أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد أحمد عايش - الفؤاد يكتب














المزيد.....

الفؤاد يكتب


فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني

(Fouad Ahmed Ayesh)


الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 09:47
المحور: الادب والفن
    


نسمع من وقت إلى آخر بمطالبات لفصل الدين عن السياسة، ويقابلها في الجانب الآخر دعاوى لعدم فصلهما، وتحول الجدل مع مرور الوقت إلى صراع لا يتوقف، ومزايدات لا تتراجع، ونمر بالفعل في أزمة ثقافية وأمنية، تتداخل فيها مختلف دوائر العنف والعنف المضاد في المجتمع العربي، فدعاة الحل الإسلاموي يطالبون بتولي سلطة فقهية المرجعية العليا في سلطات بعض الدول، وآخرون يصارعون من أجل عزل دعاة الحل الديني خوفاً من استبدادهم بالأمر والرأي.


وصلت الأزمة الحالية إلى مرحلة متقدمة في بعض الدول العربية، وصارت مدخلاً للاستبداد من الطرف الآخر في بعض الدول بعد إعلان مواجهة أسلمة الخطاب السياسي، ولن ينتهي الأمر بين ليلة وضحاها، فالصراع لن يتوقف إلا بعد تجاوز أزمات الثقة والمسلمات بين الطرفين، وقد يأخذ الأمر دهراً وأجيالاً متعاقبة قبل الوصول إلى حالة الهدوء والاستقرار والأمن والرخاء في جنوب المتوسط..

نحتاج في هذه المرحلة إلى حوار ثقافي هادئ في هذه المسألة، حول مسألة موقف الدين من السياسة، وهل توجد نصوص تحدد أركان السياسة ومبادئها وفصولها ومواقفها، أم أنها تخضع لرغبات الإنسان ومصالحه المتعددة، ولو استعرضنا تاريخ المسلمين منذ زمن السقيفة إلى اليوم لربما اتضحت الصورة، فالمسألة كانت ومازالت يحددها صراع الفئات والقوى والمصالح المتعددة في المجتمع.


والسياسة في معانيها الأولية تعني سياسة مصالح الفئات المختلفة في المجتمع، ولو استعرضنا مسميات وأهداف الأحزاب السياسية في الغرب لاكتشفنا أن كل منها يمثل مصالح وأيدولوجيات مختلفة، لكنها ملتزمة بالمصالح الكبرى للدولة، وخاضعة لقانون الانتخاب والعمل المدني، وما هو يعني استحالة وجود خطاب سياسي مثالي في الحياة، فالسياسة تعني برمتها سياسة المصالح في المجتمع الديمقراطي، بينما تعني في دول الشرق سياسة الأمر الواقع..

من هذا المنطلق نستطيع فهم ما وراء الخطاب الديني في السياسة، وهل يمثل سياسة لمصالح فئات محددة، أم أنه وحي منزل من رب العالمين، في تاريخ المسلمين لا يوجد فقهاء في السياسة، والفقهاء الأوائل فصلوا في أحكام الحيض وزكاة المواشي أكثر بكثير من تناول قضايا السياسة، واختصروا الفقه الشرعي السياسي في فصل واحد، وهو الطاعة لولي الأمر.


وفي ذلك دليل أن السياسة في مداولاتها الواقعية تقوم على المصالح، لكن الغائب في المجتمعات الشرقية الإسلامية وجود آليات متفق عليها لإدارتها بين فئات المجتمع المتنافسة في مجال إدارة المجتمع، وفي غياب مثل هذه الإجراءات والقوانين يتحول الأمر إلى صراع دموي وعنف متبادل من أجل فرض مصلحة ضد أخرى.

لهذا لا أستغرب ارتفاع أصوات بعض الفئات الدينية المتطرفة من خلال إصدار فتاوى وأحكام لا أساس لها شرعياً، فذهنية التحريم والميل نحو التشدد المخالف لسماحة الدين وقواعده الشرعية هو في صلبه خطاب سياسي، أي يمثل مصالح جماعات محافظة جداً في المجتمع، لا تؤمن بتعدد الحريات واختلاف الآراء، وبالتالي تعمل في السياسة من أجل فرض رؤيتها المتطرفة للحياة على الآخرين، ولهذا هم يزايدون في كل أمر جديد.


من خلال هذه الرؤية علينا أن ندرك جميعاً أن الصراع الحالي بين دعاة التطرف والمحافظة المتشددة وبين الذين يرغبون في فرض الاختلاف والتعدد من أجل تغيير أنماط الحياة المتكلسة في المجتمع هو صراع مصالح بشرية، وليس صراعاً بين الخير والشر..

وإذا أردنا محاولة فهم ما يجري، علينا أن نبحث عن أخلاقيات العمل المجتمعي وندقق في وسائل جمع الثروات الطائلة من خلال الخطاب المسيس، وعن تلك المواقف التبريرية من قبل أتباعهم عند ارتكاب رموزهم لمخالفات شرعية لا يختلف عليها اثنان، ولكنهم مع ذلك يجدون لها مخرجاً من خلال مقولة الغاية تبرر الوسيلة.



#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدول العربية والتحديات الاقتصادية في المنطقة
- مبادرة أثر - Athar
- overdose
- اضطراب طيف التوحد - Autism Spectrum Disorder
- رهف .. التحدي والمثابرة .. رواية
- الرسائل الغامضة
- في وطني ؟!
- اليوم العالمي للمرأة ...
- الأردن ما بين الحاضر والواقع
- Marta .. Challenge and perseverance .. Part 3
- Marta .. Challenge and Perseverance .. Part To
- Marta .. challenge and persistence
- Love from another look
- جرعة زائدة
- عاصفة الفؤاد
- حي على الشباب
- الإنتخابات الأردنية وإصلاحاتنا السياسية والإقتصادية.
- هل أصبحنا في زمن الرويبضه ؟.
- آسف...
- إذا أردت أن تمارس حريتك حتمًا ستدفع الثمن


المزيد.....




- -يوميات بوت اتربى في مصر- لمحمد جلال مصطفى... كيف يرانا الذك ...
- كيف كشفت سرقة متحف اللوفر إرث الاستعمار ونهب الموارد الثقافي ...
- قناة مائية قديمة في ذمار تكشف عبقرية -حضارة الماء والحجر-
- ما أبرز الرسائل والمخرجات عن القمة الصينية الأمريكية؟
- توفيا أثناء تأدية عملهما.. رحيل المصورين ماجد هلال وكيرلس صل ...
- وزيرة الثقافة الفرنسية تمثل ماكرون في افتتاح المتحف المصري ا ...
- صالون الجزائر الدولي للكتاب يفتح أبوابه أمام الزائرين
- العبودية الناعمة ووهم الحرية في عصر العلمنة الحديث
- كلاكيت: الذكاء الاصطناعي في السينما
- صدر حديثا. رواية للقطط نصيب معلوم


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فؤاد أحمد عايش - الفؤاد يكتب