أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المنطقة العربية في رواية اشتباك حسين ياسين















المزيد.....

المنطقة العربية في رواية اشتباك حسين ياسين


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 8454 - 2025 / 9 / 3 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


القليل من الروائيين العرب اتجهوا نحو الرواية التاريخية، والعديد منهم اتجهوا نحو الرواية الواقعية، وعدد محدود جمعوا بين التاريخي والواقعي، رواية "اشتباك" تأتي ضمن الفئة المحدودة، حيث تتناول أحداثا تاريخية وأخرى واقعية، لكن طريقة تناول الأحداث جاءت بطريقة فنية، فالسرد أخذ أكثر من شكل، منه السارد العليم/ الخارجي، وآخر أنا السارد، وهذا ما مميز الرواية، فلأول مرة أقرأ رواية يتحدث فيها السارد بصوت اليهودي/ الصهيوني وبصورة شبه حيادية، بمعنى أن الكاتب حرر السارد من كونه عربيا/ فلسطينيا، وجعل الشخصيات تتحدث بصوت الصهيوني، وإذا علمنا أن هناك أكثر من شخصية تناولت السرد، نصل إلى أن طريقة السرد كانت حيادية، مثلا يتم الحديث عن "بن جوريون" بهذا الشكل: "لم يكن بن جوريون رجلا قاسي القلب، لكنه كان قادرا على اتخاذ القرارات الحاسمة، حتى لو كانت أرواح الناس هي الثمن، لقد تمكن من إخراج الدولة اليهودية إلى حيز الوجود، صحيح أنه لم يفعل ذلك وحده، لكنني أشك في قيامها دون قيادته" ص193، هذا ما قالته "نوعام" عن مؤسسة دولة الاحتلال، فما كانت المعلومة المتعلقة بشخصية "بن جوريون" لتصل للقارئ العربي دون حيادة السارد، التي تكلمت بعقلية اليهودي الصهيوني، وليس بعقلية العربي، وهذا أحد أهم ميزات الرواية.
وكما أخذت الشخصيات اليهودية الصهيونية حريتها في السرد، أخذت الشخصيات الفلسطينية أيضا حريتها: "طليعة شعبنا هي الأقدر على دائما على الاشتباك الثوري، وإعلان مرحلة نضالية جديدة" ص305، هذا جزء مما قاله "غسان كنفاني" في مقابلة مع الصحفي "ريتشارد كارلتون" فالسراد نقل المقابلة كاملة في الرواية وجعلها جزء أساسي منها.
وهذا يقودنها إلى شكل تقديم الرواية "كولاج" الذي يجمع بين الصورة (الفوتوغرافية/ التاريخية) وبين اللوحة الفنية/ الواقعية، إن كانت طبيعية/ حقيقية أم متخيلة، فقد نجح السارد في تقديم رواية تعليمة/ تاريخية/ تثقيفية، تسهم في رفع ثقافة ومعرفة القارئ، وتطلعه على ما جرى ويجري في المنطقة العربية من خلال عمل أدبي، وليس من خلال مواد تاريخية أو سياسية صعبة التناول.
العقلية الصهيوني وخراب المنطقة
المنطقة العربية كانت محطة أنظار الاستعمار الإنجليزي والفرنسي منذ القرن التاسع عشر، يوم طرحوا (تركة الرجل المريض) وضرورة الحصول عليها وتقسيمها بينهم، من هنا تم خلق دولة الاحتلال التي يكمن دورها الأساسي في إبقاء المنطقة تحت الهيمنة الغربية.
