القيم الروحية الروسية

فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)

الحوار المتمدن-العدد: 8435 - 2025 / 8 / 15 - 09:35
المحور: قضايا ثقافية
    

الروس يتميزون بكونهم ودودين في العلاقات الشخصية، لكنهم قد يظهرون شيئًا من التحفظ في اللقاءات الرسمية. المصافحة عند اللقاء أمر شائع، والاحترام للمسافة الشخصية يُعد جزءًا من آداب التعامل.
في اللقاءات العائلية أو مع الأصدقاء المقربين، يسود الدفء والكرم، حيث يحرص الجميع على إظهار الاهتمام بالضيف وتقديم الطعام والمشروبات التقليدية فور وصوله.

يحب الروس الطبيعة ويحرصون على القيام برحلات طويلة إلى الغابات والبحيرات، سواء للتخييم أو صيد الأسماك، ما يعكس ارتباطهم العميق بالأرض والحياة البسيطة. وغالبًا ما يشارك الروس أصدقاءهم وزوارهم هذه الأنشطة في أجواء مليئة بالمودة.

تلعب الأرثوذكسية الروسية دورًا مهمًا في حياة ملايين المواطنين. فالكنائس والأديرة ليست أماكن للعبادة فحسب، بل مراكز ثقافية للحفاظ على التراث ونقل القيم الأخلاقية عبر الأجيال. وتشمل الطقوس الدينية الصلوات والأعياد والتأمل في النصوص المقدسة، مما يعزز الهوية الثقافية والروحية للشعب الروسي.

ورغم تمسك الروس بالتقاليد، فإنهم يتفاعلون بفاعلية مع العصر الحديث. المدن الكبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ تزخر بحياة ثقافية غنية، تضم المتاحف والمكتبات والمسارح والمهرجانات الفنية العالمية. ويجمع الشباب الروسي بين الاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة والاعتزاز بالتراث، مما يجعل الثقافة الروسية تجربة متكاملة تمزج بين الماضي والحاضر.

الثقافة الروسية هي مزيج فريد من التقاليد العريقة والحداثة المعاصرة، وتعكس صلابة الشعب الروسي وعمق حضارته. من العائلة إلى الطعام، ومن الفن إلى الأعياد، ومن الروحانية إلى مظاهر الحياة اليومية، تتجلى الروح الروسية في كل جانب من جوانب الحياة، لتذكرنا بأن القيم الإنسانية الكبرى — كالكرم والصمود والإبداع — هي جسر يربط بين الشعوب مهما اختلفت لغاتها وأوطانها.

#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)       Fouad_Ahmed_Ayesh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل