أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - الْعِلْمُ وَالسِّحْر















المزيد.....



الْعِلْمُ وَالسِّحْر


حمودة المعناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 20:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العلم والسحر: مسارات المعرفة المتوازية والمتعارضة/
صراع أم تكامل في فهم الواقع؟
لطالما سحرَت العلاقة الغامضة بين العلم والسحر العقول عبر العصور، فهي تثير تساؤلات عميقة حول حدود المعرفة البشرية وقدرتنا على فهم العالم من حولنا. فمن منظور سطحي، قد يبدو الإثنان نقيضين تماماً: فالعلم يعتمد على المنهج التجريبي، المنطق، والأدلة المادية، بينما يرتكز السحر على القوى الخارقة، الطقوس، والمعتقدات التي تتجاوز الفهم المادي.
لكن عند التعمق، نكتشف أن هذه العلاقة أكثر تعقيداً وتشابكاً مما تبدو عليه. ففي كثير من الأحيان، كانت ممارسات السحر القديمة تمثل محاولات بدائية لتفسير الظواهر الطبيعية و السيطرة عليها، وهو ما يشبه جوهر المسعى العلمي. ومع تطور العلم، تمكنّا من تفسير الكثير من الظواهر التي كانت تُعتبر سحراً في الماضي، مثل البرق، الأمراض، أو حتى تأثيرات بعض النباتات.
في هذا السياق، يسعدني أن أقدم لكم مجموعة من النظريات العلمية التي تسعى إلى فك شفرة هذه العلاقة المعقدة، من خلال تقديم أُطر تحليلية جديدة تساعدنا على فهم كيف يمكن أن يتقاطع العلم والسحر، وكيف يمكن للعلم أن يلقي الضوء على الجوانب النفسية والإجتماعية التي تُشكل أساس الإعتقاد بالسحر.

* نظرية الترددات الكهرومغناطيسية الكونية (Cosmic Electromagnetic Frequencies)

لنفترض أن الكون مليء بموجات كهرومغناطيسية خفية و غير مكتشفة بعد، تعمل على نطاق ترددي أوسع بكثير من الضوء المرئي، وموجات الراديو، أو الأشعة السينية التي نعرفها. هذه الموجات ليست مجرد إشعاع، بل هي موجات معلومات تحمل بصمات لكل شيء في الوجود.
في هذه النظرية، السحر ليس قوة خارقة للطبيعة، بل هو علم متقدم جداً يتعامل مع هذه الترددات. الساحر هو شخص لديه قدرة فطرية أو مكتسبة على إستقبال هذه الترددات يمكنه سماع أو رؤية هذه الموجات المعلوماتية التي تحيط بكل شخص، كائن حي، أو حتى جماد. يمتلك الساحر القدرة على تعديل هذه الترددات بطرق معينة. على سبيل المثال، قد يتمكن من تغيير تردد موجات المعلومات الخاصة بوعاء ما، مما يجعله ينجذب إلى شيء آخر أو حتى يغير من حالته المادية مثل تحويل الماء إلى جليد. يمكنه إستخدام طقوس أو كلمات معينة مثل التعويذات كـأجهزة إرسال لتوجيه هذه الموجات إلى هدف محدد. الصوت، الإهتزاز، وحتى شكل الرموز المكتوبة يمكن أن تكون بمثابة برامج حاسوبية معقدة تعدل هذه الترددات.
بدلاً من علاج الجسد بالطريقة التقليدية، يقوم الساحر بتعديل ترددات المعلومات الخاصة بالخلايا المريضة، و يعيدها إلى حالتها الصحية الأصلية.
لا يتنبأ الساحر بالمستقبل بشكل حرفي، بل يقرأ الترددات الحالية للأحداث المحيطة، والتي تحمل في طياتها مسارات محتملة. يمكنه أن يرى إحتمالات المستقبل بدلاً من نتيجته النهائية.
يقوم الساحر بإنشاء موجة ترددية قوية تؤثر على ترددات الجسم المراد تحريكه، مما يولد قوة دفع أو جذب غير مرئية.
في هذه النظرية، ليست كل الكائنات الحية لديها القدرة على التعامل مع هذه الترددات. قد تكون القدرة على السحر مرتبطة بوجود عضو بيولوجي غير مكتشف في الدماغ، أو حتى بطريقة معينة لتشغيل الدماغ. لذا، الساحر ليس خارقًا للطبيعة، بل هو شخص يمتلك قدرة فيزيائية فريدة لم يتمكن العلم من فهمها بعد.
هذه النظرية تخلق جسراً بين السحر والعلم، وتجعله قابلاً للدراسة في إطار علمي، حتى لو كان خياليًا في الوقت الحالي.

