|
اساطير الوحدة8200 لتدمير العقل العربي: الأسطورة الاولى : معجزات القران والسنة وبول البعير..كتاب جزء اول
احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 18:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة: العقل كساحة معركة في الصراعات الجيوسياسية
العقل البشري ليس كائنا حياديا يتحرك وفق آليات موضوعية خارجة عن الارادة البشرية والسلطة ..بل هو ساحة معركة غير مرئية. في يومنا هذا ، حيث تُستخدم الأديان والأفكار الثقافية والروايات الدينية كأدوات لتشكيل الوعي وتوجيه الشعوب نحو أهداف جيوسياسية محددة. تُتهم الوحدة 8200، وحدة الاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية، بالعمل مع المخابرات الأمريكية (CIA) والبريطانية (MI6) لتدمير العقل العربي عبر ترويج أفكار دينية مثل المعجزات العلمية في القرآن والسنة وتضخيم ممارسات تقليدية كاستخدام بول البعير. تربط هذه الادعاءات شخصيات دينية بارزة كزغلول النجار ومحمد متولي الشعراوي ويوسف القرضاوي وعبد العزيز بن باز وعبد الرحمن العريفي، وكثر غيرهم - مرتبطين بمحميات الخليج الصهيو أمريكية - بمخططات استعمارية تهدف إلى شل التفكير النقدي لدى الشعوب العربية، مما يجعلها أقل قدرة على مقاومة النظام الرأسمالي الإمبريالي وتوسعه.
هذه الاستراتيجية لم تكن تهدف فقط إلى إضعاف الشعوب العربية، بل كانت جزءًا من حرب أوسع ضد الأفكار الشيوعية والجذرية التي تهدد الهيمنة الغربية. خلال الحرب الباردة، استخدمت القوى الغربية الإسلام السياسي كسلاح لاستنزاف الاتحاد السوفيتي، كما حدث في أفغانستان. هذا "الإسلام الكيسنجري"، الذي فرض على مملكة الظلمات السعودية ، كما أشار إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2018، دون تسميته ، طوال فترة الحرب الباردة ، صُمم لإلغاء العقل ومنع تبني أفكار تتحدى التفاوت الطبقي بين المركز الإمبريالي الغربي والعالم الآخر. أن هذا التفاوت، الذي يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية والبشرية، يُبرر عبر روايات دينية تخلق كائنات خرافية كالشيطان أو عقوبة الله، مما يجعل الشعوب تقبل الظلم كجزء من إرادة إلهية أو ابتلاء.
في هذه المقدمة، سنستعرض كيف استُخدمت هذه الاستراتيجيات لمحاربة الأفكار الشيوعية، مع التركيز على دور للوحدة 8200 والمخابرات الأمريكية والبريطانية و محميات الخليج في نشر إسلام مشوه يخدم الأجندات الاستعمارية. سنناقش كيف ساهمت هذه الاستراتيجيات في تأجيج الصراعات كالحرب الأهلية في سوريا وكيف استُخدمت الأفكار التكفيرية لإضعاف المقاومة العربية وتفتيت المجتمعات. سنتناول أيضًا الأساليب المخابراتية عبر الأديان، بما في ذلك المسيحية واليهودية، ودور تركيا الأردوغانية كمقاول بالباطن للمصالح الغربية.
---
1. الوحدة 8200: القوة الخفية في الحروب النفسية والسيبرانية
الوحدة 8200 هي العمود الفقري للاستخبارات الإلكترونية الإسرائيلية وتُعد من أقوى وحدات جمع الإشارات في العالم. تأسست ضمن جهاز أمان الاستخباراتي، وتتخصص في التجسس الإلكتروني واختراق شبكات الاتصالات وتطوير برمجيات هجومية كفيروس ستوكسنت الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية بالتعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. تُجند الوحدة شبابًا موهوبين يتم تدريبهم منذ المرحلة الثانوية عبر برامج مثل ماغشيميم، حيث يتعلمون البرمجة وتحليل البيانات واللغة العربية، مما يتيح لهم مراقبة الاتصالات في الدول العربية وتحليل الأنماط الاجتماعية والسياسية.
