أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عناد - على تخوم الانهيار هل يعيد العراق ماساة السودان














المزيد.....

على تخوم الانهيار هل يعيد العراق ماساة السودان


احمد عناد

الحوار المتمدن-العدد: 8422 - 2025 / 8 / 2 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على تخوم الانهيار: هل يعيد العراق مأساة السودان؟

في مسرح التاريخ، لا تنهار الدول فجأة، بل تتهاوى بصمت، عبر شقوق صغيرة تتسع مع الوقت، حتى يصير الانفجار حتميًا. السودان اليوم شاهد حيّ على ذلك: وطن تمزّق بين جيش رسمي وقوة موازية، بين هويات متنازعة وولاءات متناحرة، حتى صارت الدولة ساحة حرب لا وطنًا.
وما يبدو بعيدًا للوهلة الأولى، يلوح الآن في الأفق العراقي: ذات الانقسامات، ذات الولاءات الخارجية، ذات صراع الكتل، ذات الانزلاق نحو هاوية الفوضى.
1. حين تصبح الهوية ساحة حرب
المعضلة الأخطر ليست في الفساد ولا في فشل الإدارة فحسب، بل في صراع الهويات الذي يمزّق المجتمع.
في العراق، كما في السودان، صارت الهوية الوطنية هشّة أمام اندفاعات الهويات الطائفية والعرقية والمناطقية. تُرفع رايات المظلومية والمصالح الفئوية، فيما يبهت العلم الوطني وتخفت لغة المواطنة.
وحين تتصدع الهوية الجامعة، يتحول كل اختلاف سياسي إلى نزاع وجودي، وكل تنافس انتخابي إلى حرب مصيرية.
2. تسريبات تفضح هشاشة الداخل
كثافة التسريبات السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق ليست مجرد فضائح إعلامية، بل مرآة لانعدام الثقة بين أجنحة السلطة، ولتآكل مؤسسات الدولة من الداخل.
حين تصبح أسرار الأمن القومي مادة للنقاش الشعبي، فهذا يعني أن الجدار الذي يفصل الدولة عن الفوضى بدأ يتآكل بالفعل.
3. ولاءات خارج الحدود
كما كان السودان ساحة تنافس إقليمي ودولي، تحولت الجغرافيا العراقية اليوم إلى لوحة شطرنج لقوى متصارعة:
شرق وغرب، شمال وجنوب، كل قوة تبحث عن موطئ قدم عبر حزب أو ميليشيا أو زعيم.
القرار العراقي موزع على أكثر من عاصمة، والمصالح الوطنية تذوب وسط صراعات الوكلاء.
4. الاقتصاد بين النفط والفساد
إذا كان الذهب وقود الحرب في السودان، فالنفط في العراق ليس أقل خطورة: ثروة هائلة تتحول إلى مصدر صراع، لا إلى مشروع نهضة.
الفساد البنيوي جعل الوزارات والمشاريع غنائم تتقاسمها الكتل، فيما يبقى المواطن بلا خدمات ولا أمل.
وحين يصبح الاقتصاد رهينة للفساد والتبعية، يغدو الانهيار مسألة وقت، لا احتمالًا بعيدًا.
5. الانتخابات… مرآة الأزمة لا حلها
الانتخابات التي يُفترض أن تكون أداة إصلاح، تحولت إلى حلبة تحشيد هوياتي ودعاية سوداء.
لا برامج تنموية، لا مشاريع وطنية، بل وعود متكررة وحملات تخوين وتخويف.
إنها انتخابات بلا روح؛ إعادة تدوير للأزمة بدل تجاوزها.
6. دروس السودان: تحذير قبل فوات الأوان
لم يسقط السودان في ليلة واحدة. بدأ الأمر بانقسامات اجتماعية، ثم تجاذبات سياسية، ثم عسكرة للصراع حتى صار حربًا أهلية مفتوحة.
العراق اليوم يقف عند المفترق نفسه:
• تعدد القوى المسلحة وفقدان الدولة لاحتكار السلاح.
• تفكك الهوية الوطنية أمام الولاءات الفرعية.
• اعتماد الاقتصاد على مورد واحد بلا إصلاحات حقيقية.
• تصاعد الفساد وتسريب الملفات الحساسة إلى الرأي العام.
• صراع كتل يستهلك كل طاقة النظام السياسي دون مشروع جامع.
الفرق الوحيد أن العراق ما زال يملك نافذة ضيقة للنجاة: إرادة النخبة الواعية وقدرتها على تحويل الخوف من المآل السوداني إلى دافع لتوحيد الصف وبناء مشروع وطني حقيقي.
الأسئلة الحاسمة
• هل يدرك العراقيون – شعبًا ونخبة – أن صراع الهويات هو بوابة الانهيار؟
• هل يمكن أن تعلو لغة المواطنة على خطابات الولاءات والتبعية؟
• أم أننا سنكتفي بمشاهدة مشهد السودان يتكرر هنا، مع اختلاف الأسماء والرايات فقط؟
في النهاية، التاريخ لا يعيد نفسه، لكنه يكتب تحذيراته بدماء الآخرين. والسودان كتب لنا تحذيره مؤخرًا؛ فهل نقرأه قبل أن نفقد القدرة على القراءة؟



#احمد_عناد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرافة ..حين يستحمر العقل
- النعرات والانقسام والفرصة الاخيرة
- إيران بين نيران حرب الأيام ال 12
- الشخصية الإيرانية: عقلية البقاء وجدلية التمايز في التاريخ وا ...
- المقاومة بين المبادي والدنس
- جحيم السجون
- فليم قطار الاطفال
- حياة الماعز فليم
- العراق الاقلام ام البنادق
- كلمة الصدر وشروطها
- مؤتمر بغداد
- جبران خليل جبران، وعلي شريعتي والحمار والاستحمار
- اثر الكوبرا
- زيارة ضريف مالها وعليها
- نطنز بين الكهرباء والاستهداف الاسرائيلي
- 20مليار دولار
- فتيان تشرين تكسر التابوه
- حوار متقاعد مع شاب
- الخمر وتفجير محلات بيعها
- تشرين وصيرورة الامة العراقية


المزيد.....




- هوس أكياس الكافيين: موضة بين المراهقين تثير قلق بعض الخبراء ...
- ألمانيا تعتبر -التقدم الأولي المحدود- في إيصال المساعدات إلى ...
- أكثر من ألف موظف أوروبي يدعون لتعليق العلاقات مع إسرائيل
- بعد قرار ترامب في وجه روسيا.. تعرف على أسطول غواصات أميركا
- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عناد - على تخوم الانهيار هل يعيد العراق ماساة السودان