سامي ابراهيم فودة
الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 00:35
المحور:
القضية الفلسطينية
في مشهد مؤلم ومثير للغضب، ظهر فيديو يتباهى به أشخاص يدّعون أنهم من حركة الشبيبة الفتحاوية في جامعة بيرزيت، يرفعون شعارات وهتافات تبتعد كل البعد عن قيم الحركة وتاريخها النضالي المجيد. هؤلاء ليسوا فتح، ولا يمثلون سوى أنفسهم، وهم في الحقيقة خطر داخلي حقيقي يهدد مسيرة النضال الوطني ويخون دماء الشهداء الذين رووا تراب فلسطين بدمائهم الزكية.
ما حدث في هذا الفيديو ليس خطأً عابراً، بل جريمة تستدعي وقفة حازمة ومسؤولة من قيادة حركة فتح في الضفة الغربية، وعلى رأسها الأخ الرئيس محمود عباس "أبو مازن". لا يجوز أن يُترك الأمر يمر دون محاسبة، ولا يمكن القبول بأن يتصرف أشخاص بهذه السلوكات المخجلة التي تهدد وحدة الحركة وتفتت الصف الوطني في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة.
المسؤولية تقع بالكامل على قيادة فتح لاتخاذ إجراءات قانونية صارمة وفورية ضد هؤلاء الذين وصفهم المنسق في جامعة بيرزيت وأعضاء إقليم رام الله بأنهم مرتبطون بالأجهزة الأمنية أو وزارة ذات صلاحيات أمنية، منهم من يحمل رتبة عقيد أو عميد سابق. هؤلاء خطر على الحركة والوطن، ويشكلون لبنة في بناء الهزيمة والخيانة التي نحذر منها جميعاً.
نطالب بإصدار بيان اعتذار رسمي باسم شبيبة جامعة بيرزيت، يبرأ حركة فتح مما صدر عن هؤلاء، ويؤكد أن فتح ليست مرتعاً لمن يستخف بدماء الشهداء، ولا يحق لأحد أن يسيء لأسرانا الأبطال أو يعيث فساداً في وحدة شعبنا الذي فقد فلذات أكباده وبيوته تحت وابل العدوان الغاشم.
ندعو قيادة حركة فتح إلى عدم التهاون، وفتح لجنة تحقيق فورية ومستقلة لكشف الملابسات، وإجراء فصل نهائي لمن تثبت إدانته في هذه الإساءة النكراء. فتح بتاريخها العريق وشبابها وقيادتها على قدر المسؤولية في الدفاع عن دماء الشهداء، وكرامة الأسرى، وصمود غزة، ومستقبل شعبنا.
هذه الحادثة تثبت أن الوعي مغيب، وأن ما جرى في غزة قد يتكرر في الضفة إذا لم ننتبه، في ظل جهل البعض وسلوكيات متغربة تدعي انتماءها للحركة لكنها تهددها من الداخل. فتح مغيبة عن الواقع الحقيقي، وتحتاج إلى إعادة بناء وترميم جذري وتغيير نهجها. يبدو أن فتحاويي اليوم بحاجة إلى مراجعة نهجهم، وربما تغيير لون رايتهم إلى الأخضر، تعبيراً عن حالة التخبط والضياع التي يعانونها.
وفي ظل غياب سلطة واعلام ومثقفين قادرين على التمسك بالفكر المقاوم، وإقناع الجماهير بالنهج السلمي الحقيقي، ستظل فتح تتخبط في أزماتها، ولن تتمكن من الحفاظ على وحدتها الوطنية وثوابتها.
في ختام سطور نقالي
نؤكد: الحق لا يموت، ودماء الشهداء لن تذهب هدراً، وشباب فتح الحقيقيون هم الحراس الأوفياء لقضيتنا وشرفها. وأي محاولة للنيل منهم أو من سمعة الحركة هي محاولة مرفوضة ومدانة، ولن تمر مرور الكرام.
#سامي_ابراهيم_فودة (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