يُزعم أن الوحدة 8200 لعبت دورًا مركزيًا في الحروب النفسية ضد العالم العربي عبر نشر أفكار دينية تهدف إلى شل التفكير النقدي. يُشار إلى ترويج أفكار كالمعجزات العلمية في القرآن والسنة أو تضخيم ممارسات تقليدية كاستخدام بول البعير كوسيلة لتصوير المسلمين بصورة نمطية سلبية. هذه الصورة تجعل الشعوب العربية أكثر عرضة للقبول بالظلم الاجتماعي والاقتصادي، حيث يتم تفسير التفاوت الطبقي والفقر كجزء من ابتلاء إلهي أو عقوبة من الله. هذا النهج يُفقد الشعوب قدرتها على تبني أفكار جذرية تتحدى مسببات الظلم المتمركزة في النظام الرأسمالي الإمبريالي كالشيوعية أو الاشتراكية التي كانت تُعتبر تهديدًا مباشرًا للغرب خلال الحرب الباردة.
بفضل قدراتها السيبرانية، تُعتبر الوحدة 8200 أداة مثالية لهذه الحروب النفسية. من خلال اختراق وسائل التواصل الاجتماعي ونشر معلومات مضللة وتحليل البيانات الضخمة، يمكن للوحدة التأثير على الرأي العام وتعزيز الصراعات الطائفية. أن الوحدة ساهمت في نشر خطابات تكفيرية في سوريا ـ كما الشيخ الملتحي الداعشي في ليبيا ،الذي تبين أنه من الوحدة 8200 ـ مما أدى إلى تفتيت المجتمع وإضعاف المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني. لكن هذه الادعاءات تفتقر إلى أدلة مباشرة، مما يتطلب تحليلًا نقديًا للسياقات التاريخية والسياسية التي أدت إلى ظهور هذه الأفكار.
2. المعجزات الدينية: أداة مخابراتية عابرة للأديان
فكرة المعجزات العلمية ليست حصرية على الإسلام. في المسيحية، يتم الاستشهاد بنصوص مثل إنجيل لوقا وانجيل متي لربط الأحداث التوراتية بالاكتشافات العلمية، كتفسير الآيات على أنها تنبؤات عن قوانين الفيزياء أو تكوين الكون. يروج بعض الدعاة المسيحيين لفكرة أن الإنجيل تنبأ بالاكتشافات العلمية كالجاذبية أو الطاقة النووية، مما يعزز الإيمان في مواجهة العلمانية. في الكنائس الإنجيلية الأمريكية، تُستخدم هذه الروايات لدعم السياسات الإمبريالية، مثل دعم إسرائيل كجزء من نبوءات دينية. في اليهودية، تُستخدم نصوص التوراة لتعزيز الهوية الصهيونية، مع التركيز على معجزات مثل عودة اليهود إلى فلسطين كتحقيق لنبوءات دينية. هذه الروايات تُستخدم لتعبئة الشعوب وتعزيز الهوية الدينية، مما يخدم أهدافًا سياسية استعمارية ،للاحتكارات المالية التي تحكم الغرب .
في الإسلام، برزت فكرة المعجزات العلمية في القرن العشرين مع شخصيات مثل زغلول النجار، الذي زعم أن القرآن تنبأ بالاكتشافات العلمية كتوسع الكون وتكوين الأجنة. هذه الأفكار البلهاء، التي لاقت رواجًا كبيرًا في العالم الإسلامي، ي استُخدمت كجزء من استراتيجية مخابراتية لإلهاء الشعوب العربية عن تعقيدات الخريطة الاستعمارية. يُشار إلى تضخيم ممارسات تقليدية كبول البعير، الذي يُذكر في بعض الأحاديث النبوية كعلاج تقليدي، كوسيلة لتصوير المسلمين كشعوب غارقة في الخرافات. هذه الصورة النمطية تجعل الشعوب العربية أقل قدرة على مقاومة التفاوت الطبقي والظلم الاقتصادي، حيث يتم تفسير الفقر والتخلف كجزء من ابتلاء إلهي.
أن هذه الأفكار، سواء في الإسلام أو المسيحية أو اليهودية، صُممت لخلق كائنات خرافية كالشيطان أو عقوبة الله، التي تُبرر التفاوت الطبقي والظلم الاقتصادي. في المجتمعات العربية، يتم تفسير الفقر والتخلف كجزء من ابتلاء يجب على المؤمن تحمله، مما يقلل من إمكانية تبني أفكار جذرية تدعو إلى تغيير النظام الاقتصادي العالمي. هذا النهج يخدم المركز الإمبريالي الغربي، الذي يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية والبشرية في العالم الآخر للحفاظ على هيمنته. في المسيحية، تُستخدم روايات مشابهة لتبرير التفاوت الطبقي في أمريكا اللاتينية، حيث يُروج لفكرة أن الفقر هو اختبار إلهي. في اليهودية، تُستخدم النبوءات لتبرير الاستيطان في فلسطين، مما يعزز الهيمنة الصهيونية.