لكن الفكرة الصهيونية تعتمد على الدين اليهودي في الأساس، بمعنى انها فكرة دينية (شمولية) لا تخض لمكان بعينه أو تحدد بزمن معين، فهي عابرة للجغرافيا وللزمن، ويمكنها التلاقي مع الأفكار الدينية الأخرى، من خلال فكرة وحدة الرسالات السماوية الثلاث: "الفكرة الأساسية هي السيطرة، وإعادة تشكيل المنطقة (التكيف الديني للإبراهيميين) فمن خلال السلام الروحي والتسامح والتعايش، لنسميها الدبلوماسية الروحية، سيكون مدخلنا للسيطرة على الأرض العربية بدءا من مدينة أور، بابل، هامة، دمشق، حران، لبنان، سوريا، مكة، سدوم وعمورة، شكيم، بيت إيل، حبرون، بير شيفع ومصريم، ندريها نحن ـ الإسرائيليون ، وتساعدنا تركيا كمساند رئيسي لنا" ص104، هذه هي حدود المشروع الاستعماري الغربي الصهيوني، فرغم أنه مكشوف ومعرف ويصرح به من قبل قادة دولة الاحتلال، إلا أن الحكام العرب لا يبالون لما يصرح به، وسنأتي على سبب (تقاعس/ تخاذل) المتنفذين العرب لاحقا، لكن ما يهمنا أن المشروع مطروح منذ قيام دولة الاحتلال، وقد حدثونا المعلمون عنه ونحن على مقاعد الدراسة، أي منذ ما يزين على الأربعين عاما: "حدود دولة إسرائيل من النيل إلى الفرات"
أما عن طريقة الوصول إلى الهدف، "من النيل إلا الفرات" يعرفنا السارد على العقلية الصهيونية من خلال نقل ما قاله "عميدوف": "سنعمل على تأجيج حروب شيعية ـ سنية، مارونية ـ سنية، قبطية ـ سنية، الخ" وبعدها نحارب النزعات الطائفية والقومية، ونقول لكل العالم ولحلفائنا إن هؤلاء القوم دمويون لا يصلحون للحكم" ص107، دون أدنى شك هذه الخطة الغربية الصهيونية سارت وتسير في طريقها وبنجاح، فما نعيشه اليوم في المنطقة العربية من خراب، يؤكد نجاح الخطة، من هنا أصبحت صورة العربي أما إرهابي/ قاتل، أو ماجن يبحث عن فتيات الليل في الملاهي الليلية، فهو لا يحسن الصناعة ولا الزراعية، وغالبية حاجاته الغذائية والصناعية يستوردها من الخارج، من الآخرين: "يجب العمل على إجبارهم على ترك أراضيهم، وتسميم مزروعاتهم، وتشجيع هجرتهم من قراهم ومزارعهم إلى مدن حديثة نديرها نحن...فإذا ما تخلى الفلاح عن أرضه وأعمى نظره المال سيكون فريسة سهلة، فلاحضوا كم يحبون السجائر المعلبة بدلا من الهيشة، والسيارة بدل الحمار، السينما تسليتهم المفضلة، باختصار، اجعلوهم مستهليكن لما ننتجه نحن" ص107و108، هذه الخطة تم تنفيذها تحديدا في فلسطين، أكثر منها في المنطقة العربية، فقد ترك الفلسطيني الأرض وأهمل العمل بها، ليكون عاملا في مصانع وورشات ومزارع اليهود الذين يعطونه أجرة أعلى مما تدره الأرض، من هنا وجدنا المستوطنات تتوسع وتتكاثر وباضطراد، والأرض الفلسطينية تتقلص وتقل وتصغر، حتى لم يعد هناك أرض للزراعة أو للبناء، خاصة بعد أن وقعت السلطة على تقسيم أراضي السبعة والستين إلى ألف وباء وجيم، فأراضي جيم تشكل أكثر من 80% من أرضي الضفة الغربية، وهذا ما عجل في فقدان الأرض وتحويلها إلى مستوطنات.
