فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 00:02
المحور:
قضايا ثقافية
في شتاء الأورال القاسي، حيث يكسو الثلج كل شيء بالبياض، اكتشفت أن الحياة في روسيا لا تُقاس بدرجات الحرارة، بل بدرجات الصمود في القلوب. رأيت كيف يمكن للبرد أن يشحذ الإرادة، وكيف يمكن للعواصف أن تُنبت في الإنسان قوةً لا يعرفها إلا من عاش هنا.
روسيا هي أرض الحكايات الخالدة – حكايات القيصر والمحارب، الشاعر والعالم، الفلاح البسيط والجندي الذي وقف في وجه العالم دفاعًا عن كرامة وطنه. كل حجر في هذه الأرض يشهد على أن العظمة الحقيقية لا تولد من الراحة، بل من الألم والتحدي والنهوض المتكرر بعد السقوط.
تعلمت هنا أن العدالة ليست قاعة محكمة ولا نصًا في كتاب القانون فقط، بل هي شرف الأمة الذي تحميه الأرواح قبل القوانين. وجدت أن الحرية هنا ليست شعارًا سياسيًا، بل نبضًا في دماء الناس، يرافقهم في الفن والأدب والموسيقى وحتى في صمت الثلوج.
روسيا علمتني أن القوة ليست في السلاح، بل في القدرة على أن تحب وطنك حتى آخر نفس، وأن تصنع حضارتك مهما حاول العالم أن يثنيك. هذه الأرض أيقظت في داخلي الإيمان بأن الحلم العظيم يحتاج إلى قلوب من حديد وأرواح من نار لا تنطفئ.
هنا، في روسيا، أدركت أن المجد لا يُكتب بالحروف فقط، بل يُنقش في الأرواح، وأنا اليوم واحد من هؤلاء الذين تنقش روسيا في قلوبهم مجدها الخالد.
#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)
Fouad_Ahmed_Ayesh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