أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - كتاب -كن جرينا- همام الطوباسي














المزيد.....

كتاب -كن جرينا- همام الطوباسي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8456 - 2025 / 9 / 5 - 08:44
المحور: الادب والفن
    


بعد كتابي "ما بين الأسود والأبيض، ونفس أرجيلة" جاء الكتاب الثالث "كن جريئا" لهمام الطوباسي الذي نثر فيه العديد من المسائل، الحب الذي يكاد يعم الكتاب، فهناك العديد من النصوص متعلقة بالحب، وهناك المديح الذي خصه لأمه وأباه، أما الرثاء فكان لمعلمه "محمد عبد الله البيتاوي" الذي خصه بنصين، ونص متعلق بشرين أبو عقله، كما تناولا العديد من القضايا الوطنية، خاصة ما يجري في غزة من إبادة جماعية على يد قوات الاحتلال، فاشيي هذا العصر.
فجرائم الاحتلال في غزة والضفة جعلت الكاتب يعيش حالة من ضغط وقسوة، مما دفعه إلى اللجوء إلى عناصر الفرح، المرأة، الكتابة، الطبيعة التي نجدها حاضرة في العديد من النصوص.
من هنا سنحاول التوقف عند مضمون الكاتب وعناصر الفرح التي استخدمها الكاتب كعوامل تخفيف/ تهدئة تساعده على الخروج من الأزمة التي يمر بها، ونبدأ من الحب الذي نجده حاضرا في العديد من النصوص، يقول في مقطع: "أنت وحدك":
حبك بلسم
وصوتك يشفي العليل
أحبك كلما أشرق فجر جديد،
صباحك سكر
ما اجمل القصائد لأنها تشتم عطر اسمك" ص25، في هذا المقطع المتعلق بالحبيبة/ بالمرأة وهي إحدى عناصر الفرح/ التخفيف، نجدها توجد عناصر أخرى: الطبيعة المتمثلة في "فجر" والكتابة المتمثلة في "القصائد" فبدت المرأة خالقة/ موجده لبقية العناصر.
هذا على صعيد المضمون، أما على صعيد جمالية التقديم، فنجده من خلال أنسنت الكاتب للقصائد التي تشم، ومن خلال جعل الاسم ينثر رائحة عطرية، طيبة.
وإذا ما توقفنا عند المقطع السابق نجد الكاتب يربط/ يجمع الحبيبة/ المرأة بالصباح، بمعنى أنه يعطيها حالة كونية نعيشها ونراها يوميا، فالصباح كان أحد رموز تجدد الحياة التي تعلق به أجدادنا قديما، وكانت "عشتار" نجمة الصباح إحدى رموز الخصب التي عبدوها وقدسوها.
يستعيد همام الطوباسي هذه الرمزية التي تجمع المرأة بخصب الطبيعة من خلال "بقلقيس":
"إليك أكتب كلمات وردية
أكب إليك يا من تملكين بسمة موسيقية
فأنت عشتار القلوب وبسمتها تريح النفوس
وتزهر النصوص" ص43، فالكاتب ركز على خصب "عشتار" الجمالي/ الروحي من خلال تركيزه على الموسيقى، وعلى الكتابة، متجاهلا خصبها المادي، وهذا يشير بطريقة غير مباشرة إلى عطشه الروحي/ العاطفي فأراد الارتواء من ماء عشتار.
أما المديح فنجده في الإهداء الذي خصه لأمه:
"الشوق أراه في عينيها وحنان قلبها
هي ذو قلب أبيض
أعشقك فأنت عشقي الأول" ص6،
نلاحظ نصاعة البياض في مضمون المقطع، وفي الألفاظ المستخدمة: "الشوق، أراه، عينيها، حنان، قلبها، أبيض، أعشقك، الأول" فالتلاقي بين المضمون والألفاظ يشير إلى تماهي الكاتب مع نصه، بحيث لا يرى إلى البياض/ النقاء في الأمه.
أم في الرثاء فنجده في: "إلى وحي الكلام فينا" إلى خصه للروائي "محمد عبدالله البيتاوي":
"اليوم ذكرى رحيك فأنت الباقي فينا
كيف تركت القوافي؟