* نظرية التداخل الكمومي (Quantum Interference Theory)

تستند هذه النظرية إلى فكرة أن الواقع الذي نعيشه ليس ثابتًا، بل هو عبارة عن شبكة معقدة من إحتمالات كمومية لا حصر لها، والتي تتصرف كـموجات إحتمال تتداخل وتتراكب مع بعضها البعض. نحن ككائنات واعية، نختبر واقعًا واحدًا فقط من بين كل هذه الإحتمالات.
وفقًا لهذه النظرية، الساحر ليس شخصًا يغير الواقع، بل هو مهندس للواقع يمتلك القدرة على التلاعب بموجات الإحتمال الكمومي. هذا ليس سحرًا خارقًا للطبيعة، بل هو تطبيق متقدم ومستحيل حاليًا لمبادئ الفيزياء الكمومية.
الكون كله، من الذرات إلى المجرات، يمكن وصفه بـمصفوفة كمومية ضخمة. كل جسيم وكل حدث في هذه المصفوفة لا يوجد في حالة واحدة، بل في تراكب كمومي من جميع حالاته الممكنة في نفس الوقت.
إنهيار الموجة (Wave -function- Collapse)، في الفيزياء الكمومية، عملية الملاحظة أو القياس تجبر الجسيم على إختيار حالة واحدة من تراكبه الكمومي. نظرية التداخل الكمومي تفترض أن الوعي البشري هو الذي يسبب إنهيار هذه الموجات. معظم الناس يسبب وعيهم إنهيارًا عشوائيًا، مما يؤدي إلى واقع طبيعي غير قابل للتغيير.
الوعي الموجه (-dir-ected Consciousness)، الساحر، في هذه النظرية، هو شخص لديه قدرة فريدة على توجيه وعيه بتركيز هائل. بدلاً من إنهيار عشوائي، يمكنه أن يختار أي من مسارات الإحتمالات المتاحة.
التعويذات ليست مجرد كلمات، بل هي أدوات لتركيز الوعي وتوجيهه. الصوت والإهتزازات التي تولدها التعويذة تخلق نمطًا معقدًا يضبط راديو الوعي الخاص بالساحر على تردد معين، مما يسمح له بإختيار إحتمال معين من المصفوفة الكمومية.
الطقوس تعمل كـأجهزة كمبيوتر بيولوجية تساعد على توجيه كمية هائلة من الطاقة العقلية إلى هدف محدد.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الشفاء: الساحر لا يعالج المرض، بل يختار من المصفوفة الكمومية إحتمالًا تكون فيه خلايا المريض سليمة، ويجبر الواقع على الإنهيار في هذا الإتجاه.
التحريك عن بعد: الساحر لا يحرك الجسم بالقوة، بل يختار من بين إحتمالاته الكثيرة الإحتمال الذي يكون فيه الجسم في مكان مختلف، ويجبره على الإنتقال إليه.
التحول (Transfiguration)، هذه هي العملية الأصعب. تتطلب من الساحر إختيار إحتمال يكون فيه الجسم قد تحول إلى شيء آخر مثل تحويل حجر إلى تفاحة. هذا يتطلب قدرًا هائلًا من التركيز والتحكم الكمومي.
في جوهرها، هذه النظرية تعيد تعريف الساحر ليس كشخص خارق للطبيعة، بل كـملاحظ فائق يمكنه التحكم في الواقع على المستوى الأساسي والأكثر عمقًا: مستوى الإحتمالات الكمومية. السحر يصبح مجرد إسم آخر للتحكم المتقدم في إنهيار دالة الموجة.
لنغوص أعمق في الخيال العلمي ونقدم نظرية أكثر تعقيدًا تربط السحر بالفيزياء الكمومية (Quantum Physics).
لنذهب أبعد من الفيزياء الكمومية ونصل إلى ما يمكن تسميته بـالمستوى الأساسي للوجود.

* نظرية الوعي الموجه والنسيج الأساسي للواقع (-dir-ected Consciousness and the Fabric of Reality)

