كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8430 - 2025 / 8 / 10 - 09:53
المحور:
المجتمع المدني
لا يهمني إن كان شريكي في الوطن مسيحياً أو مسلماً أو صابئياً أو يهودياً أو كاكائياً أو أيزيدياً أو مهما كانت ديانته، فالوطنية ولاء وانتماء وانتساب. اما الديانة فهي عقيدة شخصية (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر). .
ولا يعنيني إن كان الناس خارج بلدي على ديانات تختلف عن ديانتي. أنا لست معنيا بإرغام ستة مليارات نسمة في القارات كلها على اعتناق ديانتي، ولا يحق لأي إنسان أن يرغم الناس أو يرغمني على اعتناق ديانته. وقد قالها الإسلام بكل صراحة، وبكل وضوح: (لكم دينكم ولي دين). وقال أيضاً: (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون). وقال أيضاً: (لا إكراه في الدين). .
نعم لا إكراه في الدين. . اظهر لي دينك بأخلاقك ومروءتك وشهامتك ونزاهتك وأمانتك وصدقك وعفتك ورجولتك وشجاعتك وفروسيتك ومواقفك النبيلة. وليس بإشاعة الحقد والبغضاء والكراهية بين الناس. .
اما التطرف الديني وما يحمله من حماقات وسفاهات فهو صورة مكررة منذ زمن بعيد تعبر عن العصبية والجهل والطيش والرعونة، قد تجد التطرف على مستوى الفرد، أو قد تجده على مستوى الجماعات المسلحة. ولا فرق بين الاحمق المتطرف والفاجر المتهتك. .
لا ريب انكم شاهدتم سلوك الجماعات الارهابية في سوريا، وتورطهم في تفجير الكنائس، وإعلانهم الحرب على الأقليات، وربما سمعتم بالعصابات التي تسللت هذه الايام إلى كربلاء لتفجير المواكب الحسينية، وسمعتم بما فعله الدواعش في القرى الايزيدية، والكنائس المسيحية. ولكن هل لاحظتم التنسيق المباشر بين هذه الشراذم والقوى الدولية الغاشمة التي تمدهم بالمال وتدعمهم بالسلاح ؟. فهؤلاء ومن كان على شاكلتهم لا ينطلقون من فراغ، وإنما هناك من يوجههم ويشرف على تنظيماتهم لأغراض سياسية وتخريبية وانتقامية. .
وربما شاهدتم الكويتي (شافي العجمي) الذي كان يتفاخر بذبح أطفال سوريا وهو استاذ جامعي، وسمعتم الكويتي الآخر (عثمان خميس) وهو يهدد ويتوعد المواطنين في عموم الشرق الأوسط (طبعا هو يستهدف العراقيين والسوريين واللبنانيين)، وشاهدتم كيف رسم خارطة الطريق لكل المتطرفين الذين أمرهم بفرض الجزية على الأقليات، أو قتلهم حينما يرفضونها. وربما لاحظتم ان توجهات هذا الأحمق جاءت متزامنة مع النزعات العدوانية لرأس الشر (نتن ياهو)، وكأنهم يبحرون في قارب واحد للوصول إلى هدف واحد. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