3. زبيغنيو بريجنسكي وصناعة الإسلام الكيسنجري
زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس جيمي كارتر، يُعتبر أحد المهندسين الرئيسيين لاستخدام الإسلام السياسي كسلاح ضد الشيوعية. خلال الحرب الأفغانية (1979-1989)، دعمت الولايات المتحدة المجاهدين الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي في استراتيجية عُرفت باسم القوس الإسلامي. هذه الاستراتيجية، التي استلهمت من أفكار هنري كيسنجر، ركزت على تعبئة الحركات الإسلامية المتشددة لاستنزاف القوى الشيوعية. تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2018 أكدت هذا الدور، حيث أشار إلى أن السعودية، تحت ضغوط غربية، روجت لنسخة متشددة من الإسلام لمحاربة الشيوعية، هي بمصطلح كنت اول من أطلقه تحت اسم الاسلام الصهيوني .
هذا الإسلام الكيسنجري، الذي يُطلق عليه أحيانًا إسلام الوحدة 8200، صُمم لإلغاء العقل وشل القدرة على التفكير النقدي. من خلال الترويج لأفكار كالمعجزات العلمية أو ممارسات تقليدية كبول البعير، يتم تصوير المسلمين كشعوب غارقة في الخرافات، مما يسهل استهدافهم جيوسياسيًا. هذا النهج لم يكن مقتصرًا على أفغانستان، بل امتد إلى مناطق أخرى كسوريا، حيث ساهمت الأفكار التكفيرية في تأجيج الحرب الأهلية وتفتيت المجتمع.
الأفكار الشيوعية، التي دعت إلى إلغاء التفاوت الطبقي وتوزيع الثروة، كانت تُعتبر تهديدًا مباشرًا للنظام الرأسمالي الإمبريالي. لمواجهة هذا التهديد، استخدمت القوى الغربية الإسلام السياسي كأداة لتعبئة الشعوب ضد الشيوعية. في أفغانستان، دعمت الولايات المتحدة جماعات مثل القاعدة، التي أصبحت لاحقًا تهديدًا للغرب نفسه. وثائق CIA المفرج عنها تُظهر أن الولايات المتحدة قدمت دعمًا ماليًا وعسكريًا للمجاهدين الأفغان، بالتعاون مع السعودية وباكستان. هذا الدعم لم يكن مجرد استراتيجية عسكرية، بل كان جزءًا من مخطط أعمق لإلغاء العقل ومنع الشعوب من تبني أفكار جذرية تتحدى النظام الرأسمالي.
السعودية والإمارات وقطر والكويت لعبت دورًا محوريًا في هذه الاستراتيجية. من خلال تمويل المدارس الدينية والمساجد في أفغانستان وباكستان، ساهمت السعودية في نشر الإسلام الوهابي المتشدد، الذي يركز على طاعة الحاكم وتجنب الأفكار الجذرية. هذا الإسلام، صُمم لإلهاء الشعوب عن مواجهة التفاوت الطبقي والظلم الاقتصادي، مما يخدم المصالح الإمبريالية.
4. دور دول الخليج: المحميات الصهيو-أمريكية
عائلة آل سعود، التي نُصبت من قبل المخابرات البريطانية (MI6) في بدايات القرن العشرين، لعبت دورًا محوريًا في نشر هذا الإسلام المشوه. في عام 1922، ساهمت اتفاقية العقير، التي رُسمت بمساعدة المخابرات البريطانية ولورانس العرب، في تحديد حدود المملكة العربية السعودية، مما عزز نفوذ آل سعود في شبه الجزيرة العربية. بعد الحرب العالمية الثانية، ورثت المخابرات المركزية الأمريكية هذا الدور، مستخدمة السعودية وقطر والامارات كمحميات لتنفيذ الأجندات الاستعمارية.