يحدثنا السارد عن "أشكول" وكيف يرى (المجتمع) اليهودي الصهيوني: "يؤمن بأننا نوع مختلف، فنحن نخلق مجتمعا وليس اتحادا تجاريا...وأن صراع الطبقات لا معنى له في مجتمع لم تخلق فيه.. الصهيونية تعني: "ثورة شاملة ضد عبودية الشتات" ص186و187، نلاحظ أن رؤية "أشكول" متعلقة بطبيعة العقلية الصهيونية التي ترى نفسها متفوقة على الآخرين (شعب الله المختار)، وأيضا اعترافه بأن اليهود مشتتين، ويسعى إلى توحيدهم في بيئة/ مجتمع واحد، بمعنى إيجاد تجمع مصطنع، جديد، في أرض جديدة، وهذه المهمة صعبة جدا إن لم تكن مستحيلة، لو لم تجد من يدعهما ويحميها، إن كانوا من هم خارج المنطقة، أو من هم داخلها.
بعد إضراب ال36 عمل الصهاينة بطريقة جديدة، فحولوا الأزمة إلى فرصة، تساعدهم على تأسيس ما يحلمون به، وطن لليهود،: "عندما تصاعدت الاضطربات العربية، اضطرنا إلى فرض ضريبة دفاع عن الشعب اليهودي باسره، وأنشأنا صندوق الحاجة والإغاثة، كما كان علينا أن نجد الآلاف من المساكن والأعمال للمهاجرين الجدد، ونعلمهم العربية، ونعودهم على الظرف الأصعب والأقسى.
تحويل المحامي القادم من برلين، والموسيقار القادم من فرانكفورت، والكيميائي النمساوي، إلى مزارع وصانع طوب بين ليلة وضحاها" 190، بداية نلاحظ حيادية السارد في تناول فكرة "نوعام" عن طريقة تجوز اليهود للأزمة الناشئة بعد الإضراب الكبير عام1936، والطريقة التي اتبعوها لتثبيت المهاجرين في مكان ليس لهم، ومكان يعمه الاضطرابات والثورات والنزاعات، ومع هذا نجحوا في مساعهم، واستطاعوا أن يثبتوا هؤلاء الخلط المتنوع في الأرض، واستطاعوا أن يعلموهم لغة مستحدثة، جديدة تجعلهم أقرب إلى بعضهم البعض وأكثر معرفة.
إذا عدنا إلى الفقرة السابقة نجد أنها أقرب إلى كونها خطة/ فكرة/ نظريا أكثر منها عملية، لهذا كان لا بد من تناول الأعمال/ الأفعال/ المنجزات التي قاموا بها قبل تأسيس دولة الاحتلال: "إذا تعطل الميناء في يافا فليكن لنا ميناء تل أبيب، وإذا توقف المزارعون العرب عن تسويق محاصيلهم، فعلى المزارعين اليهود أن يضاعفوا مجهودهم مرتين وثلاث، باختصار، كل ما يرفض العرب عمله، سوف تعمل نحن على أدائه، بشكل أو بآخر" ص192، بهذه العقلية وهذا الجهد (والإيمان) استطاع اليهود البقاء في فلسطين وتطوير ذاتهم الاقتصادية والزراعية وفكرية، بحيث تجاوزوا الأزمة، وحولوا من حالة الصد والتقوقع إلى حالة التقدم والتخلص من المعيقات.
كل ما سبق متعلق بوضع فلسطين قبل قيام دولة الاحتلال، لكن بعد قيام الدولة التي أصبحت الحليف الأول والأوحد لأمريكيا في المنطقة العربية، توسع نفوذها، وأصبحت تتحكم في كل ما يجري، بحيث تمنع السلاح عن هذه الدولة، وتعطيه لتك: "على الشركات التجارية الكبرى، المتخصصة في شؤون الطيران ومصانع الأسلحة، من الآن وصاعدا يجب أن تحصل على موافقة وزارة الدفاع المسبقة قبل أن تتعامل مع البلاد العربية، وهذا يعني ـ عمليا ـ موافقة البنتاغون" ص255، اللافت في هذا المقطع توضيح حقيقة ما يجري في المنطقة العربية التي تخضع بصورة كاملة للقرار الأمريكي/ الإسرائيلي، فالعجز العربي تجاه ما جرى فلسطين والدول العربية من اضطرابات وصراعات/ مؤامرات ، ناتج في الأساس عن منع الدول العربية من الحصول على السلاح القادر على ردع دولة الاحتلال، ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل أصبحت الدول العربية تشارد الاحتلال في تصديه وعدوانه على الشعوب والدول العربية التي ترفض التطبيع والانصياع له، من هنا وجدنا خراب سوريا، العراق، لبيبا، اليمن، ووجدنا مشاركة الدول العربية في حصار وملاحقة كل الذين حاربوا (إسرائيل) إن كان إعلاميا أم فكريا، أم عمليا، فنجد بعض الدول العربية ما هي إلا قواعد لدولة الاحتلال، تتصرف وتعمل بعين طريقة تعامل الاحتلال مع المقاومين.
