محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8421 - 2025 / 8 / 1 - 00:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد خافيا على أحد أن الرئيس الأمريكي ترامب يستخدم جميع الطرق غير الشرعية وغير المقبولة لإخضاع العالم الى رغبات أمريكا. وكانّ هدفه أن تكدح وتعمل وتجهد جميع الدول من أجل رفاهية وتطور صاحبة الفخامة أمريكا. وعكس ذلك فإن العقوبات والرسوم الجمركية المرتفعة جاهزة ضد كل من تسوّل له نفسه للوقوف ضد إرادة البيت الأبيض. ولم يعد خافيا على أحد أن ترامب رجل مغرور ونرجسي ومتقلّب المزاج. بل سريع الغضب. وهمّه أن يكيل له الآخرون المدح والاطراء والانحناء في مكتبه البيضاوي. وليس غريبا أن شخصية من هذا النوع قد تقود العالم إلى كارثة. وان زلّة اللسان إذا صدرت عن رئيس دولة عظمى يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الجميع. خصوصا اذا كان هذا الرئيس "شايف نفسه شوفه" ويعتقد ان الآلهة اختارته لكي يسود العالم. وبأي شكل كان.
أن الرئيس ترامب يوزّع "الهِبات" الإمبريالية على الجميع. وباستثناء دويلة اسرائيل، فهي خارج حسابات اي رئيس امريكي، لم يسلم احد من سيف العقوبات وسوط التهديدات وعصا البلطچة الدبلوماسية. تصوروا أنه يفرض خمسين بالمئة من الرسوم الجمركية على البرازيل، ولأسباب تافهة بكل تأكيد. ويفرض خمسة وعشرين بالمئة رسوم على الهند، وهي دولة عدد سكانها حوالي ملياري نسمة. ويرغم الاتحاد الأوروبي على صفقات تجارية مذلّة ومهينة لاوروبا، ولكن هؤلاء يستحقون المزيد من المذلة والمهانة (من يهُن يسهل الهوان عليه) كما يمنح ترامب روسيا الاتحادية مهلة عشرة أيام لتوقف الحرب مع اوكرانيا. ولا أعرف كيف تستطيع روسيا بعشرة أيام ان توقف حربا مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات؟ وحتى لو قررت فعلا وقف هذه الحرب فمن يضمن يا ترى ان اوكرانيا سوف تفعل الشيء نفسه؟
من الطبيعي أن ترامب بلغت به السذاجة والغرور درجة لم يعد يدرك فيها عواقب ما يقول، خصوصا في ما يتعلق بروسيا التي تمتلك أكبر خزين من الاسلحة النووية في العالم. وان التحرش بها من قبل واشنطن وبهذه الطريقة الرعناء قد ينعكس سلبا على أمريكا نفسها. وعند ذاك يجد العالم نفسه على شفا حرب نووية كبرى تاكل الاخضر واليابس بسبب طيش وغرور ونرجسية "الديك الرومي" دونالد ترامب...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