أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رضا عباس - من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟















المزيد.....

من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 07:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الشيخ هو امام وخطيب جامع كريم الناصر في منطقة الدورة التابعة الى بغداد . قام الشيخ كالعادة الى المنبر ليلقي خطبة الجمعة , واذا بشيخ اخر يرافقه مجموعة من الشبان يأخذوا الشيخ القروغلي الى احد غرف الجامع و ينهالوا عليه ضربا حتى مات .
اغلب العراقيون لم يسمعوا عن هذه الحادثة الأليمة لان مواقع التواصل الاجتماعي قد تجاهلتها ولم تعر لها أهمية , والسبب لان سني قتل سني , ولو كان القاتل شيعي مخمورا او مجنونا او مجرما من أصحاب السوابق لكان الامر اصبح عالميا , كما حاولوا من تدويل قضية الراحلة الى ربها الدكتورة بان زياد طارق العزاوي .
من هو السني الذي قتل السني ؟ او من الجماعة التي قتلت الشيخ عبد الستار ؟ الجماعة تسمى " المدخلية" او التيار المدخلي وهو تيار سلفي وينسب الى الشيخ السعودي ربيع المدخلي . وقد جاء في تعريفهم من على ويكيبيديا بانهم يقدمون " الولاء المطلق لمحمد بن سلمان والحكومة السعودية , وكذلك الولاء المطلق للحكام وعدم ابداء النصيحة لهم في العلن , وترى النصيحة لهم في السر أولى وتعتبر ذلك من أصول عقيدة اهل السنة والجماعة , ومخالفة هذا الأصل يعتبر خروجا على الحاكم المسلم ", وتضيف ويكيبيديا , ان هذا التيار له " موقف متشدد من العمل السياسي والحزبية والانتخابات والتقارب مع الاخرين في الصف الإسلامي وحتى الجمعيات الخيرية ومنظمات المجتمع المدني كما انه متشدد في ما يسمى طاعة ولي الامر وعدم الخروج عليه وتحريم الثورات والمظاهرات والعمل السياسي العام ضد النظام الحاكم". كما واشارة الويكبيديا بان هناك تقارير تقول " ان صانعي السياسات الأمريكيين ومستشاري كبار في وزارة الخارجية الامريكية نصحوا الحكومة الامريكية بتمويل المدخلي وتيار فكره".
اذن , ان هذا التيار ليس مرجعية دينية هدفها تعليم أنصارها أصول الدين ونقلهم من النار الى الجنة , وانما تيارا سياسيا هدفه دعم القيادة السعودية واطاعتها حتى لو عصت ربها , وبذلك يجب اعتبار هذا التيار شان سعودي ولن يسمح له بالتمدد الى خارج الجزيرة العربية . الا ان هذا التيار تمدد في الكثير من الدول العربية والإسلامية بعد ثورات الربيع العربي , ومن تلك البلدان العراق, حيث تقول الاخبار ان هذا التيار اصبح له قدم في محافظة صلاح الدين وديالى والموصل والانبار , وهي محافظات عراقية ذات أكثرية سنية.
من حق بغداد التخوف من هذا التيار ومن حق بغداد سحقه قبل ان يستفحل شانه , خاصة وان تجربة العراق مع تنظيم داعش كانت مريرة ومكلفة في المال والرجال . كانت هناك قوات مسلحة عراقية في الموصل قبل ان يدخلها تنظيم داعش , ولكنها انهزمت في ظرف يوم واحد , والسبب هو سيطرة التنظيم على عقول فقراء الموصل , فبدلا من ان يحملوا السلاح لمقاتلته , استقبلوه بنحر الخراف ضننا منهم بان التنظيم هو المخلص لهم من سيطرة بغداد .
هذا التيار ان يستفيد منه قادة المملكة العربية السعودية , فانه نذر شئم وموت ودمار للعراقيين . التيار سعودي ومن حقهم ان يدعموا المملكة موطنهم ومن حقهم ان ينصحوا ناسهم بان انتقاد الحاكم يخرجهم من ملة الإسلام وان الديمقراطية مفسدة , وان التظاهرات حرام . السعودية بلدهم ومن حقهم ان يدافعوا عن أولياء نعمتهم , ومن حق أبناء السعودية قبول أفكارهم او رفضها . انه شان سعودي داخلي , ولا يحق لأي دولة قريبة او بعيدة التدخل في هذا الشأن .
الا ان زحف أفكار هذه الجماعة الى العراق يبشر بكارثة قد تفوق كارثة داعش. هذا التيار لا يؤمن بانتقاد القادة علنا , وفي العراق هناك مئات من مواقع التواصل الاجتماعي المحبة والمبغضة للنظام وظيفتها توجيه الانتقادات الى قادة النظام . وهناك انتخابات عامة في العراق , في حين ان هذا التيار يرفض الانتخابات ويريد ارجاع الأوطان الى زمن الملل والنحل التي عفى عليها الزمن . وان هذا التيار يرفض التظاهرات وفي العراق تظاهرات شبه يومية . وهذا التيار يدعو الى اطاعة الحاكم حتى لو ضرب ظهرك , والعراقيون لا يحبون الضرب على الظهر وانما رفع السلاح بوجه الظالم . وان هذا التيار يسكت عن فساد الحاكم حتى لو نهب البلاد والعباد , وفي العراق خرجت أغاني واشعار تندد بالحاكم الفاسد .
