كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8420 - 2025 / 7 / 31 - 09:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في هذا العالم المزدحم بالقسوة ابتلينا بفتاوى التكفير عبر مراحلنا التاريخية المتعاقبة. .
لقد جرّوا الأمة إلى الذبح وسفك دماء الأبرياء منذ ان بدأوا بإطلاق فتاواهم، فانحرفت مسيرتهم نحو الانتقام من الآخر لأنه لا ينتمي اليهم. .
جاء الإسلام ليحرر الناس من الظلم والتعسف، وليس لقتلهم. لكن المتأسلمين يرفضون استعمال العقل في مناقشة النص الديني، ويأخذون بحرفية الأحاديث. يطاردون جميع النظريات العلمية حتى لو كانت داعمة لهم. يساوون بين العقل والموروث التاريخي. ويصرون على الالتزام بالسمع والطاعة (بلا نقاش وبلا حوار وبلا تحليل وبلا تعليل). يهبطون بالعقل إلى الحواس. فتصبح حاسة السمع وحدها هي الأساس (السمع والطاعة). من هنا تقوقعوا على أنفسهم حتى بات من السهل تنفيذ اي عملية ارهابية بناءً على توجيهات يطلقها هذا المتشدد أو ذاك المتطرف. .
ابتلينا بقوم يتحدثون باسم الله. ثم نصبوا أنفسهم أوصياء علينا باسم الدين، وكأنهم يمتلكون توكيلات رسمية عن الله، فيتحدثون باسمه. . يفكرون بعقلية العصور الغابرة على الرغم من تعاقب الأجيال والحقب، ومازالت هذه الفئة هي هي، لم ولن تتغير. يتحدثون بنفس الخطاب، ويفكرون بنفس العقلية. يكررون العبارات نفسها. يتصرفون بنفس الكيفية ونفس النمط . يسيئون للأديان والأنبياء وهم لا يشعرون. .
أمة ميتة لا تتذكر أبطالها إلا بعدما يموتون. بعكس الأمم الحية التي تحترمهم وهم أحياء. مجانين اصبح جنونهم عبئاً علينا. .
قوم قتلوا كبار العلماء والفلاسفة، وآمنوا بالجامية والمدخلية. لن تقوم لهم راية، فمن يطفئ نور العقل يحيا في الظلام الابدي. .
قوم تلوثت ضمائرهم، وساءت اخلاقهم، فلا قيمة لنظافة الابدان إذا اتسخت القلوب والأرواح. هؤلاء لن يستطيعوا ان يبنوا الأوطان، انهم يبنون أمجادهم على حساب المبادئ والقيم. يبيعون ثروات بلدانهم للغرب الذي قتلهم بالأمس، ويتنازلون عن سيادتهم لمن سرقهم ليلة البارحة. يفترون على الناس بأكاذيب مفبركة. .
ختاماً: اتساءل دائماً عن حيرة جوج ومأجوج الذين سيفسدون الارض بعد خروجهم من مخبأهم، لا ريب انهم لن يجدوا ما يفسدونه ؟. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