والصراع الداخلي الفلسطيني.
الخلاصة: قطر ليست وسيط سلام، بل راعية حماس، تختبئ وراء عنوان وساطة السلام لتقدم نفسها على الساحة الدولية بصورة محايدة، بينما واقعها يكشف ولاءً محدودًا ومباشرًا لحماس، مع مراعاة مصالح إسرائيل. أي وصف آخر هو خداع للرأي العام: وساطة حقيقية تتطلب نفوذًا على كلا الطرفين، وقطر لم تتخطَ حدود غزة أبدًا.
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