هذه الدول مولت شخصيات مثل زغلول النجار وجماعات مثل الإخوان المسلمين لنشر أفكار دينية تخدم الغرب. برامج زغلول النجار التلفزيونية، التي ركزت على المعجزات العلمية، لاقت دعمًا كبيرًا من قنوات ممولة من الخليج كقناة اقرأ والجزيرة. هذا الدعم يُثير تساؤلات حول دوافعه، حيث أنه كان جزءًا من استراتيجية لإلهاء الشعوب العربية عن تعقيدات النظام الرأسمالي. التفاوت الطبقي الشديد بين المركز الإمبريالي الغربي والعالم الآخر، الذي يعتمد على استغلال الموارد والعمالة الرخيصة، يُبرر عبر روايات دينية تصور الفقر كجزء من إرادة الله. هذا النهج يُفقد الشعوب قدرتها على مقاومة العائلات الفاسدة في المحميات الاستعمارية كآل سعود وثاني و نهيان ، يجعلها تقبل بالظلم كجزء من ابتلاء إلهي.
دور محميات الخليج الصهيو أمريكية لم يقتصر على التمويل، بل امتد إلى دعم الحركات الإسلامية المتشددة. أن السعودية وقطر دعمتا جماعات مثل جبهة النصرة وداعش في سوريا، مما ساهم في تأجيج الحرب الأهلية وتفتيت المجتمع. هذه الجماعات، التي روجت لأفكار تكفيرية، ساهمت في تقسيم المكونات السورية (سنة، شيعة، علويين، أكراد،دروز) وقتل مئات الآلاف، مما يعزز الادعاءات حول وجود مخطط استعماري لإضعاف المقاومة العربية. في قطر، لعبت قناة الجزيرة دورًا في نشر خطابات دينية وتكفيرية، مما ساهم في تعبئة الشباب العربي للانضمام إلى الجماعات الإرهابية الفاشية المتطرفة كداعش والاخوانج المسلمين وجبهة النصرة والقاعدة ومن فقس منها.
---
5. تركيا الأردوغانية وإسلام روتشيلد
تركيا، تحت قيادة رجب طيب أردوغان، تُتهم بأنها وريثة إسلام روتشيلد، حيث أن بنوك عائلة روتشيلد سيطرت من خلاله على البنك العثماني الإمبراطوري عام 1860. هذا الإسلام السياسي، الذي يُروج له كجزء من العثمانية الجديدة، يُعتبر أداة لخدمة الأجندات الغربية. أن أردوغان، كمقاول للمخابرات المركزية الأمريكية، استخدم هذا الإسلام لإضعاف المجتمعات العربية، خاصة في سوريا.
الحرب الأهلية السورية (2011-حتى الآن) تُعتبر نموذجًا لهذا التلاعب. روجت تركيا، بالتعاون مع الوحدة 8200 والقوى الغربية، لأفكار تكفيرية بين المكونات السورية، مما أدى إلى تفتيت المجتمع وإضعاف المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني. دعم تركيا لجماعات متطرفة كجبهة النصرة ساهم في إطالة أمد الحرب وتدمير البنية التحتية السورية. يُشار إلى أن تركيا لعبت دورًا مزدوجًا، حيث قدمت نفسها كمدافعة عن القضايا الإسلامية، بينما كانت تُنفذ أجندات غربية. على سبيل المثال، سمحت تركيا بدخول مقاتلين أجانب إلى سوريا عبر حدودها، مما زاد من حدة الصراع.
أن هذا الدور يعود إلى السيطرة المالية لعائلة روتشيلد على البنك العثماني في القرن التاسع عشر، مما مهد لتأسيس إسلام سياسي يخدم المصالح الغربية. هذه السيطرة، مكنت القوى الغربية من توجيه السياسات الاقتصادية والدينية في الإمبراطورية العثمانية، مما أدى إلى ظهور حركات إسلامية تخدم الأجندات الاستعمارية. واستمر ذلك عبر تمويل البنوك الغربية لصعود أردوغان بعد دراسة دقيقة لشخصيته العدوانية والجبانة بالوقت نفسه
---
6. سوريا: نموذج للحرب الأهلية المصنعة
الحرب الأهلية في سوريا تُظهر بوضوح كيف يمكن استخدام الأفكار الدينية لتأجيج الصراعات. أن الوحدة 8200، بالتعاون مع تركيا والقوى الغربية، دعمت جماعات متطرفة كجبهة النصرة وداعش لنشر الفوضى في سوريا ،حيث عولجت هذه العناصر الإرهابية في مستشفيات صفد، لإعادة تدويرها للقتال ضد السلطة الوطنية السورية وأشرف احيانا ،مجرم الإبادة الجماعية نتنياهو على زيارتها في المستشفيات الصهيونية ،كما عولجت في المستشفيات التركية، مما يعني توزيع ادوار تركي وصهيوني لتدمير العقل السوري وبالتالي تدمير سورية والمنطقة . الأفكار التكفيرية، التي تصور مكونات المجتمع السوري (سنة، شيعة، علويين، أكراد) كأعداء، ساهمت في تقسيم المجتمع وقتل مئات الآلاف. هذا الصراع، كان جزءًا من استراتيجية لإضعاف المقاومة السورية وتسهيل احتلال أجزاء من سوريا بالتعاون مع الكيان الصهيوني.