الغرب/ دولة الاحتلال أخضعت الدول العربية من خلال مؤسسات/ شركات تغلغلت فيها، بحيث أمست تلك الشركات بمثابة قواعد استعمارية في الدول العربية: "أنها ألف وثلاث وثلاثون شركة بالضبط.
ـ هل تعلم رقم مبيعاتهم السنوية من الاعتدة العسكرية
ـ حوالي 10 مليارات دولار,
ـ هل نسيت أن الشركات الأكثر طهرا تمارس نفس النشاط؟ (التقارير الرسمية من ال(سي أي أيه) ويعرف أن (سنجر) لا تصنع ماكينات الخياطة فقط، وأن (فورد وجنرال موتورز) تدرسان الحرب البيولوجية، وأن (بيتزا هت) و(كوكاكولا) و(غولف أوبل) تعد من مصدري الأسلحة" ص257، هذه حقيقة وليست مادة إعلامية يراد بها تهيج الناس، من هنا وجدنا العديد من الشعوب العربية تقاطع بطائع ومنتوجات هذه الشركات احتجاجا على دعهما لدولة الاحتلال التي تقوم بمجازر يوميا في غزة.
وأيضا هناك وسائل مساعدة يستخدمها الغرب لإبقاء المنقطة العربية تحت هيمنته، منها شراء المتنفذين، أما بالترهيب أو بالترغيب: "ـ فاستدعاء فتيات الهاتف أمر عملي في نيويورك، ومفيد في الشرق...بالنسبة للجنرالات أو لنائب سكرتير الدولة، فإنك تكتفي بأن تنسى على مكتبه حاملة أوراق من جلد التمساح، مع شيء ما بداخلها، أما بالنسبة للوزير، فإنك تبعث إليه بطريقة أكثر سرية عملا فنيا ما، إيقونة بيزنطية مثلا...كي يستطع مبادلتها بسلعة فنية أخرى تلائم ذوقه" ص284، هذه الطريقة (السرية) هي من جعلت حكامنا أذلاء، خانين، مطيعين للسيد الأمريكي، فهناك من تم شراءه بالمال، أو لمجرد وجوده في مركز رفيع، ومنهم من تم (تهديده، ابتزازه) من خلال صور وأفلام وهو في حالة جماع مع أحدى فتيات الهاتف اللواتي يحصل على مبالغ طائلة مقابل إتمام مهامهن بطريقة صحيحة.
العهر
الجنس من وسائل الترهيب وبالترغيب التي استخدمها الغرب والصهاينة، فمن خلال تقديم أجمل الفتيات لمن يرغب، ومن ثم تصويره وتهديه بالصور التي التقطت له، وبما أن العقل العربي عقل ذكوري، ينظر إلى النساء على أنهن جواري أكثر منهن إنسان، وأنهن وجدن للمتعة وللذة، وهذا سهل على المتنفذين إخضاع وتطويع ضحاياهم، ليكونوا مطيعين/ طيعين للإملاءات التي يتلقونها.
