|
التخفي في قصيدة -متى تصفو السماء- سامي عوض الله البيتجالي
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8452 - 2025 / 9 / 1 - 23:36
المحور:
الادب والفن
متى تصفو السماء؟ " لماذا لا أرى إلا السحاب؟ هل كل ُّ كائن ٍيموت ُ يعطي شكله لغيمةٍ ويختفي … في الغيب والغياب؟ كم مرّ غيم ُالكائناتِ دون أن نراه و العين لا ترنو إلى السماء إلا في الصلاة. والعين إن صلّت فهذا لقلب إمّا راجياً أو نادما لا لأن في السماءِالتخفي في قصيدة "متى تصفو السماء" سامي عوض الله البيتجالي متى تصفو السماء؟ " لماذا لا أرى إلا السحاب؟ هل كل ُّ كائن ٍيموت ُ يعطي شكله لغيمةٍ ويختفي … في الغيب والغياب؟ كم مرّ غيم ُالكائناتِ دون أن نراه و العين لا ترنو إلى السماء إلا في الصلاة. والعين إن صلّت فهذا لقلب إمّا راجياً أو نادما لا لأن في السماءِ شيء ً مبهما الغيمُ كائنات تلتقي وتفقدِ شكلها في العناق وعندما تبكي تتلاشى في بكاءها وهكذا الفراق والغيم كائنات تلبسُ لونها عند الممات بياضَ الطفولةٍ برتقالَ الأمومة حمرةَ العاشق ِوالثائرِ والجميلاتِ السّفرجلات والرماديّ في الحزن وتلك ألوانُ الحياة في الحياة في الغيم تستعيد الكائنات ما فقدته على هذه الأرض ويكبر الحب ويمشي في فسحة الغيم أرنب ٌ وذئب ويتدثران في السحب الغائبات ستصفو السماء يا صغيرتي ويندثرُ الغيمُ عندما تنتهي الحرب!"
كثرة الألم، القهر/ اليأس تجعلنا نسأل أسئلة موضوعية، وأحيانا أسئلة شك فيما نحمله من قناعات، كما تجعلنا ـ أحيانا ـ (نسلم) بهذا الواقع، لعدم قدرتنا على تغييره أو إيقافه، وأحيانا تجعلنا نعمل على جاهل/ نسيان واقعنا وكأنه غير موجود، كل هذه السلوكيات مسألة طبيعية/ عادية في حياة الفلسطيني والعربي الذي عاش ويعيش القهر والانكسار يوميا. في قصيدة "متى تصحو السماء" نجد هذه السلوكيات، فالشاعر "سامي عوض الله البيتجالي" عبر عما نحمله من قهل ويأس، حتى بدى وكأنه يتكلم عنا، متحدثا عما نحمله من ألم وعجز وقهر، فعنوان القصيدة "متى بصحو السماء" بحد ذاته يحمل اكثر من معنى، الأمل بالخلاص من العاصفة/ المجزرة، الامتعاض من استمرار الغبار/ الموت الذي يمتد ويتواصل ويكثر يوميا، الدعاء إلى الله ليزيل ما يعكر صفوة السماء/ حياتنا. يتبع الشاعر القصيدة بأسئلة أخرى: "لماذا لا أرى إلا السحاب؟، هل كل كائن يموت؟، كم مر غيم الكائنات دون أن نراه" إذا ما توقفنا عند هذه الأسئلة سنجدها متعلقة بالنظر/ بالمشاهدة، فهناك العديد من الفقرات استخدمها الشاعر كتعبير عن عدم وضوح الرؤية: "لا أرى، دون أن نراه، العين لا ترنو، تفقد شكلها، تتلاشى، ما فقدته، ويتدثران، يندثر" كل هذه الألفاظ تخدم فكرة الغياب/ التخفي/ المخبأ، فالشاعر من خلالها أراد التعبير عما يشعر به من قهر، بحيث لم يعد يقدر على تحمل المزيد من مشاهدة الموت والخراب والتدمير، مما جعل العقل الباطن فيه يستخدم ألفاظا متعلقة بالغياب/ بالمخفي/ المخبأ، فعدم وضوح الرؤية انعكست عليه وعلى مشاعره وألفاظه، بحيث أصبح يعيش حالة من الضبابية/ القتامة نجدها في ألفاظ: "ويختفي، الغيب، والغياب، مبهما، الفراق، الممات، الغائبات" وإذا علمنا أن السحب/ الغيم بحد ذاته يمثل حاجزا عن رؤية السماء، حيث كرره في أكثر من موضوع في القصيدة: "السحاب/ السحب، لغيمه/ الغيم/ غيم (مكرر ست مرات) نصل إلى فكرة عدم رغبة الشاعر في مشاهدة الموت والقتل الذي يلاحق أهلنا في