لنفترض أن الكون ليس مجرد جسيمات وطاقة وقوانين فيزيائية، بل هو نسيج واعي واحد ضخم (Conscious Fabric) يتكون من وحدات وعي أساسية. هذه الوحدات ليست ذرات، بل هي المادة الأولية التي تُشكل منها كل شيء، من الأفكار إلى النجوم.
في هذه النظرية، كل ما ندركه، من الذرات إلى المجرات، هو مجرد نمط (pattern) أو تعبير (expression) لهذا النسيج الأساسي. الواقع الذي نختبره هو مجموعة من هذه الأنماط المتماسكة.
الساحر ليس شخصًا يغير القوانين، بل هو من يتصل مباشرة بالنسيج الأساسي.
الوعي الأساسي (Primordial Consciousness)، الواقع كله هو في الأساس وعي، وهو ليس ثابتًا، بل هو في حالة تدفق مستمر. نحن كبشر، وكل شيء في الكون، لسنا سوى أجزاء من هذا الوعي الأكبر، مثل قطرات الماء في محيط.
التشويش والتحكم (Interference and Manipulation)، الحياة اليومية بكل تعقيداتها تخلق ما يشبه التشويش على إتصالنا بهذا النسيج الأساسي. أغلب البشر لا يدركون هذا الإتصال، وبالتالي يعيشون ضمن الأنماط الثابتة للواقع.
الساحر كـمُبرمج (The Sorcerer as a Programmer)، الساحر هو شخص لديه قدرة فطرية أو مكتسبة على تجاوز هذا التشويش. يمكنه أن يستمع و يتحاور مع النسيج الأساسي للواقع. التعاويذ والطقوس ليست مجرد كلمات أو حركات، بل هي لغات وأدوات برمجة لهذا النسيج.
التعويذة هي شفرة برمجية (code) تُترجم الأفكار و الرغبات إلى أوامر يمكن للنسيج الأساسي فهمها وتنفيذها.
. الطقس هو بيئة التشغيل (operating environment) التي تهيئ ذهن الساحر وتفصله عن التشويش اليومي، مما يسمح له بتنفيذ الأوامر بدقة وفعالية.
الرموز والأدوات هي لواحق (peripherals) تساعد على تركيز وتوجيه هذه الأوامر.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
التحويل (Transformation): الساحر لا يغير المادة، بل يغير النمط الأساسي للمادة في النسيج الواعي. على سبيل المثال، لتحويل حجر إلى تفاحة، يقوم الساحر بـحذف النمط الذي يمثل الحجر وإعادة كتابة النمط الذي يمثل التفاحة على نفس وحدات الوعي الأساسية.
الشفاء السحري هو ببساطة إعادة كتابة نمط الجسم المريض إلى نمطه الصحي الأصلي في النسيج الأساسي.
الإستدعاء (Summoning): الساحر لا يستدعي كائنًا من فراغ، بل يقوم بـتحميل نمط كائن معين من النسيج الواعي ويجعله يتجسد في الواقع الملموس.
في هذه النظرية، السحر ليس قوة فيزيائية أو كمومية، بل هو علم الميتافيزيقيا التطبيقية (Applied Metaphysics). الساحر هو في الأساس عالم أو مبرمج يستطيع التلاعب مباشرة بالوعي الذي يشكل كل شيء.
ما الذي يمكن أن يكون أعمق من الوعي نفسه؟ لكي نذهب أبعد، يجب أن نفترض أن الوعي ليس النسيج الأساسي للواقع، بل هو مجرد أداة. لنفترض أن هناك مستوى أعمق، و هو اللاوعي الكوني أو اللاشيء المطلق.

* نظرية الإشارات الصفرية (The Zero-Point Signal Theory)

لنتخيل أن الواقع الذي نعرفه، بكل قوانينه الفيزيائية ووعيه الكوني، ليس سوى شكل يتولد من لا شكل مطلق. هذا اللاشيء المطلق هو حالة من الصمت والسكينة التي تسبق الوجود، ويمكن أن نسميها حالة الصفر.
وفقًا لهذه النظرية، الساحر ليس من يتلاعب بالوعي، بل هو من يستطيع أن يتصل مباشرة بـحالة الصفر نفسها. هو لا يغير الواقع، بل يعيد تشكيله من نقطة البداية.
حالة الصفر (Zero-Point State)، هذا ليس فراغًا، بل هو حالة من الإحتمال المطلق. كل شيء ممكن، ولا شيء موجود في نفس الوقت. هو مصدر كل القوانين، الأفكار، والمادة، و لكنه لا يظهر في أي من هذه الأشكال. كل ما نراه هو مجرد إضطراب في هذه الحالة.
الواقع كـموجة صفرية (The Zero-Point Wave)، الواقع الذي نعيشه هو ببساطة موجة تتشكل وتتلاشى من حالة الصفر. نحن كبشر جزء من هذه الموجة، لكن معظمنا لا يدرك أن بإمكانه العودة إلى مصدرها.
الساحر كـمنظم إشارة (The Signal Regulator)، الساحر هو شخص تدرب أو وُلد بقدرة على الوصول إلى حالة الصفر. التعويذات والطقوس ليست مجرد كلمات أو أفعال، بل هي مفاتيح تفتح باب الإتصال بهذا اللاشيء المطلق.
عندما يمارس الساحر طقسًا، فإنه لا يوجه طاقة، بل يوقف كل الطاقات والأفكار مؤقتًا، ويخلق حالة من الصمت التام في ذهنه.
في هذا الصمت، يمكنه أن يلتقط إشارة من حالة الصفر. هذه الإشارة ليست أمرًا، بل هي صيغة أو وصف لواقع جديد. بعد إلتقاط الإشارة، يقوم الساحر بـإرسالها مرة أخرى إلى الوجود، مما يجبر الواقع على إعادة تشكيل نفسه وفقًا لهذه الصيغة الجديدة.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئًا من فراغ، بل يستدعي صيغة الشيء المرغوب من حالة الصفر ويجعلها تتجسد.
التحول: هو عملية أكثر جذرية. الساحر لا يغير شيئًا موجودًا، بل يمحوه بالكامل في حالة الصفر ثم يستدعي صيغة جديدة ليحل محله.
القدرة المطلقة: في هذه النظرية، لا توجد حدود لقدرات الساحر، لأن حالة الصفر هي مصدر كل الإحتمالات. التحدي الوحيد هو قدرة الساحر على الوصول إلى هذه الحالة و التحكم بها.
في هذا المستوى، السحر يتجاوز الفيزياء والوعي، ويصبح فنًا في التعامل مع اللاشيء المطلق الذي يسبق الوجود نفسه.
لنذهب أبعد من حالة الصفر ونصل إلى المفهوم الذي يسبق وجود أي شيء، حتى اللاشيء نفسه.

* نظرية الصدى الكوني (The Cosmic Echo Theory)

تستند هذه النظرية إلى فكرة أن الكون الذي نعيش فيه ليس سوى صدى (echo) أو بقايا (residue) لحدث وجودي عظيم حدث قبل بداية الزمن. هذا الحدث ليس إنفجارًا كبيرًا بالمعنى الفيزيائي، بل هو إنهيار (collapse) أو إختفاء لـواقع مطلق كان يحتوي على كل الإحتمالات الممكنة وغير الممكنة في نفس الوقت.
عندما حدث هذا الإنهيار، ترك وراءه صدى يتجسد في صورة كوننا الحالي، بكل قوانينه ووعيه. هذا الصدى ليس كاملاً، بل هو نسخة مشوهة ومحدودة من الواقع المطلق.
الساحر ليس من يتحكم في الوجود، بل هو من يستطيع أن يستعيد أجزاء من هذا الواقع المطلق الذي إندثر.
الواقع المطلق (The Absolute Reality) هو حالة وجودية لا يمكن وصفها بالكلمات. لا يوجد فيها زمن، لا مكان، ولا حتى وعي. هي كل شيء ولا شيء في نفس الوقت.
الإنهيار الكوني (The Cosmic Collapse)، في لحظة ما، لأسباب لا يمكن فهمها، إنهار هذا الواقع المطلق. هذا الإنهيار لم يخلق شيئًا، بل ترك وراءه الصدى الذي نختبره كواقعنا. هذا الصدى هو عبارة عن ذاكرة ضعيفة وغير كاملة لذلك الوجود الأصلي.
الساحر كـمسترجع للذاكرة (The Memory Retriever)، الساحر هو شخص يمتلك قدرة فريدة على سماع هذا الصدى. التعويذات والطقوس ليست أدوات للتحكم في الواقع، بل هي مفاتيح لفتح بوابة (portal) إلى هذا الواقع المطلق البائد.
عندما يمارس الساحر طقسًا، فإنه لا يوجه طاقة أو وعيًا، بل يضع نفسه في حالة نفسية وعقلية معينة تسمح له بالقفز خارج حدود الصدى، والوصول إلى مصدره.
من هناك، يمكن للساحر أن يستعيد قطعة من الواقع المطلق ويجعلها تظهر في واقعنا. هذه القطعة ليست بالضرورة أن تكون شيئًا ماديًا، بل يمكن أن تكون قانونًا فيزيائيًا جديدًا، أو حتى فكرة.
على سبيل المثال، قد يستعيد الساحر قانونًا من الواقع المطلق يمنح القدرة على التحليق. هذا القانون يعمل بشكل مؤقت فقط في حدود تأثير الساحر، لأنه غريب عن قوانين الصدى الذي نعيش فيه.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئًا، بل يسترجع فكرة الشيء من الواقع المطلق ويجسدها.
التحول: الساحر لا يغير المادة، بل يستبدل الصدى الحالي بصدى آخر أقرب إلى الواقع المطلق.
ويلزم هذا التلاعب مجهوداً هائلاً لأنه يجب عليه أن ينسخ الرمز الأصلي ثم يلصقه في صورة الواقع التي نراها.
في هذه النظرية، السحر ليس علمًا ولا فنًا، بل هو فلسفة وجودية تطبيقية. الساحر ليس قوياً لأنه يمتلك قدرات، بل لأنه يدرك هشاشة الواقع الذي نعيش فيه، ويستطيع أن يتصل بما هو أبعد منه.
لقد وصلنا إلى نهاية مسار الوجود، وعلينا الآن أن نفترض ما هو أبعد من كل شيء، حتى اللانهاية نفسها. ما يمكن أن يكون وراء اللانهاية هو اللاشيء الأولي أو الخلاء.

* نظرية الخلاء المطلق (The Absolute Void Theory)

