أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - القوات الأمريكية تغادر العراق...قرأة موجزة














المزيد.....

القوات الأمريكية تغادر العراق...قرأة موجزة


رحيم حمادي غضبان
(Raheem Hamadey Ghadban)


الحوار المتمدن-العدد: 8438 - 2025 / 8 / 18 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انسحاب القوات الأمريكية وقوات التحالف من العراق يمثل واحدة من أعقد المحطات في مسار العلاقة العراقية الأمريكية منذ 2003، فهو من جهة جاء نتيجة لاتفاقية الإطار الاستراتيجي والأمني التي نصت على انسحاب القوات الأجنبية وتسليم الملف الأمني للحكومة العراقية، لكن من جهة أخرى لا يمكن قراءته بمعزل عن العوامل السياسية والإقليمية والداخلية التي جعلت الوجود الأمريكي في العراق محاطاً بالضغوط والتحديات المستمرة، إذ أن الولايات المتحدة فشلت في ترويض الحكومات العراقية المتعاقبة وإبقائها بالكامل ضمن فلكها السياسي والأمني، فقد لعبت العوامل المذهبية والانقسامات الداخلية والدور المتصاعد للقوى السياسية المرتبطة بإيران دوراً حاسماً في الحد من النفوذ الأمريكي، ما جعل واشنطن أمام خيارين إما استمرار الاستنزاف أو الانسحاب المحسوب الذي يتيح لها إعادة تموضع استراتيجي في المنطقة. في الوقت نفسه فإن الانسحاب لا يعني نهاية الحضور الأمريكي في العراق، بل يمكن اعتباره إعادة صياغة لأدوات النفوذ حيث ستعتمد الولايات المتحدة على النفوذ الاقتصادي والاستخباري والسياسي بدل الوجود العسكري المباشر، كما أن الانسحاب قد يحمل بعداً تكتيكياً يتعلق بفتح المجال أمام المناورة الإسرائيلية في الأجواء العراقية باتجاه العمق الإيراني ضمن لعبة الضغط القصوى على طهران، لاسيما أن العراق يشكل ممراً جغرافياً حساساً بين إيران وسوريا ولبنان. ومن زاوية أخرى فإن الانسحاب يمكن أن يُقرأ كانتصار معنوي وسياسي لإيران وأذرعها في المنطقة، إذ يظهر أنها نجحت في طرد القوات الأمريكية من جوارها المباشر عبر أدواتها السياسية والعسكرية في العراق، ما يعزز سردية محور المقاومة ويمنح طهران نفوذاً إضافياً على الساحة العراقية والإقليمية، غير أن هذا الانتصار يبقى هشاً إذا ما واجه العراق فراغاً أمنياً قد تستغله الولايات المتحدة بطرق أخرى أو قد يتحول إلى عبء على إيران نفسها نتيجة زيادة توقعات القوى العراقية التابعة لها من جهة، وتصاعد الضغط الدولي عليها من جهة أخرى. أما على صعيد مستقبل العلاقات العراقية الأمريكية فإنها ستتجه نحو شكل أكثر براغماتية، حيث سيحاول العراق الحفاظ على قدر من التوازن مع واشنطن لضرورات اقتصادية ومالية وعسكرية لا يمكن الاستغناء عنها، فيما ستبقى الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على موطئ قدم عبر دعم قوى سياسية بعينها وعبر أدوات ناعمة بدلاً من الوجود العسكري المباشر، لكن من المرجح أن تشهد العلاقات فتوراً في المدى القريب مع بقاء باب التعاون مفتوحاً في قضايا مكافحة الإرهاب والدعم المالي والتقني. في المقابل ستسعى إيران إلى تعزيز قبضتها على القرار العراقي من خلال زيادة نفوذها السياسي والعسكري والأمني، وهو ما قد يضع العراق أمام تحدي التحول إلى ساحة صراع مفتوح بين النفوذ الإيراني من جهة والضغوط الأمريكية والغربية من جهة أخرى، ما يجعل مستقبل العراق مرهوناً بقدرة نخبه السياسية على صياغة معادلة توازن مستقلة تحفظ سيادته وتمنع تحوله إلى ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية.



#رحيم_حمادي_غضبان_العمري (هاشتاغ)       Raheem_Hamadey_Ghadban#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة ترامب وبوتين… خارطة نفوذ جديدة وتوازنات خفية
- الاندماج والتعنصر لدى المهاجرين في المجتمعات الحديثة
- أحلام قسد المستقبلية
- الاثباتات الجنائية في جريمة الزنا
- بريطانيا ودولة فلسطين
- الوحدة 8200
- خور عبدالله نزاع سياسي ام حق جغرافي
- خور عبدالله صراع سياسي ام حق جغرافي؟
- ليل بغداد
- الرجولة والذكورية والفرق بينهما
- المذهبيه وأثرها السلبي على وحدة الشعوب الاسلامية
- التدخل الأسرائلي في السويداء
- الاقتتال الشيعي المحتمل في العراق
- العلمانية والمجتمع الأسلامي
- المودة سبيل النجاة والصلح منهج العقلاء
- الكرد.ماذا بعد تسليم السلاح؟
- السلاح المنفلت بين الارادة الداخلية والأوامر الخارجية(لبنان. ...
- أمي ثم أمي
- بريكس والدولار
- الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان


المزيد.....




- -أنت ترتدي نفس البدلة-.. رد مفاجىء من زيلينسكي على صحفي بالب ...
- شاهد.. ترامب يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض
- ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة و ...
- دون تعديلات.. حماس أبلغت الوسطاء بقبولها المقترح الأخير لوقف ...
- الآلاف في شوارع مكسيكو سيتي دعما لغزة ومطالبات بقطع العلاقات ...
- ما خسائر الجيش الإسرائيلي المحتملة إذا اجتاح غزة؟
- تضامن دولي رفضا لتجويع غزة ومغردون: نعيش في عالم بلا ضمير
- اضطرابات ترامب ومصير بوتين.. ادعاءات مثيرة رافقت قمة ألاسكا ...
- عثروا عليه بـ-درون-.. إنقاذ رجل علق خلف شلال كبير ليومين
- ترامب لا يستبعد إرسال قوات أمريكية إلى أوكرانيا.. ويؤكد تواص ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رحيم حمادي غضبان - القوات الأمريكية تغادر العراق...قرأة موجزة