أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عناد - الخرافة ..حين يستحمر العقل














المزيد.....

الخرافة ..حين يستحمر العقل


احمد عناد

الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 22:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الخرافة

حين يُستَحمَر العقل باسم الغيب: الخرافة كفنّ للاستسلام”
✦ النص:
يُقال إن العرب سمّوا كل ما لا يُعقل “خرافة” نسبة لرجل غاب ثم عاد بقصص عن الجن والعوالم الغيبية…
لكن من المضحك المبكي، أن ما كان في الماضي يُرفض ويُستهزأ به، صار اليوم يُصفّق له، ويُسجد له، ويُبكى له!

الخرافة لم تعد حكاية قبل النوم.
بل أصبحت عقيدة قبل القبر.
صارت تمشي بيننا بثياب الواعظ، وصوت الشيخ، ومصطلحات التنمية، وأحيانًا بختم “العلم” نفسه.
نحن لا نعيش الجهل… نحن نُستَحمر.

قال شريعتي ذات يوم:
“الاستحمار ليس أن تكون جاهلًا… بل أن تُسلِّم عقلك لغيرك وتظن أنك مهتدٍ.”

الاستحمار ليس صفة للفقراء أو البسطاء، بل داءُ كل من نسى أن يفكر، وارتاح لِـمَن يفكر بدلاً عنه.

الخرافة تريحنا. نعم.
تعفينا من وجع التفكير، ومن مسؤولية الوعي.
ولهذا، أُنتجت خصيصًا لتُسكّن الشعوب، وتخدّر العقول، وتجمّد السؤال.
يسألونك: ما سبب خرابنا؟
قل لهم: لأننا آمنا بالخرافة أكثر من الحقيقة.
آمنا أن الطعام الذي يُقدَّم في عاشوراء يُغني عن بناء المدارس.
وأن كل فساد هو “عينٌ حاسدة”، لا سارق في الدولة.
وأن القائد “مختارٌ من السماء”، لا نتاج ماكينة تجهيل.
نخاف أن نسأل. نخاف أن نشك. نخاف أن نقول: “هل هذا معقول؟”.
نخاف من أن نُتَّهم بالكفر إن استخدمنا العقل الذي وهبنا الله إياه.
الخرافة لا دين لها… لكنها تعرف أين تستوطن.
تدخل من بوابة الدين حين يُفصل عن جوهره، ويُختزل إلى طقوس بلا وعي.
تدخل من بوابة العلم حين يتحول العلم إلى “إيمان أعمى” بنظريات لم نفهمها.
تدخل من بوابة الوطنية حين تُحوّل الزعيم إلى نصف إله.

الخرافة ذكية…
تلبس ما يناسب جمهورها:
• عند المتدين: كرامة.
• عند الجاهل: تقليد.
• عند السياسي: خطة.
• وعند النائم: خلاص.
آن لنا أن نفيق
كفى أن ننتظر المهدي ليُصلح ما خرّبناه بأيدينا لاننا نحن من عبث بالدين وكيفه على مزاجه
كفى أن نُرجئ العدالة للآخرة لأن الظالم “ابن عشيرة”.
كفى أن نُبرر الخراب بحديث لم يصح، أو حلم لم يتحقق، أو شيخ لم يفقه.
العقل ليس عدو الإيمان… بل دعامته.
والشك ليس ضد اليقين… بل طريقه.
والله لا يُعبد بخرافة… بل بعقل حر وقلب يقظ.
الخاتمة:
ليس من العيب أن نُولد في بيئة مشبعة بالخرافة…
العيب أن نموت فيها، ونحن نملك عقولًا خُلقت لتفكّر، لا لتتبّع.

قال شريعتي:

“من لا يفكر، يُفكر له غيره… ومن لا يملك وعيه، يُباع ويُشترى دون أن يدري.”
والسؤال اليوم ليس: هل هناك من يستحمرنا؟
بل: لماذا نرضى أن نُستَحمر؟
وإلى متى؟!

لا تخف من التفكير…
خَف من أن يسبقك الجهل بخطوة، ويجعلك تصفق له، وأنت تظن أنك على طريق الحق



#احمد_عناد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النعرات والانقسام والفرصة الاخيرة
- إيران بين نيران حرب الأيام ال 12
- الشخصية الإيرانية: عقلية البقاء وجدلية التمايز في التاريخ وا ...
- المقاومة بين المبادي والدنس
- جحيم السجون
- فليم قطار الاطفال
- حياة الماعز فليم
- العراق الاقلام ام البنادق
- كلمة الصدر وشروطها
- مؤتمر بغداد
- جبران خليل جبران، وعلي شريعتي والحمار والاستحمار
- اثر الكوبرا
- زيارة ضريف مالها وعليها
- نطنز بين الكهرباء والاستهداف الاسرائيلي
- 20مليار دولار
- فتيان تشرين تكسر التابوه
- حوار متقاعد مع شاب
- الخمر وتفجير محلات بيعها
- تشرين وصيرورة الامة العراقية
- ايميلات كلنتن


المزيد.....




- لماذا حذر إيهود أولمرت من بناء الجيش الإسرائيلي لـ-المدينة ا ...
- السجن 22 عاما للخطيب الإدريسي -زعيم التيار السلفي- في تونس
- الجمعيات الإسلامية في بوركينا فاسو تدعو لمكافحة خطاب -الكراه ...
- حرب غزة ومعضلة الهوية في المجتمع اليهودي بالولايات المتحدة
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على النايل سات.. متع طفلك الأن
- مشروع -الرقعة اليهودية- ينهي حلم الدولة الفلسطينية
- الرئاسة الروحية للدروز بالسويداء: نرفض دخول الأمن العام إلى ...
- دمية عالم سمسم تثير الجدل على إكس وتدعو إلى تدمير اليهود
- الاحتلال يجبر مواطنا على هدم منزله جنوب المسجد الأقصى
- أولمرت: يهود يقتلون فلسطينيين في الضفة ويرتكبون جرائم حرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عناد - الخرافة ..حين يستحمر العقل