الحرب السورية، التي بدأت كاحتجاجات شعبية عام 2011، تحولت بسرعة إلى صراع طائفي مدعوم من قوى خارجية. أن الوحدة 8200 استخدمت قدراتها السيبرانية لنشر خطابات تكفيرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تعبئة الجماعات المتطرفة. في الوقت نفسه، لعبت تركيا دورًا رئيسيًا في تسليح هذه الجماعات وتسهيل دخول المقاتلين الأجانب إلى سوريا. هذا الدعم المثبت، كان جزءًا من مخطط لتفتيت سوريا وإضعاف محور المقاومة ضد إسرائيل.
7. جامعة تل أبيب وصناعة تفسيرات موجهة
جامعة تل أبيب، من خلال مراكزها للدراسات الإسلامية، تُتهم بأنها مركز لصناعة تفسيرات إسلامية تخدم الأجندات الصهيونية. هذه التفسيرات، التي تُروج عبر شخصيات كزغلول النجار أو جماعات كالإخوان المسلمين، تهدف إلى تعزيز صورة الإسلام المتشدد وإضعاف التفكير النقدي. أن الترويج لأفكار كالمعجزات العلمية يهدف إلى إلهاء الشعوب العربية عن مواجهة الظلم الاقتصادي والسياسي، مما يخدم المصالح الإمبريالية.
هذه المراكز تعمل بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية والغربية لتقديم صورة مشوهة عن الإسلام. يُشار إلى أن التركيز على ممارسات تقليدية كبول البعير يهدف إلى تصوير المسلمين كشعوب متخلفة، مما يبرر التدخلات الغربية في المنطقة. هذه الصورة النمطية تُستخدم أيضًا لتعزيز الانقسامات الطائفية، حيث يتم تصوير السنة والشيعة كأعداء، مما يسهل السيطرة على المنطقة.
8. التفاوت الطبقي: تبرير الظلم عبر الروايات الدينية
التفاوت الطبقي بين المركز الإمبريالي الغربي والعالم الآخر هو أحد أبرز مظاهر النظام الرأسمالي. يعتمد هذا التفاوت على استغلال الموارد الطبيعية والبشرية في دول الجنوب العالمي، مما يؤدي إلى فقر مدقع وتخلف اقتصادي. أن الروايات الدينية، مثل فكرة الابتلاء أو عقوبة الله، تُستخدم لتبرير هذا الظلم. في المجتمعات العربية، يتم تفسير الفقر كجزء من إرادة الله، مما يقلل من إمكانية تبني أفكار جذرية تدعو إلى تغيير النظام الاقتصادي العالمي.
في أمريكا اللاتينية، تُستخدم روايات دينية مشابهة في الكنائس الإنجيلية لتبرير التفاوت الطبقي. يُروج لفكرة أن الفقر هو اختبار إلهي يجب تحمله، مما يمنع الشعوب من مقاومة الاستغلال الاقتصادي من قبل الشركات متعددة الجنسيات. في اليهودية، تُستخدم النبوءات لتبرير الاستيطان في فلسطين، مما يعزز الهيمنة الصهيونية على حساب الفلسطينيين.
هذه الروايات، تُصنع كائنات خرافية كالشيطان أو عقوبة الله لإلهاء الشعوب عن مواجهة الظلم الامبريالي الغربي التاريخي. يُزعم أن الوحدة 8200 والمخابرات الغربية لعبتا دورًا في نشر هذه الروايات عبر وسائل الإعلام والشخصيات الدينية، مما يعزز قبول الشعوب بالتفاوت الطبقي والظلم الاقتصادي..
