فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)
الحوار المتمدن-العدد: 8443 - 2025 / 8 / 23 - 09:19
المحور:
قضايا ثقافية
في قلب الساحة الحمراء بموسكو، تتلألأ كاتدرائية القديس باسيل كأحد أعظم رموز روسيا التاريخية والدينية. بألوانها الزاهية وقبابها البصلية الفريدة، تجذب أنظار كل من يمر بالقرب منها، لتروي حكاية أمة عريقة جمعت بين الإيمان والقوة والجمال. إنها ليست مجرد مبنى ديني، بل علامة مميزة لصورة روسيا أمام العالم.
شُيّدت الكاتدرائية بين عامي 1555 و1561 بأمر من القيصر إيفان الرهيب تخليدًا لانتصاره على خانات قازان، وأُطلق عليها لاحقًا اسم "باسيل المبارك" نسبةً إلى القديس الروسي البسيط الذي عاش حياة زهد وتقوى. منذ ذلك الحين، أصبحت شاهدة على تحولات روسيا الكبرى، من القيصرية إلى الاتحاد السوفيتي وصولًا إلى روسيا الحديثة.
يمتزج في تصميم الكاتدرائية الطابع الروسي والبيزنطي مع لمسات فنية لا مثيل لها، حيث ترتفع تسع قباب ملونة، لكل منها شكل ولون وزخرفة مختلفة، لكنها جميعًا تنسجم معًا في لوحة معمارية أخّاذة. إن تنوع القباب يرمز إلى وحدة روسيا وسط تعدد شعوبها وثقافاتها، في رسالة روحية بليغة بأن التنوع لا يُضعف بل يُثري.
اليوم، تُعد كاتدرائية القديس باسيل أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ومقصدًا رئيسيًا لملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم. وبالنسبة لي كطالب عربي يعيش في روسيا، أشعر أن هذا الصرح العظيم ليس مجرد أثر تاريخي، بل هو جسر ثقافي وروحي يربط بين شعوب مختلفة، ويعكس كيف يمكن للجمال والإيمان أن يصبحا لغة يفهمها الجميع. إنها بحق قصيدة حجرية خالدة تلخص روح روسيا العريقة.
#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)
Fouad_Ahmed_Ayesh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