كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8400 - 2025 / 7 / 11 - 08:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا ريب اننا نحتاج إلى تفكيك المشهد التاريخي إلى عناصره الدينية، والاجتماعية، والاقتصادية، والجيوسياسية حتى نفهم دوافع الحروب في العصر الراشدي والأموي والعباسي والعثماني، التي لم تكن مجرد حركات عسكرية، بل كانت مشاريع توسعية إمبراطوريات خلقت فجوات عميقة بين الرسالة الروحية مع المصالح السلطوية. .
فبعد انتقال الرسول (ص) إلى الرفيق الأعلى دخل المسلمون في مرحلة بناء دولتهم وتثبيت سلطاتهم منذ بداية مرحلة الخلفاء الراشدين. وهكذا جاء التوسع الجزئي استجابة للتهديدات الخارجية المتمثلة بالإمبراطوريتين (الساسانية والبيزنطية). اللتان كانتا تهيمنان على المشرق العربي. ثم اصبحت الغزوات (أو الفتوحات) بمرور الوقت، وسيلة لتعزيز سلطة الخلفاء والولاة، وتوسيع نطاق النفوذ السياسي. ولم يكن الجيش الإسلامي مجرد جماعة دينية. بل كان مؤسَّسة مرتبطة مباشرة بالقيادة السياسية. فكانت مغريات الغنائم، وتوزيع الأراضي، وتعيين الولاة من الآليات اللازمة لضمان ولاء القبائل وتحقيق الاستقرار الداخلي. .
ربما كانت بعض الغزوات وسيلة لإخماد الصراعات الداخلية وتوجيه الطاقات إلى الخارج. .
فعلى الرغم من ان الرسالة الإسلامية تدعو إلى السلم والعدل، لكن ترجمتها الميدانية تأثرت كثيرا بالواقع السياسي. فكانت الدعوة تتخذ شكلًا تدريجيا سلميا، كما في جنوب شرق آسيا، لكنها في أماكن أخرى صاحبتها حملات عسكرية واسعة في شرق الارض وفي غربها.
وبالتالي فإن هذا التناقض يفتح النقاش حول ما إذا كانت المعارك تهدف فعلاً لنشر العقيدة أم لتحقيق الهيمنة السياسية. وهذا يفسر موقف الإمام علي بن أبي طالب الذي لم يكن في طليعة الفتوحات، وربما كان ذلك ناتجاً عن رؤيته لضرورة فصل الدين عن الاستغلال السياسي. وكان بعض الصحابة ينتقدون الميل إلى الغزو، ويرفضون التوسع دون ضوابط أخلاقية واضحة. .
واقع الحال أن الرسالة الدينية استخدمت كغطاء لتحقيق مصالح دنيوية وتحقيق رغبات الملوك والسلاطين. وهذا يدعونا إلى مراجعة التاريخ بعين ناقدة لا بعين منحازة، لفهم كيف يمكن أن تُستخدم العقيدة في خدمة السلطة، وكيف يمكن أيضاً أن ترتفع فوقها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