أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - للاإيمان الشباني - الأمومة والعطاء














المزيد.....

الأمومة والعطاء


للاإيمان الشباني

الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 15:00
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


الأم في الإسلام تحتل مكانة عظيمة ومتميزة، حيث جعل الله بر الوالدين من أعظم الأعمال وأحبها إليه، وخص الأم بمزيد من العناية والاحترام لما تبذله من جهد وتضحيات في سبيل تربية الأبناء. الإسلام دين الرحمة والعدل، ومن عدله ورحمته أنه أوصى بالأم وحث على الإحسان إليها، وجعل برها وطاعتها من أعظم القربات إلى الله.

لقد جاء القرآن الكريم حافلاً بالآيات التي تكرم الأم وتحث على برها والإحسان إليها، فقد قال الله تعالى: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير" (لقمان: 14). في هذه الآية بيان لمكانة الأم وجهودها المضاعفة في الحمل والرضاعة، حيث تحمل الأم مشقة الحمل وتسهر على راحة وليدها في مراحل حياته الأولى، مما يستوجب الشكر لله أولاً ثم لها على عطائها اللامحدود.

كما قال تعالى في موضع آخر: "ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" (الأحقاف: 15). هذه الآية الكريمة تؤكد مرة أخرى على ما تعانيه الأم من آلام الحمل ومشاق الولادة والرضاعة، مما يجعلها تستحق كل تقدير وعرفان.

وفي موضع آخر من القرآن يقول الله تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" (الإسراء: 23). هذه الآية العظيمة تضع الأساس لعلاقة الأبناء مع الوالدين، خاصة الأم التي تبلغ مرحلة الضعف في الكبر، فالإسلام ينهى عن مجرد قول "أف" تعبيراً عن التضجر، ويأمر بالكلام اللين والمهذب.

الأم هي المدرسة الأولى في حياة الإنسان، فهي التي تغرس القيم والمبادئ منذ الصغر، وتؤثر في تكوين الشخصية وتربية الأبناء على حب الخير والفضيلة. لذلك نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكد في حديثه الشريف على فضل الأم حين سئل: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك" ثلاث مرات، ثم قال: "أبوك". هذا التفضيل يعكس مدى تقدير الإسلام لتضحيات الأم وجهودها في الرعاية والتربية.

من هنا يتضح أن الإسلام قد أعطى الأم مكانة سامية وجعل برها من أعظم الواجبات. هذه المكانة لا تتوقف عند حدود النصوص الدينية فحسب، بل تتجسد في المعاملة اليومية من خلال الإحسان إليها، توقيرها، خدمتها، والدعاء لها. الأم هي ينبوع الحب والحنان، وهي التي لا تنتظر المقابل رغم عطائها الذي لا ينضب. لذلك فإن رد الجميل إليها يكون بالمعاملة الحسنة، والكلمة الطيبة، والدعاء الصادق بأن يجزيها الله خير الجزاء.

إن تكريم الأم في الإسلام ليس مجرد واجب ديني، بل هو اعتراف بحقها في الحياة ومكانتها في المجتمع. فقد جعل الإسلام الجنة تحت أقدام الأمهات، دلالة على عظم مكانتها ومنزلتها عند الله. وإن كان بر الوالدين فريضة، فإن بر الأم يتضاعف، لأنها رمز العطاء والحب غير المشروط. الإسلام يعلمنا أن نرد الجميل ونحسن المعاملة، وخاصة لمن كانت سبباً في وجودنا وبذلت حياتها في سبيل تربيتنا ورعايتنا.

وهكذا يتجلى في الإسلام المعنى السامي للأمومة، حيث تُرفع مكانتها إلى أعلى الدرجات، وتصبح رمزاً للرحمة والحنان. الإسلام لا يكتفي بتقديرها على مستوى الفرد فحسب، بل يعزز مكانتها في المجتمع ككل، داعياً إلى معاملتها بكل احترام وتقدير طوال حياتها.



#للاإيمان_الشباني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هم أربعة من أزمة مختلفة
- الثقافة نظافة وتربية من كتابي (رسائل غير مشفرة)
- المميز ن من كتابي( رسائل غير نشفرة)
- خبث التغاضي من كتاب (رسائل غير مشفرة )
- من كتابي أفئدة من ذهب (ثريا الشاوي)
- لغات الحب تعلمناها من الحبيب المصطفى
- من كتاب( أفئدة من ذهب)زوجات النبي والحكمة من كلل زوجة
- حميد بركي المفكر الادبي
- التطفل
- عندما يصبح السؤال تساؤلا
- مهرجان ابن عريف
- أخلاقيات العلاقة الزوجية
- رد بآشارة يغني عن السؤال والإثارة
- الجميل (صبرا ،هجرا.. )
- شبه قرين
- من كتابي رواد من شروق (مراكش والقلعة عملة واحدة)
- من كتابي أفئدة من ذهب(الفلكي حماد عاشور)
- سر الجمال
- خاتمة كتاب (رواد من شروق)
- مقدمة كتاب (رواد من شروق)


المزيد.....




- عيد المرأة بتونس.. نساء في مواجهة الاعتقالات وتبعاتها
- غوتيريش يوجه إنذارًا بشأن العنف الجنسي ضد الأسرى الفلسطينيين ...
- الأمم المتحدة تحذّر إسرائيل من إدراجها في تقرير حول العنف ال ...
- غوتيريش يحذّر إسرائيل من احتمال إدراجها في تقرير أُممي حول ا ...
- فضيحة استغلال قاصرات في سوق تجارة البويضات في نيبال، فما الق ...
- الرئيس الإيراني: من المستحيل إجبار أحد على ارتداء الحجاب أو ...
- أشرف حكيمي يعلق على تهمة الاغتصاب و-الكرة الذهبية-
- من النبطشية إلى السخرة .. تدهور معايير العمل اللائق في مصر
- بالدعم المستدام والتمكين الحقيقي.. مؤسسة قطر تعكس إستراتيجية ...
- 662 معتقلا بينهم 39 طفلا و12 امرأة في الضفة الشهر الماضي


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - للاإيمان الشباني - الأمومة والعطاء