غزة. إذن الشاعر قدم لنا فكرة عن وصوله إلى حالة اليأس، بحيث لم يعد يقدر على متابعة/ سماع/ رؤية المزيد من المجازر، من خلال الأسئلة، ومن خلال مضمون القصيدة، ومن خلال الألفاظ التي استخدمها. إذن العقل الباطن للشاعر يجعله يعيش حالة من (عزلة/ التخفي/ الاختباء) وجدناها في الأسئلة، وفي مضمون القصيدة، وفي الألفاظ التي استخدمها، لكن اللافت في القصيدة وجود تخفي للأمل نجده في حديث الشاعر عن الأشكال والألوان: "شكلها، لونها/ ألوان، بياض، برتقالة، حمرة، السفرجلات، الرمادي" فهذه الألوان بحد ذاتها تعطي المتلقي صورة عن الأمل الكامن في الشاعر، من هنا وجدناه يتحدث عن الحب: "يكبر الحب" وعن الأمل: "ستصفو السماء" وبهذا يكون "سامي عوض الله" قد أوصل لنا ما تخفيه مشاعره من ألم وقهر وعجز ويأس وأمل بأكثر من حالة، وأكثر من شكل وطريقة، وهذا ما يميز قصيدة "متى تصفو السماء؟" التي ستصفو بعد أن يندثر الغيم. القصيدة منشورة على صفحة الشاعر Sami Awadallah
شيء ً مبهما الغيمُ كائنات تلتقي وتفقدِ شكلها في العناق وعندما تبكي تتلاشى في بكاءها وهكذا الفراق والغيم كائنات تلبسُ لونها عند الممات بياضَ الطفولةٍ برتقالَ الأمومة حمرةَ العاشق ِوالثائرِ والجميلاتِ السّفرجلات والرماديّ في الحزن وتلك ألوانُ الحياة في الحياة في الغيم تستعيد الكائنات ما فقدته على هذه الأرض ويكبر الحب ويمشي في فسحة الغيم أرنب ٌ وذئب ويتدثران في السحب الغائبات ستصفو السماء يا صغيرتي ويندثرُ الغيمُ عندما تنتهي الحرب!"
كثرة الألم، القهر/ اليأس تجعلنا نسأل أسئلة موضوعية، وأحيانا أسئلة شك فيما نحمله من قناعات، كما تجعلنا ـ أحيانا ـ (نسلم) بهذا الواقع، لعدم قدرتنا على تغييره أو إيقافه، وأحيانا تجعلنا نعمل على جاهل/ نسيان واقعنا وكأنه غير موجود، كل هذه السلوكيات مسألة طبيعية/ عادية في حياة الفلسطيني والعربي الذي عاش ويعيش القهر والانكسار يوميا. في قصيدة "متى تصحو السماء" نجد هذه السلوكيات، فالشاعر "سامي عوض الله البيتجالي" عبر عما نحمله من قهل ويأس، حتى بدى وكأنه يتكلم عنا، متحدثا عما نحمله من ألم وعجز وقهر، فعنوان القصيدة "متى بصحو السماء" بحد ذاته يحمل اكثر من معنى، الأمل بالخلاص من العاصفة/ المجزرة، الامتعاض من استمرار الغبار/ الموت الذي يمتد ويتواصل ويكثر يوميا، الدعاء إلى الله ليزيل ما يعكر صفوة السماء/ حياتنا. يتبع الشاعر القصيدة بأسئلة أخرى: "لماذا لا أرى إلا السحاب؟، هل كل كائن يموت؟، كم مر غيم الكائنات دون أن نراه" إذا ما توقفنا عند هذه الأسئلة سنجدها متعلقة بالنظر/ بالمشاهدة، فهناك العديد من الفقرات استخدمها الشاعر كتعبير عن عدم وضوح الرؤية: "لا أرى، دون أن نراه، العين لا ترنو، تفقد شكلها، تتلاشى، ما فقدته، ويتدثران، يندثر" كل هذه الألفاظ تخدم فكرة الغياب/ التخفي/ المخبأ، فالشاعر من خلالها أراد التعبير عما يشعر به من قهر، بحيث لم يعد يقدر على تحمل المزيد من مشاهدة الموت والخراب والتدمير، مما جعل العقل الباطن فيه يستخدم ألفاظا متعلقة بالغياب/ بالمخفي/ المخبأ، فعدم وضوح الرؤية انعكست عليه وعلى مشاعره وألفاظه، بحيث أصبح يعيش حالة من الضبابية/ القتامة نجدها في ألفاظ: "ويختفي، الغيب، والغياب، مبهما، الفراق، الممات، الغائبات" وإذا علمنا أن السحب/ الغيم بحد ذاته يمثل حاجزا عن رؤية السماء، حيث كرره في أكثر من موضوع في القصيدة: "السحاب/ السحب، لغيمه/ الغيم/ غيم (مكرر ست مرات) نصل إلى فكرة عدم رغبة الشاعر في مشاهدة الموت والقتل الذي يلاحق أهلنا في غزة. إذن الشاعر قدم لنا فكرة عن وصوله إلى حالة اليأس، بحيث لم يعد يقدر على متابعة/ سماع/ رؤية المزيد من المجازر، من خلال الأسئلة، ومن خلال مضمون القصيدة، ومن خلال الألفاظ التي استخدمها. إذن العقل الباطن للشاعر يجعله يعيش حالة من (عزلة/ التخفي/ الاختباء) وجدناها في الأسئلة، وفي مضمون القصيدة، وفي الألفاظ التي استخدمها، لكن اللافت في القصيدة وجود تخفي للأمل نجده في حديث الشاعر عن الأشكال والألوان: "شكلها، لونها/ ألوان، بياض، برتقالة، حمرة، السفرجلات، الرمادي" فهذه الألوان بحد ذاتها تعطي المتلقي صورة عن الأمل الكامن في الشاعر، من هنا وجدناه يتحدث عن الحب: "يكبر الحب" وعن الأمل: "ستصفو السماء" وبهذا يكون "سامي عوض الله" قد أوصل لنا ما تخفيه مشاعره من ألم وقهر وعجز ويأس وأمل بأكثر من حالة، وأكثر من شكل وطريقة، وهذا ما يميز قصيدة "متى تصفو السماء؟" التي ستصفو بعد أن يندثر الغيم. القصيدة منشورة على صفحة الشاعر Sami Awadallah
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رواية توابيت وقبر واحد عمر أبو الهيجاء
-
الشكل والمضمون في رواية توابيت وقبر واحد عمر أبو الهيجاء
-
لصوت الندي في ميزان النقد: هل يعكس النقد شخصية الناقد؟ فراس
...
-
-من غزة إلى الشتات... نقش فلسطيني يجمع أطياف الشعر- تقرير: ف
...
-
الحب والحرب في ديوان صهيل السنابل جميل طرايره
-
مجموعة -الكوخ- محمد حافظ
-
ديوان مرقى الغزالة مراد السوداني
-
ديوان غزة قصائد الصهيل والهديل سامي عوض الله البيتجالي
-
رواية قطة فوق صفيح ساخن مراد ساره
-
رواية أبناء السماء يحيى القيسي
-
رواية نهر يستحم في البحيرة يحيى يخلف
-
الأعداد في قصيدة الطوفان صلاح أبو لاوي الطوفان
-
الثورة في قصيدة -يأتي الصباح- سامي عوض الله (البيتجالي)
-
الشاعر سميح محسن في ديوان (اخلع سماءك وانتظرني): تجسيد لفكرة
...
-
الشكل والمضمون في كتاب أزاهير وقوارير محمد حافظ
-
أنا الشاعر في ديوان -شجر اصطفاه الطير- عمر أبو الهيجاء
-
المرأة في مجموعة -الأخوات الحزينات- نجاتي صديقي
-
المكان في مجموعة -حين تموت المدن- صلاح دهني
-
عزوف الحياة في قصيدة -خذ روحي إليك- علي البتيري
-
الشعبية في رواية خرفيش محمود عيسى موسى
المزيد.....
-
ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
-
بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م
...
-
أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
-
أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب
...
-
ميغان تشوريتز فنانة جنوب أفريقية عاشت الأبارتايد ونبذت الصهي
...
-
السنوار في الأدب العالمي.. -الشوك والقرنفل- من زنازين الاحتل
...
-
شعوذة.. طموح.. حب.. موسيقى وإثارة.. 9 أفلام تعرض في سبتمبر
-
قصة ملك ليبيا محمد إدريس السنوسي الذي أطاح به القذافي
-
كيف أصبح مشروب شوكولاتة للأطفال رمزا للاستعمار الفرنسي؟
-
المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل
...
المزيد.....
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
-
رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع
/ رشيد عبد الرحمن النجاب
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
المزيد.....
|