كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 09:38
المحور:
القضية الفلسطينية
الناس يتظاهرون والعرب نائمون. فقد خرجت شعوب الأرض عن بكرة أبيها في معظم عواصم القارات للمشاركة في حملات طرق القدور والمواعين والطناجر، وإعلان تضامنهم مع المحاصرين في قطاع غزة. .
انطلقت الحملة اول مرة من مدينة النصيرات الواقعة تحت الحصار الأردني - المصري، و لاقت انتشارا واسعا في غضون سويعات، ثم تضامن الناشطون حول العالم في مظاهرات عارمة للضغط على الحكومتين المصرية والأردنية من اجل فتح المعابر، والسماح بدخول المساعدات للقطاع، واشترك سكان القرى والمدن الاوربية بقرع القدور والصحون من شرفات منازلهم لكسر الصمت العربي تجاه سياسات التجويع والترويع. .
كل طفل يدفن جائعاً في غزة هو لغم موقوت تحت أقدام الأشرار، ذلك لأنهم تركوا اهلنا يموتون جوعا مع سبق الإصرار، وسوف ينتظرهم عقاب الله. فأنظمة الطوق لا ترى، ولا تريد ان ترى معاناة الجياع على مسافة بضعة أمتار من أنوفها. .
نحن نعيش فصولاً من أبشع مجاعة عرفها هذا القرن، بل عرفها التاريخ الحديث. ليس هذا تعبيراً عاطفياً. بل هو واقع مرّ، نقشت تفاصيله على أجساد الأطفال والعجائز والنساء. .
الجوع ليس مجرد حالة بيولوجية تشعرنا بالضعف، بل هو أداة قمع سياسي واجتماعي، قادرة على تدمير الإنسان، وتقييد إرادته. .
يتعرض المحاصرون الآن إلى موجات من حملات التجويع التي لا يمكن التقليل من آثارها ونتائجها الكارثية، وتعد الموجة الأخيرة هي الأخطر والأشرس، فقد جاءت بعد شهور طويلة من الحرمان والتهجير والإبادة. .
تتهيأ المنطقة لشيء عظيم، فقد صار الصمت ثقيلا، والأحداث تتسارع كما لو أن الزمن نفسه يختنق. وتتعرض الإنسانية للاغتيال، بينما يتمادى الباطل وكأنه انتصر. لكن أرواحنا المرهقة تشعر بشيء لا يُقال: بأن ما بعد هذا الظلام، لن يكون كما قبله. فلا تنخدعوا بضجيج الفوضى. ربما هي لحظة فرز. وربما الأرض لا تحتضر، بل تلد بصيصاً من النور. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