كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 14:05
المحور:
المجتمع المدني
لقد سجل مجلس الامن فشلا مخجلاً في أن تكون له وقفة إنسانية صريحة لردع الانتهاكات والجرائم المتكررة، واصبحت ملفات المعانات اليومية مجرد أوراق معروضة للمقايضة على حساب الجياع والجرحى والمظلومين والمحاصرين. حتى وصلنا إلى مرحلة حالكة السواد في تاريخنا المعاصر، اصبحت لدينا دويلات وكيانات سياسية تتصرف فوق القانون، واصبحت لدينا درجات متفاوتة في تصنيف الناس عنصريا وعرقيا. .
خذ على سبيل المثال خطاب (ترامب) الذي يُحمّل فيه إيران مسؤولية استمرار الصراع، على الرغم من انه اول من بادر إلى التصعيد الخطير وغير المسبوق، فهو الذي اعتدى على دولة ذات سيادة، وهو يعلم ان العدوان الأساسي بدأه الارهابي (النتن ياهو). .
نعم. . . هذه هي شريعة الغاب في أسوأ مراحلها. فإذا استمرت الخروقات تمضي هكذا دونما عقاب، فسوف نعيش في عالم مخيف يتحكم به الأقوياء والقراصنة. .
انظروا اليهم كيف يتحدثون بمنطق المنتصر حتى قبل ان ينجلي غبار المعركة. ولا يتورعون عن ارغام بلدان الشرق الأوسط على الخضوع لاملاءاتهم، والنزول عند رغباتهم. انهم يضعون العربة قبل الحصان، ويرسلون رسائلهم إلى الاطراف الدولية بهدف اعادة صياغة قواعد الردع بما يمنحهم المزيد من التفوق في تعزيز قدراتهم الاستباحية، وفي التحكم بالشعوب كيفنا يشاؤون. .
وهكذا اتفقت القوى الدولية الغاشمة على منح إسرائيل الحق المطلق في الابتزاز والبلطجة، ومنحوها الحق في قصف البلدان العربية المناوئة لها بدعوى الدفاع عن نفسها. فباتت تعتدي على من تشاء وكيفما تشاء. .
تقصف لبنان من دون ان يكون لجيش لبنان حق الدفاع عن أرضه، وتعتدي على العراق أو اليمن أو غزة أو الضفة الغربية، وقد تعبر مياه الخليج لتقصف ايران وتقتل العلماء والقادة، وقد تتخذ من القواعد الأمريكية محطات لها في غاراتها المتكررة. وما إلى ذلك من الخروقات الصارخة لكل الأعراف والقواعد والقوانين الدولية. .
كيان مستهتر يقود المجندين والمرتزقة الذين يحملون على أكتافهم خرائط مرسومة من النيل إلى الفرات. يتحركون بوحداتهم الحربية في كل الاتجاهات، فيتلقون الدعم المطلق من الولايات الأمريكية ومن أوروبا والهند ومن المملكة المغربية. .
ختاماً: انظروا كيف تندفع امريكا في تنفيذ هجماتها العدوانية بكل ما تمتلكه من قوة، ثم تعلن النصر بذريعة ارساء قواعد السلم الدولي، وانظروا كيف تتعامل معنا وكأننا من الشعوب البدائية المتخلفة التي تنتظر الترويض والتهجين ؟. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