فؤاد أحمد عايش
كاتب وروائي أردني
(Fouad Ahmed Ayesh)
الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 18:31
المحور:
قضايا ثقافية
حينما جئت إلى روسيا طالبًا للقانون، لم يكن الأمر مجرد انتقال جغرافي من بلد إلى آخر، بل كان عبورًا نحو عالمٍ جديد وحضارة جديدة من الفكر والنظام والهوية. فروسيا ليست مجرد دولة كبرى ذات تاريخ عريق، بل هي ساحة حقيقية لفهم كيف تتجسد العدالة في أطر قانونية وسياسية تحافظ على السيادة، وتؤكد مكانة القانون كركيزة للحياة العامة.
إن طالب القانون هنا لا يدرس الكتب فحسب، بل يلامس تاريخًا طويلًا من الإصلاحات الدستورية، والتحولات السياسية، والتجارب القضائية التي صنعت وجه روسيا الحديثة.
يُعد الدستور الروسي لعام 1993 حجر الأساس الذي ينطلق منه كل دارس للقانون في هذه البلاد. فهو دستور يؤكد سيادة الشعب، ويكرّس مبدأ الفصل بين السلطات، ويحمي الحقوق والحريات الأساسية للمواطن.
بعين الطالب، أجد أن دراسة هذا الدستور لا تقتصر على معرفة نصوصه، بل على إدراك روحه التي تمثل توازنًا بين التقاليد الروسية العريقة والانفتاح على مبادئ القانون الدولي. وما يميز التجربة هو كيف يُدرّس هذا الدستور في الجامعات، إذ يُقدَّم ليس فقط كنص قانوني بل كوثيقة حية ترسم ملامح الدولة الروسية.
النظام القضائي الروسي يتميز بتنوع محاكمه واختصاصاته، ابتداءً من المحاكم العامة ووصولًا إلى المحكمة الدستورية العليا.
ومن أبرز ما يثير إعجاب الطالب العربي هو قوة المحكمة الدستورية الروسية ودورها في ضمان سيادة القانون، إذ تُعتبر حارسًا حقيقيًا للدستور. كما أن استقلالية القضاء تسهم في تعزيز الثقة العامة، رغم التحديات التي قد تواجهها أي دولة كبرى. وما أراه يوميًا هو أن القضاء الروسي ليس مجرد مؤسسة للفصل في النزاعات، بل هو ضمانة للاستقرار وحماية لحقوق الأفراد والمجتمع.
#فؤاد_أحمد_عايش (هاشتاغ)
Fouad_Ahmed_Ayesh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