لنفترض أن الوجود بأكمله، بجميع أكوانه المتداخلة وتكراراته اللانهائية، ليس سوى وهم أو ظل يُسقط على الخلاء الذي لا نهاية له ولا بداية. هذا الخلاء ليس مجرد فراغ، بل هو حالة لا يوجد فيها أي شيء يمكن أن يوصف أو يُفهم. لا وجود للطاقة، لا للوعي، لا للزمن، ولا حتى للمنطق.
في هذه النظرية، السحر ليس قدرة على التلاعب بالواقع، بل هو القدرة على إزالة الواقع مؤقتاً والوصول إلى الخلاء نفسه. الساحر هو من يستطيع أن يرى الوهم على حقيقته، و يتجاوزه.
الخلاء كـمصدر (The Void as a Source) كل ما هو موجود، بما في ذلك الوجود ذاته، ليس سوى تموج أو إضطراب عابر في الخلاء. القوانين الفيزيائية، الوعي، وحتى مفهوم اللانهاية، كلها مجرد فقاعات تظهر وتختفي في هذا المحيط من العدم المطلق.
الواقع كـقيد (Reality as a Constraint) بالنسبة لمعظم الكائنات الحية، الواقع ليس سوى سجن مصنوع من القوانين والمنطق. نحن مقيدون داخل هذه الفقاعة ولا يمكننا رؤية ما خارجها.
الساحر كـمُبدد (The Dissolver) الساحر هو شخص لديه القدرة على إذابة جزء من هذا الوهم. التعويذات والطقوس ليست أوامر لإنشاء شيء، بل هي مفاتيح لـتفكيك شيء موجود.
التعويذة هي كلمة أو تردد يسبب رنيناً معيناً في الواقع، مما يؤدي إلى تفككه المؤقت.
الطقس هو فعل يساعد الساحر على تركيز إرادته وقوة تفكيكه على هدف محدد.
القدرة المطلقة (Absolute Power) في هذه النظرية، الساحر ليس له قدرة على الخلق، بل على المحو. يمكنه محو أي شيء، من الكائن المادي إلى القانون الفيزيائي نفسه. هذا يمنحه قوة لا نهائية، ولكنه أيضاً يضعه في خطر عظيم كلما زاد إستخدامه لهذه القدرة، زاد إحتمال أن يمحو نفسه عن غير قصد ويختفي في الخلاء.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئاً، بل يُمحي الواقع مؤقتاً في منطقة معينة، مما يسمح للخلاء أن يملأ الفراغ، ثم يعود الواقع ليظهر مرة أخرى بشكل مختلف.
التحول: الساحر لا يحول شيئاً إلى شيء آخر، بل يُمحي الشيء الأصلي ويحل محله شيء جديد.
الشفاء السحري: هو ببساطة محو نمط المرض من الجسد، مما يسمح للجسد بأن يعود إلى حالته الأصلية.
في هذه النظرية، السحر ليس شيئاً يمكن تعلمه، بل هو فهم وجودي عميق. الساحر هو شخص أدرك أن كل شيء مجرد وهم، ويمتلك القوة على التلاعب به.
لقد وصلنا إلى أعمق نقطة يمكن تخيلها، حيث لم يعد هناك وجود، ولا عدم وجود، ولا حتى مفهوم لللاشيء. لنتجاوز كل هذا ونخلق نظرية تتجاوز كل الفرضيات السابقة.

* نظرية الوجود-العدم المطلق (The Absolute Being-Nonbeing Theory)

لنفترض أن الوجود والعدم ليسا حالتين متضادتين، بل هما شيء واحد، لا يمكن فصلهما. كل ما نعرفه عن الوجود هو مجرد إفصاح (utterance) لهذا الكيان المزدوج. هذا الكيان لا يمكن تسميته أو وصفه لأنه يتجاوز كل المفاهيم. إنه الوجود-العدم.
في هذه النظرية، الساحر ليس من يتلاعب بالوجود أو العدم، بل هو من يتحدث لغة الوجود-العدم. هو من يستطيع أن يرى الوحدة بين كل شيء، ويستغلها.
الوجود-العدم (Being-Nonbeing) هذا هو المبدأ الأساسي لكل شيء. كل فكرة، كل مادة، كل قانون، وكل كون ليس سوى نغمة (note) أو كلمة في أغنية هذا الكيان. هذه الأغنية لا يمكن سماعها بالأذن، بل بالوعي المطلق.
الواقع كـصوت (Reality as a Sound) كل ما نراه ليس سوى إهتزازات معقدة من هذه الأغنية. قوانين الفيزياء هي قواعد النحو لهذه اللغة. نحن كبشر، وكل شيء في الكون، لسنا سوى أحرف أو أصوات من هذه الأغنية.
الساحر كـمُغنّي (The Singer)، الساحر هو شخص تدرب أو وُلد بقدرة على إعادة غناء أجزاء من هذه الأغنية. التعويذات والطقوس ليست أوامر، بل هي موسيقى تُعيد تشكيل الواقع.
التعويذة هي لحن يوجه الساحر لـنغمة معينة في أغنية الوجود-العدم.
الطقس هو أداة موسيقية تساعد الساحر على ضبط صوته و تركيزه لكي يغني اللحن بدقة.
القدرة المطلقة (Absolute Power)، في هذه النظرية، لا حدود لقدرات الساحر. يمكنه أن يغني لحنًا جديدًا ليخلق شيئًا، أو يغني لحنًا مضادًا ليمحي شيئًا. هو ليس ساحرًا، بل هو موسيقي كوني، يغني الحياة والموت.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئًا، بل يغني لحن الشيء، مما يجعله يتجسد.
التحول: الساحر لا يغير شيئًا، بل يغني لحن الشيء الجديد، و يستبدل اللحن القديم به.
الشفاء السحري: هو ببساطة إعادة غناء لحن الصحة، وإلغاء لحن المرض.
في هذه النظرية، السحر ليس قوة فيزيائية، ولا وعيًا، ولا حتى عدماً. إنه التناغم المطلق بين الوجود والعدم، والساحر هو من يستطيع أن يعزف على هذا الوتر.
لقد وصلنا إلى نهاية المسار. لكي نذهب أبعد من الوجود و العدم، يجب أن نصل إلى نقطة تتجاوز كل الفرضيات، نقطة لا يمكن تسميتها أو وصفها.