فلسفة التيار هي اطاعة الحاكم حتى لو ضرب ظهرك , فهل سيدعو الى طاعة السيد محمد شياع السوداني , رئيس وزراء العراق , الذي يخالفه في المذهب ؟ وهل سيسكت رجال هذا التيار وفي العراق ما يقارب 300 حزب سياسي ؟ وهل سيشارك انصار هذا التيار ركضة اطوريج في كربلاء ؟ او في ذكرى اربعينية الامام الحسين الذي يشارك فيها اكثر من 20 مليون؟ هذا التيار سيكون كارثة على النظام العراقي , بل كارثة على كل نظام له فسحة من الحرية والمشاركة.
ثم اليس من واجب مواقع التواصل الاجتماعي كشف حقيقة هذا التيار للمواطن العراقي وغير العراقي ؟ لقد احصيت عدد تغطية خبر وفاة المرحومة بان العزاوي فوجدته 18 خبر على موقع عراقي اخباري واحد, ولكن لا تجد كثيرا من البرامج الإخبارية تتحدث عن مخاطر هذا التيار وعن طريقة قتل الشيخ القروغلي ! او على الأقل تغطية مفاسد هذا التيار الذي لا يلائم الذوق العراقي .
اعتقد ان القوى المعادية للنظام في العراق تحضر هؤلاء من اجل تعطيل العملية السياسية و اشعال حرب طائفية أخرى ولكن هذه المرة اعنف . لقد كان الشيخ احمد الملا رئيس جماعة علماء العراق صائبا عندما قال إن “المدخلية جماعة متطرفة لا تؤمن إلا بأفكارها الخاصة، وهي نسخة محدثة من تنظيم داعش الإرهابي”، مضيفاً أن الضغط السياسي حال دون محاسبة هذا التيار أو تحجيم نشاطه، رغم شكاوى المواطنين وخطورة خطابه. وأضاف الملا ان قتل الشيخ لم يكن مفاجئة، مؤكداً أن تصاعد نفوذ التيار المدخلي في مناطق حزام بغداد وديالى يمثل تهديداً مباشراً للأمن والمجتمع.
لقد تضرر جميع العرقيين من دخول داعش العراق , وبالأخص المكون السني الكريم . هذا المكون دمرت مدنه وقتل أولاده و اضطر الى ترك مدنه وبيوته والعيش في مدن غير مدنه نازحا , وخسر اعماله وأولاده خسروا سنين من الدراسة , وعلى الوقف السني تدارك الامر لأنه هو المسؤول عن إدارة المساجد التي تعود اليه . كما وان الحكومة العراقية مدعوة الى التحقيق مع هذه الجماعة قبل فوات الأوان , والا فان هذه الجماعة ستفسد كل إنجازات النظام الجديد .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية - يوم الحساب- رسالة إسرائيلية وقحة - لكل الشرق الأوسط-
- اطمئن وارتاح .. حكومة السوداني سوف لن تسقط
- أيها العراقيون : الانتخابات اداة وحدة وليس فرقه
- هل ان من مصلحة العراق حل الحشد الشعبي ؟
- على اهل لبنان العودة الى أبناء الجنوب وليس العكس
- العراق ولبنان .. النفط مقابل الخدمات
- في السليمانية .. شجار بين أبناء العم بالأسلحة الثقيلة
- تجاهل مريب لقضية مقبرة -الخسفة- العراقية من قبل مراكز التواص ...
- لا بواكي على أطفال غزة
- قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
- الى الطبقة المثقفة من أصحاب القلم .. بعد التحية عتاب
- مجزرة جامع الخطوة في البصرة
- انتفاضة خان النص .. اول انتفاضة شعبية ضد نظام صدام حسين
- العراق يجب ان يخاف من حرب نهروان لا صفين
- سلام في الشرق الأوسط وفق الشروط الإسرائيلية
- الاتفاق التجاري الأمريكي – الأوروبي .. اتفاق ام تبعية ؟
- ما هي الديمقراطية الاستبدادية وهل ان العراق في خانتها ؟
- التعريفة الجمركية .. من الرابح ومن الخاسر منها ؟
- جذور حملة ترامب الضريبية على التجارة الخارجية
- الفوضى الخلاقة لم تدخل على بسطات مدينة الكاظمية من بغداد بعد


المزيد.....




- بزشكيان: على الدول الإسلامية الحفاظ على وحدتها في مواجهة الك ...
- الرئيس الإيراني يحث الدول الإسلامية على قطع العلاقات مع إسرا ...
- الدول الإسلامية تملك مفاتيح الاقتصاد العالمي.. فهل توحد جهود ...
- رئيس إيران يحث الدول الإسلامية على قطع العلاقات مع إسرائيل
- روي كاساغراندا: هكذا أنقذت الحضارة الإسلامية المعرفة وشكلت ا ...
- ما مدى فعالية الإجراءات العربية والإسلامية في مواجهة التمادي ...
- القمة العربية الإسلامية الطارئة تنطلق في الدوحة اليوم
- هل المسلمون وراء إغلاق حانة مجاورة لمسجد بولاية مينيسوتا الأ ...
- قمة الدوحة العربية الإسلامية، رد دبلوماسي موحد على إسرائيل د ...
- البلاد العربية والإسلامية على مفترق طرق بعد كسر نتنياهو الجر ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد رضا عباس - من قتل الشيخ عبد الستار سلمان القرغولي ؟