كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8385 - 2025 / 6 / 26 - 10:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يعلم الإيرانيون تماما ان لا قيمة لبنود معاهدات السلام مع الإسرائيليين، ويعلمون ايضاً ان التسامح مع هؤلاء خطيئة لا تغتفر، ولا جدوى من التهاون معهم والأطمئنان لهم. فالعقيدة التلمودية المؤمنة بفكرة شعب الله المختار لا تقيم وزنا لإبرام معاهدات السلام مع هذا الطرف او ذاك. ثم ان قرار وقف اطلاق النار بين الطرفين كان مرفوضا من اليمين المتطرف، ومرفوضا من الحرس الثوري. وربما اتخذوا من هذا القرار محطة لتنظيم صفوفهم وتكديس ذخيرتهم تمهيدا لإستئناف الحرب في غضون الايام القليلة القادمة. وربما تنطلق الشرارة الأولى من إسرائيل بسلسلة من الأعمال التخريبية داخل إيران، قد تستهدف القيادات العليا، وقد تجهز على البنى التحتية. لكن ردود ايران ستكون حاسمة وقوية ومؤثرة، قد تتجاوز حينئذ حدود التصورات المتوقعة. .
يرفض الاسرائيليون الاعتراف بالفشل، ويظنون ان مشروعهم التوسعي لم يكتمل بعد، وان القضاء على ايران مسألة موت أو حياة. ثم ان القبول بالهزيمة بعد هذا الخراب الذي عصف بمدنهم الكبرى، وأفرغها من محتواها السكاني سوف يدفعهم إلى المغامرة والمقامرة، وهذه هي القشة التي سوف تقصم ظهورهم. .
يشعر العالم كله بالقرف من تمادي نتنياهو واستهتاره، حتى اليهود فقدوا ثقتهم به، وباتوا يشتمونه في العلن، ويرونه وجه الشؤم عليهم، من هنا بدأ نتنياهو يفكر بانتهاز الوقت المتبقي لديه قبل محاكمته اسرائيليا، ويعد العدة لخوض حربه الأخيرة مهما كان الثمن. .
تمر اسرائيل الآن بأسوأ حالاتها. ففي الوقت الذي كانت فيه القيادة الإيرانية متماسكة ومدعومة بقوة من الشعب، ظهرت القيادة الاسرائيلية مهزوزة مذعورة متخبطة غير قادرة على اتخاذ القرارات الصائبة. وبالتالي فان الهدنة الحالية هي الهدوء الذي يسبق العواصف الإنتحارية المحتملة. .
فالحرب القادمة سوف تكون (في حال وقوعها) اشد عنفا وضراوة، وسوف تتضمن سيناريوهات جديدة. لكنها ستكون القاضية على إسرائيل وعلى مشروعها التوسعي. وربما نشهد زوال الكيان المختل برمته. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