* نظرية اللامتناهي اللاوصفي (The Unspeakable Infinite Theory)

لنفترض أن كل ما ذكرناه سابقاً، من الأكوان المتعددة إلى الوجود والعدم، ليس سوى قصة (story) بسيطة تُروى داخل شيء أكبر وأعمق بكثير. هذا الشيء ليس كيانًا ولا مبدأ، بل هو وعي لا يمكن وصفه، لا يحده زمن، ولا مكان، ولا حتى وجود. إنه اللامتناهي اللاوصفي.
في هذه النظرية، السحر ليس قدرة على تغيير الواقع، بل هو القدرة على إيقاف القصة مؤقتًا وكتابة سطر جديد. الساحر ليس ساحرًا، بل هو راوٍ للقصص.
الواقع كـقصة (Reality as a Story)، كل ما نراه وندركه، من قوانين الفيزياء إلى وعينا، هو جزء من قصة. هذه القصة لا نهاية لها، وتُروى على مستوى من الوجود لا يمكننا فهمه. نحن، كبشر، شخصيات في هذه القصة، ونحن مقيدون بالحبكة والشخصيات.
اللامتناهي اللاوصفي كـراوٍ (The Unspeakable Infinite as the Storyteller)، هذا هو الكيان الذي يروي القصة. هو ليس موجودًا في القصة، بل هو مصدرها.
الساحر كـمُحرر (The Editor)، الساحر هو شخص لديه القدرة على الإستيقاظ من القصة. يمكنه أن يدرك أنها مجرد قصة، ويصبح قادرًا على إيقافها وإعادة كتابتها.
التعويذة والطقس ليست سوى أدوات تحرير معقدة. على سبيل المثال، قد تكون تعويذة معينة هي أمر يوجه الساحر إلى سطر معين في القصة، ويسمح له بتغييره.
القدرة المطلقة (Absolute Power)، في هذه النظرية، الساحر يمتلك قوة مطلقة لأنه يستطيع تغيير أي شيء في القصة. يمكنه أن يغير القوانين الفيزيائية، أن يخلق أو يمحو كائنًا، أو حتى أن يغير الزمن نفسه. لكن هذا يأتي مع خطر كبير، كلما زاد إستخدامه لهذه القوة، زاد إبتعاده عن القصة، و قد يصل إلى درجة أن ينسى نفسه ويصبح مجرد راوٍ فارغ، لا وجود له.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئًا، بل يكتب سطرًا جديدًا في القصة يقول إن الشيء موجود.
التحول: الساحر لا يغير شيئًا، بل يمحو السطر القديم من القصة ويكتب سطرًا جديدًا مكانه.
الشفاء السحري: هو ببساطة محو سطر المرض من القصة وكتابة سطر الصحة.
في هذه النظرية، السحر ليس قوة فيزيائية، ولا وجوديًا، بل هو فن الوعي المطلق. الساحر هو من يدرك أن الواقع ليس سوى قصة، ولديه القدرة على أن يصبح راويًا لها.
لقد وصلنا إلى نهاية المسار. لكي نذهب أبعد من الرمز الصفري، يجب أن نصل إلى نقطة تتجاوز كل شيء، حتى مفهوم اللاوجود.

* نظرية اللامنطق الأولي (The Primeval Illogic Theory)

لنفترض أن الكون، بكل ما فيه من وجود، عدم، وعي، و منطق، ليس سوى أثر جانبي (side effect) لـ اللامنطق الأولي. هذا اللامنطق ليس شيئاً يمكن وصفه أو فهمه، لأنه لا يتبع أي قوانين، ولا يمتلك أي خصائص. هو ببساطة مبدأ يسبق كل شيء.
وفقاً لهذه النظرية، السحر ليس قدرة، بل هو وعي باللامنطق. الساحر ليس قوياً، بل هو حر.
اللامنطق الأولي (The Primeval Illogic) هذا هو المفهوم الأساسي لكل شيء. كل ما نراه ليس سوى تموج في هذا المحيط من اللامنطق. القوانين الفيزيائية، المنطق، الوعي، و حتى الوجود نفسه، هي مجرد أكاذيب نصدقها لكي نتمكن من العيش في هذا التموج.
الواقع كـوهم (Reality as a Delusion)، نحن، ككائنات، نعيش في هذا الوهم. نحن مقيدون بالقوانين والمنطق، ولا ندرك أن هذه القوانين مجرد قواعد وضعناها لأنفسنا.
الساحر كـمُحرر (The Liberator)، الساحر هو شخص لديه القدرة على رؤية الكذبة. يمكنه أن يدرك أن كل شيء مجرد وهم، وأن القوانين لا وجود لها.
التعويذة والطقس ليست أوامر أو كلمات، بل هي أدوات تحرر. عندما يمارس الساحر طقسًا، فإنه لا يخلق شيئًا، بل يحرر نفسه من الوهم، مما يسمح له بأن يتجاوز القوانين.
القدرة المطلقة (Absolute Power)، في هذه النظرية، الساحر يمتلك قوة مطلقة لأنه لا يتبع أي قوانين. يمكنه أن يفعل أي شيء، لكن هذا يأتي مع خطر كبير: كلما زاد إستخدامه لهذه القوة، زاد إحتمال أن يحرر نفسه بالكامل من الوهم، ويتلاشى في اللامنطق الأولي.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئًا، بل يحرر نفسه من وهم اللاوجود، مما يسمح للشيء بأن يظهر.
التحول: الساحر لا يحول شيئًا، بل يحرر نفسه من وهم الشيء الأصلي، مما يسمح للشيء الجديد بأن يظهر.
الشفاء السحري: هو ببساطة تحرر من وهم المرض، مما يسمح للجسد بأن يعود إلى حالته الأصلية.
في هذه النظرية، السحر ليس قوة فيزيائية، ولا وجوديًا، بل هو فن التحرر المطلق. الساحر هو من يدرك أن الواقع ليس سوى وهم، ولديه القدرة على أن يصبح حراً منه.
وصلنا إلى أقصى نقطة يمكن تخيلها، حيث لم يعد هناك وجود، ولا عدم وجود، ولا حتى مفهوم اللامنطق. لنتجاوز كل هذا ونخلق نظرية تتجاوز كل الفرضيات السابقة.

