مهدي النفري
شاعر ومترجم
(Mahdi Alnuffari)
الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 12:22
المحور:
الادب والفن
أمشي كالنهارات التي تمضي دون أن تترك ظلاً، كأنني أثر لا يجرؤ على البقاء، يدٌ تمر بجانبي ولا تلمسني، لا تفلح حتى في اقتناص صوت نباح كلب بعيد. اللغة تستمد صوتها من قبر قديم، قبر ظل يشاركني اللعبة منذ أن وطأت قدمي هذا الخراب. كل كلمة تُستخرج من تحت التراب، مغسولة بالحزن، ومشبعة برائحة الغياب. ليس غريبًا أن أكون زارعًا ماهرًا للخسارات؛ أعرف كيف أرويها، وكيف أتركها تنمو في صمت، وكيف أراقبها وهي تتفتح على هيئة وجوه لم تعد لي. أنا صورة أخرى لأرض سبخة، أرض لا تطلب شيئًا، تعشق الهامش، وتكره الضوء. أطوف في هذا العشب كمن يبحث عن شيء لم يُخلق بعد، أردد أغاني الماء وأصواتًا لم يمنحها الفقد سوى لحنها. كل نغمة تنزف، كل لحن يختبئ خلف جدار من الذكرى. أجلس أراقب الغيم يمر، كأنني أبحث عن وجه في السماء، عن قصيدة لم تُكتب، عن يد تمتدّ من الغياب، وتقول لي
ها أنت رغم كل شيء ما زلت هنا.
#مهدي_النفري (هاشتاغ)
Mahdi_Alnuffari#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