لكن الجنس حاجة ملحة لكل الناس، حتى لمن يتاجر به، "أدهم" المولع بالمال وبالجنس يتم استدراجه من قبل "جوليت" وذلك للحصول على: "سيؤمن لنا عسل الخليج، هناك 800 مليون دولار تحت المفتاح، لا يحق لنا تجاهلها" ص238، فهنا أصبح "أدهم" المفترس ضحية، حيث تم التعامل معه كما تعامل هو مع ضحاياه.
قلنا إن السارد حرر شخصيات الرواية وجعلها تتحدث بصوتها، من هنا نجد المدرية تحدث "خلود" عن مضاجعة الزنوج بكل وضوح: "أنا مولعة بهم، عشيقي من مرسيليا، ليست القضية في الطول فقط، فالسنتيمترات مغرية، نعم! لكن هذا امر مطاط، ما يميز هؤلاء الرجال هي الرائحة، إنها كالمخدر" ص290، وهناك الكثير من المشاهد التي تناولت الجنس في الرواية، فبدت تلك المشاهد وكأن السارد أراد بها تأكيد الدور القذر الذي يستخدمه المتنفذون في تطويع ضحاياهم، وكيف أنهم يمسون ضحايا للعهر بعد أن أصبح شيئا (عاديا/طبيعيا) عندهم وبالنسبة لهم، وهذا ما يجعل المتلقي يبتعد ويستقذر العهر ومن يقوم به.
الإنجليز
الإنجليز سبب مأساة الفلسطينيين، وسبب خراب المنطقة العربي التي قسمت بين عملائها في المنطقة، يكشف لنا "كوهين" شيء عن دور الإنجليز من خلال هذه المقطع: "الهدف الرئيسي للانتداب على فلسطين هو تهريب أكبر عدد من اليهود إلى فلسطين، وفي هذه الحالة لم تكن سمات الدخول إلا شكلية" ص145، وبهذا يؤكد السارد الدور القذر الذي لعبه الاستعمار الإنجليزي في مأساة الفلسطينيين وضياع وطنهم منهم.
الفقرات المتميزة
يكشف لنا السارد طبيعة الرواية التي تسند على العديد من الوثائق والكتب والمراجع، مما يجعلها أحداثها/ شخصياتها الحقيقة، وهذا الاستناد على المراجع، (أجبر) السارد على تميز بعض الفقرات/ الأقوال بخط معين، ليتوقف عندها القارئ متمعنا/ متفكرا، من هذا الفقرات: "يجب على اليهودي أن يعمل الضعف حتى يحقق النصف... التعليم هو الخطوة الأولى لتحقيق أي شيء" ص53، اللافت في هذا القول تعلقه بالإنتاج/ العمل وبالتعليم، بمعنى أن العمل والتعليم هما عمود الدولة/ المجتمع، ودونهما لا يمكن أن يكون هناك دولة أو مجتمع.
ويضيف عن دور التعليم والمعرفة في بناء المجتمع: "فشعب يقرأ لا يجوع ولا يستعبد" ص100، وهذه حقيقة واقعية في المنطقة العربية، فإحدى أسباب تبعيتنا/ وذلنا عدم القراءة.

وعن الصهيونية ودورها وفكرها: "الصهيونية عقبة في السلام التام، فهي إقصاء الآخر وإبادته" ص48، وهذا ما أكدته الأحداث، خاصة بعد أوسلو التي أعطت دولة الاحتلال اكثر من 80% من فلسطين التاريخية، ومع هذا نجدها تستولى على 20% المتبقية منها.
وعن طريقتها في الهيمنة والسيطرة علة الدول والجماعات والمؤسسات والأفراد: "فمع المال والسلطة تستطيع أن تصنع القوانين وتكسرها في الوقت نفسه، هذه طريقة إسحاق وهكذا لعبناها، "الزمن لمن يملك أكثر ولمن يملك الحكمة والتخطيط" ص110.
