دروس من حصاد الواقع

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 18:13
المحور: سيرة ذاتية
    

كثيرا ما اردد هذا البيت من قصيدة للراحل (عريان السيد خلف) رحمه الله:
لا تلتفت للراح خله على ممشاه
والينكر المعروف ما ينمشي وياه
أسوأ ما قد تواجهه في حياتك عندما تكتشف ان بعضهم كان يستغلك وينتهز علاقته بك من اجل تحقيق منافعه الشخصية. .
اخبث شخص شاهدته في حياتي هو الذي كنت أتعامل معه بمبدأ حسن النية والاحترام والتقدير، لكنه كان يعاملني بمبدأ الانتفاع والحيلة والغدر، ويستغل طيبتي. لا شك انه من اخبث وأنذل الناس الذين مروا عليَّ في حياتي. .
وأشد الخذلان عندما يخذلني الإنسان الذي طالما أخبرته عن خذلان الآخرين لي. فلا تلوموني عندما اخترت العيش وحدي. ليس رغبة مني بل لأن الخيانة علمتني ان الوحدة خير من الولاءات الزائفة، كنت أظن ان ابتساماتهم صادقة، وان وعودهم سوف تدوم، لكن الحياة علمتني دروساً مؤلمة. . معظم الذين وثقت بهم اختفوا عندما كنت في امس الحاجه اليهم، اولئك الذين كانوا معي رحلوا عندما ساءت الامور. العيش في العزلة لا يعني التعالي على الناس. لقد اخترت ان أكون وحدي وان لا اقضي ما تبقي من عمري في علاقات زائفة ولطف مصطنع. .
تعلمت متأخراً أن ليس كل من يضحك معي صديقي. ربما كنت احمقا عندما ظننت ان الوفاء يقابل بالوفاء في عالم يحكمه الجفاء والخداع. بعضهم كان يختفي وراء أقنعة الدعم الكاذب. لكنه قفزوا من السفينة قبل هبوب العواصف، هربوا بلا وداع. وكأن علاقتنا كانت وهماً. .
كلما تفحصت مواقفهم ازددت يقينا ان العزلة نعمة. بعضهم كان منشغلا بمد جسور الود ليحصل على ما يريد. كانوا يصفقون لي عندما كنت في طريقي نحو القمة. وكانوا يستنزفون طاقتي، لكنهم في حقيقة الأمر ينتظرون سقوطي في الهاوية. .
لا جدوى من خرائطي الاخلاقية في عالم تعمل فيه البوصلة باتجاهات خاطئة. .
العدو الصريح يستحق الاحترام اكثر من الصديق المخادع. لو كان بيدي أن أمحو لمحوت سنوات من الطيبة الزائدة عن الحد، والسذاجة المفرطة التي أوهمتني ان كل الناس أنقياء. .
لا فائدة من عتابي لهم وانا خارج مركز القوة، فالقوي حين يتكلم ينصت له الجميع حتى لو كان كلامه تافهاً. أنا مضطر الآن للسكوت فكل شيء صار بلا معنى. .
كلمة اخيرة: ان إطعام الأفعى العسل لن يغير من طبيعتها المسمومة، كذلك بعض البشر لن تغيرهم حسن المعاملة، ولا الكلمات الطيبة مهما فعلت. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل