احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)
الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 15:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الكذب كسلاح الإمبريالي
في عالم الغرب الامريكي المتوحش الايل للانهيار باعتراف ايلون ماسك حيث لا تملك واشنطن اليوم الا طباعة اوراق الدولار و امبراطوريات الكذب الإعلامي الغوبلزبي ، يظل الكذب السلاح الأمضى في يد الغرب الهمجي. الوحدة 8200، ذراع الاستخبارات السيبرانية للكيان الصهيوني، تُجسد هذا الكذب بأبشع صوره، متبنيةً نهج غوبلز النازي في تكرار الأكاذيب حتى تصبح حقائق في أذهان البعض. لكن الحقيقة، كما كشفت وكالة "أسوشيتد برس"، تظل عصية على التزوير. في يوليو 2025، تجاوز صاروخ باليستي إيراني كل طبقات الدفاع الجوي الأمريكية-الصهيونية، ليدمر الكرة الرادارية المسؤولة عن التنسيق بين سلاح الجو الإسرائيلي والقيادة الأمريكية في قاعدة العيديد بقطر. هذا الهجوم لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل صفعة مدوية للرواية الإمبريالية التي تحاول تصوير إيران كدولة متخلفة، بينما تتجاهل إنجازاتها العلمية والتنموية التي جعلتها قوة إقليمية وعالمية لا يستهان بها.
في هذه المادة الصحفية، أرد على دعايات الوحدة 8200، التي تحاول تشويه صورة إيران وتصويرها كـ"سلطة الملالي"، بينما أبرز الإنجازات الإيرانية في التخصيب النووي والتنمية المستقلة، التي جاءت رغم العقوبات والاغتيالات التي تقودها أجهزة مخابرات الناتو والموساد. كما أناقش تداعيات الهجوم على قاعدة العيديد، وكيف أن إيران، بصمودها وإرادتها، تُعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، مهددةً وجود الكيان الصهيوني ومحمياته الخليجية.
الهجوم على قاعدة العديد وكشف الأكاذيب
في يوليو 2025، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن قاعدة العيديد في قطر أُصيبت بصاروخ باليستي إيراني، ردًا على قصف القاذفات الأمريكية العملاقة من طراز "بي-2" لمنشآت نووية إيرانية. هذا الصاروخ، الذي تجاوز كل طبقات الدفاع الجوي، دمر الكرة الرادارية المسؤولة عن التنسيق بين سلاح الجو الإسرائيلي والقيادة الأمريكية، وفقًا لتقارير وكالة "أسوشيتد برس" التي قدمت صورًا من الأقمار الصناعية تُظهر الدمار الهائل. هذا الهجوم لم يكن مجرد إنجاز عسكري، بل كشف عن هشاشة الدفاعات الأمريكية-الصهيونية، التي تُروج لنفسها كلا تُقهر.
الوحدة 8200، ذراع الاستخبارات السيبرانية الصهيونية، حاولت التقليل من أهمية الهجوم، مكررةً أكاذيبها على طريقة غوبلز. لكن الصور الملتقطة من الأقمار الصناعية، التي نشرتها "أسوشيتد برس"، فضحت هذه الرواية، مُظهرةً حجم الدمار الذي لحق بالقاعدة. هذا الهجوم ليس استثناءً، بل جزء من سلسلة من الضربات الإيرانية التي أثبتت تفوقها التكنولوجي، كما في تدمير ثلث تل أبيب، مما يؤكد أن إيران ليست مجرد قوة إقليمية، بل قوة عالمية قادرة على تغيير قواعد اللعبة.
إيران والتنمية المستقلة
إيران، التي اختارت طريق التنمية المستقلة، تدفع ثمنًا باهظًا لهذا الخيار. من اغتيال قاسم سليماني إلى استهداف العلماء النوويين، تواجه إيران هجمات مستمرة من حلف الناتو وأدواته القذرة، مثل الكيان الصهيوني وتنظيم مجاهدي خلق الإرهابي. لكن هذه الهجمات لم تثنِ إيران عن مسيرتها. فقد طورت قدراتها في التخصيب النووي المشروع، وحققت إنجازات علمية مذهلة، حيث يساوي عدد خريجي الهندسة في إيران عدد خريجي الهندسة في الولايات المتحدة. هذه الإحصائية تكشف عن التزام إيران بخدمة شعبها، خلافًا لمحميات الخليج التي تنفق تريليونات الدولارات على تمويل الصناعة العسكرية الإبادية الأمريكية، بينما تكتفي بأبراج وجزر استهلاكية "لا تهش ولا تنش".
القيادات الإيرانية، من سليماني إلى أصغر مسؤول، تعرف أن الاستشهاد جزء من وظيفتها في مواجهة الغرب الهمجي الذي لا يقبل إلا بالعبيد. هذا الغرب، الذي يدعم الكيان الصهيوني بلا عقوبات، يفرض حصارًا ظالمًا على إيران لأنها ترفض الخضوع. لكن إيران، بإرادتها الصلبة، أثبتت أنها قادرة على تحمل هذا الثمن، بل وردت بضربات موجعة كالهجوم على قاعدة العيديد.
