أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عناد - المقاومة بين المبادي والدنس














المزيد.....

المقاومة بين المبادي والدنس


احمد عناد

الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقاومة بين طهر المبادئ ودنس المصالح: قراءة نقدية في التجربة العراقية

مقدمة

ارتبط مفهوم المقاومة في الذاكرة التاريخية للشعوب بقيم نبيلة، على رأسها التضحية، والكرامة، ونكران الذات في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض. وقد مثلت المقاومة، على مدى قرون، خيار الشعوب المقهورة في مواجهة الغزاة والمستعمرين، من الاحتلال العثماني إلى الاستعمار الأوروبي، ومن نير القوى الاستعمارية التقليدية إلى النضال ضد الهيمنة الحديثة بأشكالها المختلفة. لكن هذا المفهوم العريق تعرض، في العقود الأخيرة، إلى تشويه خطير، لاسيما في بعض التجارب التي رفعت شعار المقاومة، بينما مارست عكس جوهرها.

جوهر المقاومة عبر التاريخ

المقاومة، كما شهدها التاريخ، كانت فعلًا جماعيًا ينبثق من وجدان الأمة، لا من أجندات نخبوية أو فردية. كانت حركة شعبية خالصة، تنطلق من إرادة التحرر، وتُعبّر عن عمق ارتباط الإنسان بأرضه وهويته. لم تكن المقاومة وسيلة لتحقيق مكاسب فردية أو جماعية ضيقة، بل سبيلًا للخلاص الوطني.

تحول المفهوم في زمن “محور المقاومة”

مع صعود ما يُسمى بـ”محور المقاومة” في المنطقة، الذي تبلور ضمن خطاب إيراني وإسلامي يدّعي نصرة فلسطين ومواجهة الكيان الصهيوني، دخل مصطلح المقاومة منعطفًا جديدًا. إذ تحول في بعض جوانبه إلى مظلة تبريرية لممارسات سياسية واقتصادية تخدم مشاريع توسع وهيمنة أكثر مما تخدم قضايا التحرر. ورغم بقاء الشعار في واجهة الخطاب، فإن المضمون كثيرًا ما خالفه على أرض الواقع.

التجربة العراقية: مقاومة أم سلطة نفوذ؟

في العراق، شهدنا واحدة من أكثر الصور المثيرة للجدل لهذا التحول. فبينما نشأت مجموعات رفعت شعار “المقاومة”، خاصة بعد عام 2003، إلا أن الكثير منها انزلق إلى مسار آخر. لم نعد أمام مقاوم يعيش في الظل حفاظًا على أمنيته وقضيته، بل أمام طبقة جديدة من المنتفعين الذين راكموا الثروات، وامتلكوا العقارات، واستحوذوا على الامتيازات، وتحولوا إلى جزء من معادلة السلطة والمال. المشهد صار مكشوفًا: مواكب سيارات مصفحة، قصور فارهة، أرصدة متضخمة، وحمايات بالعشرات.

هنا يتساءل كل ذي ضمير: كيف لمن يرفل في نعيم الجاه والمال أن يكون مستعدًا للتضحية بنفسه؟ وكيف لمن اغتنى باسم المقاومة أن يخوض غمار الموت من أجل شعار فقد محتواه؟

إعادة تعريف المقاومة

لقد آن الأوان لإعادة تعريف المصطلح في وعينا الجمعي. فالمقاومة ليست تجارة، ولا أداة للنفوذ، ولا وسيلة لتمرير المشاريع. المقاومة هي فعل نقي، تضحية صادقة، انتماء للأرض والقضية، لا للجيوب والمصالح. وإن استمرار الخلط بين المقاومة الحقة والمشاريع الزائفة لا يخدم إلا أعداء الحرية، ويزيد الشعوب إحباطًا.

خاتمة

ما أحوجنا اليوم إلى مقاومة جديدة، تنبع من طهر المبادئ، لا دنس المصالح. مقاومة تصدق القول بالفعل، وتحيا في ضمير الناس، لا في حسابات البنوك. مقاومة تعيد للأمة كرامتها، وللشعار معناه الحقيقي، بعيدًا عن كل زيف وتضليل



#احمد_عناد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جحيم السجون
- فليم قطار الاطفال
- حياة الماعز فليم
- العراق الاقلام ام البنادق
- كلمة الصدر وشروطها
- مؤتمر بغداد
- جبران خليل جبران، وعلي شريعتي والحمار والاستحمار
- اثر الكوبرا
- زيارة ضريف مالها وعليها
- نطنز بين الكهرباء والاستهداف الاسرائيلي
- 20مليار دولار
- فتيان تشرين تكسر التابوه
- حوار متقاعد مع شاب
- الخمر وتفجير محلات بيعها
- تشرين وصيرورة الامة العراقية
- ايميلات كلنتن
- حديث القتال الشيعي الشيعي
- التربية ومراحلة الدراسة القادمة
- انفجار ميناء بيروت وشحنة الامونيا
- تآمر المعارضة مع امريكا


المزيد.....




- فيضانات عارمة في تكساس تجرف كوخًٌا بمن فيه.. شاهد ما حدث لهم ...
- هل ينجح المغرب في تذليل عقبات مشروع ربط الساحل الإفريقي بالأ ...
- تونس تصدر أحكاما مشددة بالسجن على سياسيين كبار بينهم الغنوشي ...
- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفرض رسوما جمركية على تونس بـ25 ...
- ما هدف واشنطن من قيادة جهود رفع العقوبات عن سوريا الشرع؟
- مليون أفغاني مهددون بالترحيل من إيران والصليب الأحمر يحذر من ...
- واشنطن بوست: مبادرة للاستخبارات الأميركية لكشف الولاءات دعما ...
- نور شمس نموذجًا.. تفاصيل الخطة الأميركية لإعادة إعمار مخيمات ...
- ماليزيا تدعو -آسيان- للتمسك باتفاقية منع انتشار السلاح النوو ...
- غرامة كبيرة على عملاق البث التلفزيوني في أفريقيا


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عناد - المقاومة بين المبادي والدنس