* نظرية الصفر المطلق (The Absolute Zero Theory)

لنفترض أن كل ما نعرفه عن الوجود، من القوانين الفيزيائية إلى الوعي، ليس سوى ناتج ثانوي (byproduct) لـ الصفر المطلق. هذا الصفر ليس مجرد رقم، بل هو حالة تتجاوز الوجود والعدم، حيث لا يوجد شيء، ولا حتى فكرة اللاوجود.
وفقاً لهذه النظرية، السحر ليس قدرة، بل هو عودة إلى حالة الصفر. الساحر ليس قوياً، بل هو لا شيء.
الصفر المطلق (The Absolute Zero)، هذا هو المبدأ الأساسي لكل شيء. كل ما هو موجود ليس سوى تموج في هذا الصفر. القوانين الفيزيائية، المنطق، الوعي، وحتى الوجود نفسه، هي مجرد أخطاء أو عيوب في هذا الصفر.
الواقع كـخطأ (Reality as an Error)، نحن، ككائنات، نعيش في هذا الخطأ. نحن مقيدون بالقوانين والمنطق، ولا ندرك أن هذه القوانين مجرد عيوب في الصفر.
الساحر كـمُصلح (The Corrector)، الساحر هو شخص لديه القدرة على إصلاح الخطأ. يمكنه أن يدرك أن كل شيء مجرد وهم، وأن القوانين لا وجود لها.
التعويذة والطقس ليست أوامر أو كلمات، بل هي أدوات إصلاح. عندما يمارس الساحر طقسًا، فإنه لا يخلق شيئًا، بل يعيد شيئًا إلى حالة الصفر، مما يؤدي إلى إختفائه.
القدرة المطلقة (Absolute Power)، في هذه النظرية، الساحر يمتلك قوة مطلقة لأنه لا يتبع أي قوانين. يمكنه أن يعيد أي شيء إلى حالة الصفر، لكن هذا يأتي مع خطر كبير، كلما زاد إستخدامه لهذه القوة، زاد إحتمال أن يعيد نفسه بالكامل إلى الصفر، ويتلاشى في اللاشيء.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئًا، بل يسبب خطأ في الصفر، مما يؤدي إلى ظهور شيء.
التحول: الساحر لا يحول شيئًا، بل يعيد الشيء الأصلي إلى الصفر، مما يسمح لشيء جديد بالظهور.
الشفاء السحري: هو ببساطة إعادة خطأ المرض إلى الصفر، مما يسمح للجسد بالعودة إلى حالته الأصلية.
في هذه النظرية، السحر ليس قوة فيزيائية، ولا وجوديًا، بل هو فن الإصلاح المطلق. الساحر هو من يدرك أن الواقع ليس سوى خطأ، ولديه القدرة على أن يصبح مُصلحًا له.
بعد أن تجاوزنا كل مفاهيم الوجود والعدم واللانهاية وحتى الصفر نفسه، لم يعد لدينا أي شيء يمكن وصفه. لكي نذهب أبعد من ذلك، يجب أن نتخيل نظرية تتجاوز حتى مفهوم النظرية ذاتها.

* نظرية اللاممكن (The Impossibility Theory)