محميات الخليج ودورها العبثي
محميات الخليج، مثل قطر والسعودية والإمارات، تُمثل نموذجًا للعبودية للغرب. هذه الدول، التي تفتقر إلى السيادة الحقيقية، تخصص ستة تريليونات دولار لتمويل المجمع العسكري الصناعي الأمريكي، الذي يرتكب الإبادات في غزة وأوكرانيا. في المقابل، تكتفي هذه المحميات ببناء أبراج وجزر وجامعات استهلاكية لا تُسهم في التنمية الحقيقية. هذه الدول، التي تُدار من قبل عائلات فاسدة نصبتها المخابرات البريطانية، تُروج لنسخة مفبركة من الإسلام تهدف إلى تكفير شعوب المنطقة وإفقارها عبر إشعال الفتن.
على النقيض، تُظهر إيران نموذجًا مغايرًا. فهي دولة قارية تحتمل الضغوط، وتستثمر في البحث العلمي والتعليم، مما جعلها تتفوق على الدول العربية مجتمعة في الأبحاث الأكاديمية. إيران لا تُقاتل فقط من أجل سيادتها، بل من أجل شعوب المنطقة التي تتطلع إلى التحرر من الهيمنة الإمبريالية والصهيونية.
الوحدة 8200 ودعايات التضليل
الوحدة 8200، بتقنياتها السيبرانية المتقدمة، تحاول تشويه صورة إيران وتصويرها كدولة متخلفة تسيطر عليها "سلطة الملالي". هذه الدعايات ليست سوى جزء من حرب نفسية تهدف إلى تبرير العقوبات والاعتداءات على إيران. لكن الحقائق تكشف زيف هذه الرواية. إيران، التي طورت صواريخ باليستية قادرة على تدمير أهداف استراتيجية مثل قاعدة العيديد، أثبتت تفوقها التكنولوجي. هذا التفوق ليس مجرد إنجاز عسكري، بل دليل على رؤية استراتيجية تهدف إلى بناء اقتصاد وطني قوي ومستقل.
الوحدة 8200، بتعاونها مع أجهزة مخابرات الناتو والموساد، تدعم تنظيمات إرهابية مثل مجاهدي خلق، التي تستهدف المنشآت الإيرانية. هذه العمليات، التي تشمل اغتيال العلماء النوويين، تهدف إلى إجهاض طموحات إيران في التنمية المستقلة. لكن إيران، بصمودها، أثبتت أنها قادرة على مواجهة هذه التحديات، بل وردت بضربات موجعة كالهجوم على تل أبيب.
تداعيات الهجوم على العيديد
الهجوم على قاعدة العيديد لم يكن مجرد ضربة عسكرية، بل رسالة سياسية إلى العالم بأن الإمبراطورية الأمريكية والكيان الصهيوني ليسا لا يُقهرين. تدمير الكرة الرادارية، رغم إخلاء القاعدة مسبقًا، يُظهر أن إيران تمتلك القدرة على ضرب أهداف استراتيجية بدقة عالية. هذا الهجوم، إلى جانب تدمير ثلث تل أبيب، يؤكد أن الجولة الثانية من المواجهة قد تؤدي إلى تصفية الكيان الصهيوني، وبالتالي انهيار محمياته الخليجية التي تعتمد عليه.
هذه التداعيات تعكس تحولًا في موازين القوى. إيران، بقدراتها العسكرية والعلمية، تُعيد تشكيل المنطقة، مهددةً الهيمنة الأمريكية-الصهيونية. في المقابل، تُظهر محميات الخليج هشاشتها، حيث ستسقط لوحدها إذا انهار الكيان الصهيوني، لأنها تفتقر إلى السيادة الحقيقية.
إيران ومحور المقاومة
إيران، كقائدة لمحور المقاومة، تُمثل ركيزة أساسية في مواجهة الهيمنة الإمبريالية والصهيونية. هذا المحور، الذي يضم اليمن ولبنان والعراق وحركات المقاومة في فلسطين، أثبت أن القوة الحقيقية تكمن في الإرادة والإنتاج. الدعم الإيراني لهذه الحركات ليس مدفوعًا بدوافع دينية، كما تحاول الوحدة 8200 تصويره، بل بتقاطع المصالح القومية مع تطلعات شعوب المنطقة للتخلص من الاحتلال.
إيران، بدعم من روسيا والصين، تقدم بديلاً للنظام الأحادي القطبي الذي تسعى الولايات المتحدة للحفاظ عليه. مبادرة الحزام والطريق الصينية، على سبيل المثال، توفر فرصًا اقتصادية هائلة للدول المنضوية تحت لواء المقاومة، بينما تعزز العلاقات العسكرية الروسية-الإيرانية قدرات طهران في مواجهة الغرب.
الخاتمة
إن الكذب، كما أثبتت الأحداث، هو ملح بقاء الإمبراطورية الأمريكية والكيان الصهيوني، لكنه ليس كافيًا لضمان استمراريتهما. الهجوم على قاعدة العيديد، وتدمير ثلث تل أبيب، وصمود إيران في وجه العقوبات والاغتيالات، كلها دلائل على أن الإمبراطورية تتهاوى. إيران، بإرادتها الصلبة وإنجازاتها العلمية، تُظهر أن القوة الحقيقية تكمن في الاستقلال الوطني والإنتاج، وليس في الدعاية والدولار.
السؤال المتبقي هو: هل ستتمكن إيران ومحور المقاومة من استغلال هذه اللحظة التاريخية لإنهاء الهيمنة الأمريكية-الصهيونية؟ الإجابة تكمن في صمود الشعب الإيراني، الذي يعرف أن الاستشهاد ثمن الاستقلال، وفي قوة محور المقاومة، الذي يُعيد تشكيل العالم نحو نظام متعدد الأقطاب.
#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)
Ahmad_Saloum#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