فالكلمات تأبى فيك تعازينا" ص48، نلاحظ بقاء الراحل حاضرا في من خلال "فينا" التي جاءت في عنوان النص وفي متنه، فالكاتب تجوز الأنا المفرد، وتحدث بصوت المجموع نحن، وهذا يعود إلى المجموعة/ إلى اللجنة الثقافية في دار الفاروق التي أسسها "محمد عبد الله البيتاوي" الحاضر في الكتابة: "القوافي/ الكلمات" فالكتابة ترفض الرحيل/ تعازينا، فما كتبه وأنتجه البيتاوي من أدب، وما تركه من أنشطة ثقافية ما زالت حاضرة وباقية، وما كتاب "كن جريئا" إلا إحدى صور بقاء وعطاء البيتاوي.
أما الطرح الوطني فنجده في "سبعة أكتوبر" يقول الكاتب مخاطبا غزة: "كوني مثل زيتون بلادي يقف بمهب الريح" ص40، نلاحظ أن الكاتب قدمنا من رمزية الزيتون الذي يحمل اكثر من دلالة، القدسية الدينية والقدسية الوطنية، لبقاء والعمر المديد، الخصب والجمال البصري، الخصب المادي، بهذا الشكل رأى الكاتب السابع من تشرين أول الذي أقدمت عليه غزة.
الكتاب من منشورا المكتبة الجامعية، نابلس، فلسطين، الطيعة الأولى2025.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنطقة العربية في رواية اشتباك حسين ياسين
- التخفي في قصيدة -متى تصفو السماء- سامي عوض الله البيتجالي
- رواية توابيت وقبر واحد عمر أبو الهيجاء
- الشكل والمضمون في رواية توابيت وقبر واحد عمر أبو الهيجاء
- لصوت الندي في ميزان النقد: هل يعكس النقد شخصية الناقد؟ فراس ...
- -من غزة إلى الشتات... نقش فلسطيني يجمع أطياف الشعر- تقرير: ف ...
- الحب والحرب في ديوان صهيل السنابل جميل طرايره
- مجموعة -الكوخ- محمد حافظ
- ديوان مرقى الغزالة مراد السوداني
- ديوان غزة قصائد الصهيل والهديل سامي عوض الله البيتجالي
- رواية قطة فوق صفيح ساخن مراد ساره
- رواية أبناء السماء يحيى القيسي
- رواية نهر يستحم في البحيرة يحيى يخلف
- الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي الطوفان
- الثورة في قصيدة -يأتي الصباح- سامي عوض الله (البيتجالي)
- الشاعر سميح محسن في ديوان (اخلع سماءك وانتظرني): تجسيد لفكرة ...
- الشكل والمضمون في كتاب أزاهير وقوارير محمد حافظ
- أنا الشاعر في ديوان -شجر اصطفاه الطير- عمر أبو الهيجاء
- المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي
- المكان في مجموعة -حين تموت المدن- صلاح دهني


المزيد.....




- فيديو.. 24 دقيقة تصفيق لفيلم -صوت هند رجب- في مهرجان فينيسيا ...
- فيلم -صوت هند رجب- يهز مهرجان فينيسيا
- بطل فيلم -صوت هند رجب- يحكي ردود الفعل الغربية
- وزير الثقافة الفلسطيني السابق أنور أبو عيشة: لا حل غير الاعت ...
- خدعوك فقالوا: الهوس بالعمل طريقك الوحيد للنجاح
- بـ24 دقيقة من التصفيق الحار.. -صوت هند رجب- لمخرجة تونسية يه ...
- تصفيق حار استمر لـ 14 دقيقة بعد انتهاء عرض فيلم -صوت هند رجب ...
- -ينعاد عليكم- فيلم عن الكذب في مجتمع تبدو فيه الحقيقة وجهة ن ...
- رشحته تونس للأوسكار.. فيلم -صوت هند رجب- يخطف القلوب في مهرج ...
- تصفيق 22 دقيقة لفيلم يجسد مأساة غزة.. -صوت هند رجب- يهزّ فين ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - كتاب -كن جرينا- همام الطوباسي