أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد أحمد عايش - روسيا بعيون عربية: بين الحقيقة والتضليل الإعلامي














المزيد.....

روسيا بعيون عربية: بين الحقيقة والتضليل الإعلامي


فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يُذكر اسم "روسيا" في الإعلام العربي، تتقاطع الصور والانطباعات، وتضيع الحقيقة وسط ضجيج الدعاية والتضليل.
البعض يراها خصمًا سياسيًا، وآخرون يرونها قوةً غامضة لا تُفهم.
أما أنا، كعربيٍّ يعيش فيها، فأقول بثقة:
روسيا ليست كما يصورها الإعلام.

في هذا المقال، أكتب بعيونٍ عربية... لا تمجيدًا ولا نفاقًا، بل حبًّا صادقًا مبنيًّا على التجربة والمعايشة.
أكتب لأُصحّح الصورة، وأدافع عن بلد استقبلني باحترام، وأعطاني فرصة أن أفهمه من الداخل، لا من خلف الشاشات.

روسيا ليست عدوًا... بل شريك منسي

في الخطاب الإعلامي العربي، تُقدَّم روسيا أحيانًا كدولةٍ متدخّلة، أو كقوةٍ لا ترى في العالم إلا مصالحها.
لكن الحقيقة التي يغفلها الكثيرون: أن روسيا لم تُعرف يومًا كمحتلٍّ لأرضٍ عربية، ولا فرضت أيديولوجية على الشعوب.
بل على العكس، كثيرًا ما وقفت إلى جانب القضايا العادلة، ودافعت عن مبدأ السيادة وعدم التدخل، حتى إن خالف ذلك مصالحها.

الشعب الروسي... كريم وصادق

من يعيش في روسيا يدرك أن الصورة النمطية التي ينقلها الإعلام الغربي أو العربي لا تعكس الواقع.
لقد وجدتُ في الروس شعبًا كريمًا، هادئًا، متواضعًا، يحترم الغريب ما دام الغريب يحترم ثقافته.
لم أتعرض لأي تمييز، بل وجدت ترحيبًا وفضولًا حقيقيًا للتعرّف على ثقافتي وديني ولغتي.

الروسي صريح بطبعه، لا يجامل فيما لا يؤمن به، لكنه حين يُقدّرك، يفتح لك قلبه بثقة.
وأؤمن أن العلاقة بين العربي والروسي يمكن أن تكون متينة، إذا بُنيت على الاحترام والتفاهم.

روسيا والثقافة العربية: من التبادل لا التغريب

ما لا يعرفه كثير من العرب، هو أن روسيا تحتضن اليوم مئات الآلاف من المسلمين، والمساجد فيها مشرعة، والمراكز الثقافية الإسلامية نشطة، والعبادات تُمارس بحرية.
في الجامعات الروسية، تُدرّس اللغة العربية، وتُترجم أعمال كبار المفكرين العرب، وتُقام فعاليات حوار بين الحضارات.

هذا ليس انفتاحًا سطحيًا، بل اهتمامٌ حقيقي نابع من رغبة روسيا في فهم الشرق لا السيطرة عليه.
لقد أدركت أن روسيا لا تخشى التنوع، بل تحتفي به، إذا ما قُدّم لها باحترام وأصالة.

كلمة "عربي" في موسكو

أنا عربي أعيش في روسيا... ولا أشعر بالغربة.
في شوارع موسكو، أجد الاحترام في العيون، لا الريبة.
في قاعات الدراسة، أُعامل كأي طالب روسي، بل أحيانًا يُشاد بي لأنني أحمل ثقافة مختلفة.
وحين أقول إنني عربي، لا أسمع سخرية، بل يُطرح عليّ أسئلة عن حضارتي، وتاريخي، وديني.

ولهذا، أقول لإخوتي العرب:
لا تحكموا على روسيا من وراء الشاشات... بل من خلال أبنائكم الذين يعيشون فيها، ويعرفونها عن قرب.

في الختام: روسيا ليست خصمًا... بل فرصة

روسيا اليوم لا تطلب منّا أن نحبّها.
لكننا كعرب في أمسّ الحاجة إلى إعادة النظر في علاقاتنا مع هذه الدولة الكبيرة، العميقة، المستقلة.
ليس كبديلٍ للغرب، بل كصديقٍ لا يُساوم، وكشريك استراتيجي يؤمن باحترام الآخر.

أنا لا أكتب هذا لأنني نسيت وطني.
بل أكتبه لأنني وجدت في روسيا وطنًا ثانيًا احترم إنسانيتي، وفتح لي أبواب العلم، ومنحني الحق أن أكون نفسي.

روسيا ليست كما يقول الإعلام... بل كما تراها عيون الصادقين.
وأنا من هؤلاء.



#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الكرملين...؟
- من عمّان إلى موسكو ،، رحلة البحث عن العدالة والحقيقة
- روسيا كما لم تعرفها من قبل: حضارة، قانون، وهوية
- لماذا أحببت روسيا؟ رحلة في قلب الثقافة والسياسة الروسية
- الطريق إلى الموت ... الهجرة غير الشرعية
- الفؤاد يكتب
- الدول العربية والتحديات الاقتصادية في المنطقة
- مبادرة أثر - Athar
- overdose
- اضطراب طيف التوحد - Autism Spectrum Disorder
- رهف .. التحدي والمثابرة .. رواية
- الرسائل الغامضة
- في وطني ؟!
- اليوم العالمي للمرأة ...
- الأردن ما بين الحاضر والواقع
- Marta .. Challenge and perseverance .. Part 3
- Marta .. Challenge and Perseverance .. Part To
- Marta .. challenge and persistence
- Love from another look
- جرعة زائدة


المزيد.....




- السعودية في معرض فرانكفورت: تحد لصورة نمطية لكن بأي شكل ومحت ...
- بايرن يلحق الهزيمة الأولى بدورتموند.. ولايبزغ يرتقي للوصافة ...
- -خسرنا ثقة القطريين-...ويتكوف يشعر بـ-الخيانة- حيال هجوم إسر ...
- فايننشال تايمز: بهذا رد البرغوثي على بن غفير في فيديو المواج ...
- البرهان: مستعدون للتفاوض بما يصلح السودان ويبعد أي تمرد
- الداخلية السورية تفكك خلية لتنظيم الدولة في ريف دمشق
- نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة ...
- فيديو منسوب للبرهان بشأن مفاوضات تسوية النزاع بالسودان.. هذه ...
- الصليب الأحمر يسلم جثامين 15 فلسطينيًا من إسرائيل إلى غزة
- كيف يمكن للهرمونات أن تتحكّم بعقولنا؟


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد أحمد عايش - روسيا بعيون عربية: بين الحقيقة والتضليل الإعلامي