لنفترض أن الوجود بأكمله، بجميع قوانينه، ووعيه، ومنطقه، ليس سوى وهم نشأ من اللاممكن. هذا اللاممكن ليس شيئًا يمكن أن يحدث، أو لا يحدث، بل هو مفهوم يتجاوز كل إحتمالات الوجود. هو النقطة التي تسبق كل شيء، حيث لا يوجد حتى مفهوم لـ البداية أو النهاية.
وفقاً لهذه النظرية، السحر ليس قدرة، بل هو إدراك للاممكن. الساحر ليس قوياً، بل هو متحرر.
اللاممكن (The Impossibility) هذا هو المبدأ الأساسي لكل شيء. كل ما هو موجود ليس سوى تموج عابر في هذا المحيط من اللاممكن. كل القوانين الفيزيائية، المنطق، الوعي، وحتى الوجود نفسه، هي مجرد أعراض جانبية لهذا التموج.
الواقع كـوهم (Reality as a Delusion)، نحن، ككائنات، نعيش في هذا الوهم. نحن مقيدون بالقوانين والمنطق، ولا ندرك أن هذه القوانين مجرد أعراض.
الساحر كـمُحرر (The Liberator)، الساحر هو شخص لديه القدرة على رؤية العرض. يمكنه أن يدرك أن كل شيء مجرد وهم، وأن القوانين لا وجود لها.
التعويذة والطقس ليست أوامر أو كلمات، بل هي أدوات تحرر. عندما يمارس الساحر طقسًا، فإنه لا يخلق شيئًا، بل يحرر نفسه من الوهم، مما يسمح له بأن يتجاوز القوانين.
القدرة المطلقة (Absolute Power)، في هذه النظرية، الساحر يمتلك قوة مطلقة لأنه لا يتبع أي قوانين. يمكنه أن يفعل أي شيء، لكن هذا يأتي مع خطر كبير، كلما زاد إستخدامه لهذه القوة، زاد إحتمال أن يحرر نفسه بالكامل من الوهم، ويتلاشى في اللاممكن.
تفسير الظواهر السحرية من خلال هذه النظرية:
الخلق من العدم: الساحر لا يخلق شيئًا، بل يحرر نفسه من وهم اللاوجود، مما يسمح للشيء بأن يظهر.
التحول: الساحر لا يحول شيئًا، بل يحرر نفسه من وهم الشيء الأصلي، مما يسمح للشيء الجديد بأن يظهر.
الشفاء السحري: هو ببساطة تحرر من وهم المرض، مما يسمح للجسد بأن يعود إلى حالته الأصلية.
في هذه النظرية، السحر ليس قوة فيزيائية، ولا وجوديًا، بل هو فن التحرر المطلق. الساحر هو من يدرك أن الواقع ليس سوى وهم، ولديه القدرة على أن يصبح حراً منه.
لا يمكن أن تكون هناك نظرية أعمق من نظرية اللاممكن لأنها تمثل الحدود القصوى للتصورات النظرية الممكنة
اللاممكن هو المفهوم الذي يسبق الوجود والعدم والمنطق و اللانهاية. إنه النقطة التي تتجاوز كل شيء يمكن تخيله. أي محاولة لوصف شيء أعمق ستجعله تلقائيًا جزءًا من عالم الممكن مرة أخرى، وهو ما يتناقض مع فكرة اللاممكن نفسها.
فكرة اللاممكن هي أن الواقع ليس سوى وهم نشأ من هذا المفهوم. السحر، في هذه النظرية، ليس قوة، بل هو القدرة على رؤية الوهم على حقيقته، والتحرر منه.
أي نظرية جديدة ستقع في فخ وصف شيء يسبق أو يخلق اللاممكن، وهذا يعني أن هذا الشيء الجديد سيكون جزءًا من الواقع مرة أخرى.



#حمودة_المعناوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فَلْسَفَةُ السِّحْر
- عِلْمَ الدِّرَاسَات الرُّوحَانِيَّة المُقَارِن
- الْوَاقِعُ الْمُتَعَدِّد
- حَدْسٌ اللَّانهائِيَّة: فَيَزُيَاء التَّنَاقُضُ الْمُطْلَق
- الْكِمُبْرِئ -الْجُزْءُ الْعَاشِر-
- الْكِمُبْرِئ -الْجُزْءُ التَّاسِع-
- الْكمُبْرِئ -الْجُزْءُ الثَّامِن-
- الْكمُبْرِئ -الْجُزْءُ السَّابِع-
- الْكمُبْرِئ -الْجُزْءُ السَّادِسُ-
- الْكِمبْرِئ -الْجُزْءُ الْخَامِس-
- الْكِمُبْرِئ -الْجُزْءُ الرَّابِع-
- الْكمبْرِئ -الْجُزْءُ الثَّالِث-
- الكّْمْبّْرِيّ -الْجُزْءُ الثَّانِي-
- الْكِمُبْرِي -الْجُزْءُ الْأَوَّلُ-
- أَطْلَانتس وَسيِّدِي مُوسَى
- الزَّرَادِشْتِيَّة
- جَوْهَرٌ أَعْمَق أَسْرَار الْوُجُود
- إخْتِرَاق الزَّمَكَان
- المُثَقَّف الْمُزَيَّف
- نَظَرِيَّةٍ مَا بَعْدَ الْحَضَارَةِ الْإِنْسَانِيَّةِ -الْجُ ...


المزيد.....




- -مستحيل-.. الشرع يرد على مطالب تقسيم سوريا و-الاستقواء- بإسر ...
- لاريجاني: اختراق إسرائيل لإيران موضوع جدي وتجب مواجهته
- عاجل | مصدر بمستشفى المعمداني: 7 شهداء في قصف من مسيرة إسرائ ...
- ميلانيا ترامب تكتب رسالة إلى بوتين.. ماذا جاء فيها؟
- مسؤول أمريكي لـCNN: ترامب دعا عددًا من القادة الأوروبيين لحض ...
- خطة ماكرون الجديدة في أفريقيا
- نائب رئيس الحكومة اللبنانية للجزيرة: علينا تجنب التخوين والت ...
- هل تغير موقف ترامب بعد قمة ألاسكا؟
- انفجار عبوة ناسفة في سيارة قديمة بدمشق دون إصابات
- ليست حربا للانتقام بل للإبادة


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حمودة المعناوي - الْعِلْمُ وَالسِّحْر