وعن أساليب إيصال السلاح لليهود: "ولم يحرم الحاخام الأكبر عليهن النوم مع المهربين، إذا أقتضى الأمر ذلك، كن في مهمة نضالية" ص33، بمعنى أن كل الطرق والوسائل مباحة للوصول إلى الهدف وتحقيقه.
وعن دور السلاح في حماية الأفراد والجماعة: "العالم أهدأ مع البنادق" ص84، فهذه الفقرة تلخص ما جاء في كتاب "السلم المسلح" الذي يؤكد أن أي قوة مهما كانت تجعل الآخرين يحسبون الف حساب قبل الإقدام على أي الاعتداء.
وعن دور السلاح والعهر في تحقيق الغنى/ الثروة: "الملايين إذا أردتها لن تتحقق إلا من خلال قيادة الجيوش وقوادة النساء" ص227.
وعن أهمية الأرض كوطن يقول أشكلول: "أجعل اهتماماتك تدور حول الأرض والماء والدفاع عنهما، إذا أردت وطنا فما عليك إلا أن تعيش في أرض مهما تكلفت من اموال، ومهما وضعت في طريقك عراقيل، فالأرض وسيلة الإنتاج، وهي كالعرض، وتعادل الروح، وهي مفتاح الرزق، وبها فقط يمكن الاستمرار بالحياة" ص ص185، هذه الفقرة تصلح للفلسطيني الآن، كما صلحت لليهود في السابق، فما قاله "أشكول" أفضل نصيحة لمن يريد وطنا.
وعن الحرص والشك نجد هذه الفقرة: "قليلا من الشك يوفر السلامة" ص70، وهذه حكمة يجب الأخذ بها ليس بين الأحزاب/ الجماعات فحسب، بل بين الأفراد أيضا.
اللافت في هذه المقاطع أنها جاءت ضمن متن الرواية، بحيث لا يشعر القارئ أنها مباشرة، وهذا ما يجعلها ترسخ في عقله، وإذا علمنا أن غالبتها جاء من خلال شخصيات يهودية صهيونية، نصل إلى طبيعة الفكر الصهيوني والطريقة التي يعمل بها، والأساليب التي يتبعها لتحقيق أهدافه، وبمعنى أن الرواية تكشف لنا حقيقة عدونا، وطبيعة عمله، وهذا يسهل علينا معرفة خططه وأساليبه ومع ثم مواجهته والانتصار عليه.
الرواية من منشورات ازبكية عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2020.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخفي في قصيدة -متى تصفو السماء- سامي عوض الله البيتجالي
- رواية توابيت وقبر واحد عمر أبو الهيجاء
- الشكل والمضمون في رواية توابيت وقبر واحد عمر أبو الهيجاء
- لصوت الندي في ميزان النقد: هل يعكس النقد شخصية الناقد؟ فراس ...
- -من غزة إلى الشتات... نقش فلسطيني يجمع أطياف الشعر- تقرير: ف ...
- الحب والحرب في ديوان صهيل السنابل جميل طرايره
- مجموعة -الكوخ- محمد حافظ
- ديوان مرقى الغزالة مراد السوداني
- ديوان غزة قصائد الصهيل والهديل سامي عوض الله البيتجالي
- رواية قطة فوق صفيح ساخن مراد ساره
- رواية أبناء السماء يحيى القيسي
- رواية نهر يستحم في البحيرة يحيى يخلف
- الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي الطوفان
- الثورة في قصيدة -يأتي الصباح- سامي عوض الله (البيتجالي)
- الشاعر سميح محسن في ديوان (اخلع سماءك وانتظرني): تجسيد لفكرة ...
- الشكل والمضمون في كتاب أزاهير وقوارير محمد حافظ
- أنا الشاعر في ديوان -شجر اصطفاه الطير- عمر أبو الهيجاء
- المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي
- المكان في مجموعة -حين تموت المدن- صلاح دهني
- عزوف الحياة في قصيدة -خذ روحي إليك- علي البتيري


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المنطقة العربية في رواية اشتباك حسين ياسين