9. الخاتمة: نحو تفكير نقدي
إن قضية تدمير العقل العربي تُظهر تعقيدات الصراعات الجيوسياسية ودور الأديان في تشكيل الوعي الجماعي. بينما توجد أدلة على استخدام الإسلام السياسي كسلاح ضد الشيوعية، كما أكدت تصريحات محمد بن سلمان، فإن ربط شخصيات كزغلول النجار أو الشعراوي بمؤامرة مباشرة مع الوحدة 8200 يمكن فهمه بأدلة ملموسة بصلاة متولي الشعراوي صلاة شكر الله البترودولاري لأن مصر هزمت و بمواقف القرضاوي التي انطلقت من محمية قاعدة العيديد الصهيو قطرية . التفكير النقدي، الذي يعتمد على تحليل الأدلة وفهم السياقات التاريخية، هو السلاح الأقوى لمواجهة هذه الافكار الخرافية الاستعمارية . يجب على الشعوب العربية تعزيز التعليم التقدمي الشيوعي ونشر الوعي ومقاومة التلاعب بالعقول عبر الحوار العقلاني والتحليل الدقيق
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاكمة الحكومة البلجيكية: اتهامات بالتواطؤ في جرائم الحرب في
...
-
تطورات المجاعة كسلاح إبادة جماعية في غزة تقترفها النازية الص
...
-
رد على فيديو رزان الشوامرة حول الصين وعلاقتها بالصهيونية
-
لائحة الاتهام ضد بن غفير، نتنياهو، ترامب، والإنجيليين..المجل
...
-
الإبادة الجماعية عبر التاريخ: من الأرمن إلى سوريا وغزة بدعم
...
-
كيف نهضت الصين بالشيوعية وتخلف العرب بمعاداتها!
-
بتسلئيل سموتريتش: وجه الإبادة الجماعية ..المجلد الاول الجزء
...
-
رأي البانيز حول الابادة الجماعية بغزة وإمكانية إقامة محكمة ن
...
-
التجويع الأمريكي-الصهيوني في غزة: مقارنة بأوشفيتز وسياسات ال
...
-
لماذا تريد دولة أوروبية كبرى, أن تنتقم، من الولايات المتحدة
-
استفزاز الناتو لروسيا وتداعيات الارهاب الامريكي
-
اثمان الاستقلال الايراني في زمن الغرب الامريكي المهزوم
-
انهيار الأسواق وشيخوخة الرأسمالية: تحذيرات كيوساكي وماسك في
...
-
عصابات مجاهدي خلق: أداة الخيانة في يد الناتو والصهيونية
-
دمشق تحت النار - رحلة عبر الزمن والسيادة المغتصبة
-
زلزال استخباراتي ايراني يضرب إسرائيل
-
زلزال استخباراتي ايراني بعشر درجات يضرب إسرائيل
-
لقاءات باكو - بيادق الحرب العالمية الثالثة لخدمة الناتو الأم
...
-
دم غزة والخلاص العالمي من شرور الإمبريالية الأمريكية
-
حرب ال12 يوماً بين إسرائيل وإيران - كارثة استراتيجية للكيان
...
المزيد.....
-
حاخام يهودي يقر بتأخره في وصف جرائم الاحتلال في غزة بالإبادة
...
-
رويترز: إسلاميو السودان يتطلعون للعودة بعد الحرب عبر دعم الج
...
-
الجهاد الاسلامي: تصريحات ويتكوف تعكس نوايا مبيتة لاستمرار ال
...
-
أحمد هارون: الحركة الإسلامية في السودان قد تعود إلى السلطة
-
-دعوة عاجلة-.. إيهود باراك يقول إن إسرائيل -تنهار- ويدعو للع
...
-
الاحتلال يعتقل مفتي القدس من داخل المسجد الأقصى
-
الاحتلال يعتقل مفتي القدس من المسجد الأقصى
-
إيهود باراك: إسرائيل تنهار والعصيان المدني هو الحل
-
الرئيس تبون يلتقي بالبابا ليون 14 بالفاتيكان ويمنحه غصنا من
...
-
حفلة ختان يهودية في الإمارات والسفير الإسرائيلي معلقًا: من ا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|