أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - فشل الإعلام الحكومي في معركة الوعي: العراق بين عجز الداخل وهجمات الخارج














المزيد.....

فشل الإعلام الحكومي في معركة الوعي: العراق بين عجز الداخل وهجمات الخارج


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 10:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


منذ عام 2003، دخل العراق مرحلة جديدة من تاريخه السياسي، أُريد لها أن تؤسس لتجربة ديمقراطية تقوم على التداول السلمي للسلطة، وبناء نظام سياسي يستند إلى تمثيل شعبي واسع، يحفظ حقوق الأغلبية العراقية وبقية المكونات ضمن إطار الأمة العراقية الجامعة... ؛ إلا أن هذه التجربة – على الرغم من كل ما تحمله من فرص – وجدت نفسها في مواجهة معركة إعلامية شرسة، لم يكن الإعلام الحكومي مؤهلاً لإدارتها أو التصدي لها، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
العراق، حتى هذه اللحظة، لا يمتلك قوة إعلامية رقمية منظمة وموجهة للخارج فضلا عن الفضائيات المؤثرة في الرأي العام كالجزيرة او الحرة او العربية ... ، على عكس دول مثل الإمارات وتركيا وإيران والسعودية ... ،؛ والتي نجحت في توظيف أدواتها عبر منصات التواصل الاجتماعي والاعلام العام لبناء صورة ذهنية عالمية والتأثير في الرأي العام الدولي... ؛ وهذا الغياب العراقي عن المشهد الإعلامي الخارجي جعل صورته تُصنع في الغالب عبر أدوات خصومه سواء الخارجيين أم الداخليين ، الذين لا يترددون في تضخيم السلبيات وتشويه الإيجابيات، وربط التجربة الديمقراطية العراقية بالفشل والفساد والفوضى... الخ .
أما على الصعيد الداخلي، فإن خصوم العراق يديرون عمليات إعلامية رقمية هجومية وفاعلة بالإضافة الى الاذاعات والفضائيات والصحف والمراكز الثقافية والمنظمات المدنية ... ؛ تستهدف بنية الوعي الجمعي، وتستثمر في نقاط الضعف والانقسامات السياسية والطائفية والاجتماعية، فيما يقف الإعلام الحكومي عاجزاً عن إنتاج خطاب وطني موحّد، قادر على تحصين الداخل، أو حتى الرد بشكل سريع وفعّال على حملات التضليل والتشويه والتدليس ... ؛ اذ لم يطور العراق بعد إستراتيجية رقمية معاكسة تستهدف الخارج ولم يستثمر في وسائل الاعلام المختلفة التي توجه للخارج ، مما يترك فراغاً سياسياً وأمنياً وإعلامياً في معادلة التأثير الإقليمي والدولي ، ويفتح المجال أمام قوى أخرى لتحديد السردية العراقية للعالم.
إن معركة الإعلام لم تعد مسألة ترفيه أو تسلية أو هامشية، بل تحولت إلى ساحة حرب موازية لساحات السياسة والأمن والاقتصاد... ؛ فالدول التي تدرك قيمة الإعلام في صناعة القرار الدولي وحماية الاستقرار الداخلي ... ؛ تبني منظومات متكاملة تضم خبراء ومراكز بحث وإنتاج محتوى وإدارات متخصصة بالرصد والتحليل والتخطيط الاستراتيجي، وتعمل على دمج العمل الإعلامي مع الدبلوماسية والسياسة الخارجية.
أما في العراق، فما زال الإعلام الحكومي يتحرك بعقلية بيروقراطية ثقيلة، يطغى عليها الطابع الإنشائي والخطاب التقليدي، بعيداً عن الفعالية الرقمية والقدرة على مخاطبة الأجيال الجديدة بلغة العصر... ؛ و النتيجة أن السردية العراقية الرسمية شبه غائبة عن الفضاء الدولي، في حين تنمو وتترسخ السرديات المعادية.
*مقارنة بين أدوات الإعلام المعادي وأدوات الإعلام الحكومي العراقي
الإعلام المعادي يمتلك غرف عمليات رقمية متكاملة، تدمج بين التحليل النفسي والاجتماعي والسياسي، وتستفيد من الخبراء، والمراكز البحثية، وحملات التأثير الممولة، مع توظيف التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وخوارزميات النشر الموجه.
الإعلام الحكومي العراقي ما زال يعتمد على البث التقليدي والخطاب الرسمي الجامد، دون استثمار كافٍ في تقنيات الرصد والتحليل، ودون خطط استباقية لإدارة الأزمات الإعلامية، مع ضعف واضح في صناعة المحتوى الموجه للخارج بلغات وأساليب تناسب الجمهور المستهدف... ؛ وهذه الفجوة جعلت العراق في موقع رد الفعل بدل المبادرة، مما أضعف قدرته على التحكم في صورته الإقليمية والدولية.
*خطة إصلاحية عملية
*إنشاء مركز وطني للإعلام الاستراتيجي يضم خبراء في العلاقات الدولية، وإدارة الأزمات، وصناعة المحتوى، مع أقسام متخصصة للرصد والتحليل والمتابعة.
*تطوير منصات وفضائيات إعلامية دولية متعددة اللغات تعكس الرواية العراقية الرسمية والشعبية، وتخاطب الرأي العام العالمي مباشرة.
*تدريب الكوادر الإعلامية على تقنيات الإعلام الرقمي والحرب النفسية، وكيفية إدارة الحملات المؤثرة على الرأي العام.
*الربط بين الإعلام والدبلوماسية بحيث يصبح الخطاب الإعلامي جزءًا من السياسة الخارجية العراقية، وليس مجرد أداة داخلية.
*إشراك المجتمع المدني والنخب الفكرية في صياغة السردية الوطنية، لإضفاء التنوع والمصداقية على الخطاب الإعلامي.

*الخاتمة
التجربة الديمقراطية في العراق، بكل ما تحمله من تحديات، تحتاج إلى إعلام وطني محترف، يتجاوز دور التغطية الخبرية، ليمارس دور الدفاع الاستراتيجي عن مصالح البلاد، ويحمي الأغلبية والامة العراقية من محاولات التشويه والشيطنة، ويقدم للعالم صورة متوازنة عن العراق كأمة ذات حضارة عريقة وإرادة معاصرة... ؛ وبدون هذا التحول، سيبقى العراق عرضة لحروب الوعي، التي لا تقل خطورة عن الحروب العسكرية أو الأزمات الاقتصادية.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وادي حوران بين النصر الأمني والرسائل الاستراتيجية
- حملات إزالة التجاوزات في العراق: لعبة انتخابية أم صراع على ا ...
- صرخة في مشهد: الزوار العراقيون بين قدسية المكان وسرقة الكرام ...
- أوكسجين الشفاه
- مفارقات ومقارنات بين سقوط البعث العراقي والبعث السوري (3)
- نزع سلاح الشيعة... حين يصبح الحشد عقبة أمام مشروع التفكيك
- مافيا الأراضي في العراق: عندما يتحالف السلاح والفساد ضد الوط ...
- آليات التفكير بين الإبداع والتسطيح: دراسة في أنماط التفكير و ...
- العراق يفتح الأبواب… بينما تغلقها الدول الكبرى والانظمة الاق ...
- بين دقة الاغتيال ووحشية الإبادة.. لماذا تختار القوى الكبرى ا ...
- رفع الأعلام الأجنبية بين السيادة الوطنية والرمزية الدينية: ج ...
- حين يربح الضبع وتُهزم الغزالة
- الزيارة الدينية التي تُقصي أهلها: حين يصبح العراقي غريباً في ...
- البروكرستية العراقية: حين تُقصّ الأرواح لتناسب سرير السلطة
- الهيمنة الناعمة: كيف تبني إيران نفوذها في وسط وجنوب العراق د ...
- السياحة بين العراق وإيران: تبادل غير متكافئ أم استغلال اقتصا ...
- أشباح الإمبراطورية : المخابرات البريطانية في العراق من الظل ...
- قطع أرزاق العراقيين: بين عبث البلديات وعجز الدولة عن ايجاد ب ...
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (6)
- وادي حوران محتل كالجولان من قبل الامريكان (5) وادي حوران في ...


المزيد.....




- مصر.. تداول مقطعين لشخصين يضربان آخرين بـ-السوط- بمناسبة الم ...
- شاهد لحظة قصف برج -مشتهى- السكني في مدينة غزة وانهياره بالكا ...
- توتر تجاري جديد.. الصين تفرض رسومًا مؤقتة على لحم الخنزير ال ...
- نتنياهو يهاجم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية: اتهامات ...
- مشروع أمريكي لـ-استعادة الديمقراطية التونسية-.. ضغط رسمي أم ...
- سنغافورة: 60 عاما من الازدهار، ولكن بأي ثمن؟
- ألمانيا بعد عشر سنوات من موجة اللجوء: نجاحات فردية وتحديات ج ...
- هل سترد واشنطن على خطوة كراكاس -الاستفزازية- وهل يمكن أن تحد ...
- إيكونوميست: العراق يزدهر معماريا وسكانيا لكن التحديات مستمرة ...
- واشنطن بوست: أسوأ موجة جفاف منذ عقود تهدد تعافي سوريا


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - فشل الإعلام الحكومي في معركة الوعي: العراق بين عجز الداخل وهجمات الخارج