أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - موسيقى: بإيجاز:(4) بيتهوفن: مآسي عائلية ومسؤولية مالية/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري














المزيد.....

موسيقى: بإيجاز:(4) بيتهوفن: مآسي عائلية ومسؤولية مالية/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري


أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8414 - 2025 / 7 / 25 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


… تابع
4- بيتهوفن: مآسي عائلية ومسؤولية مالية (1785-1787)؛
- مراهق موهوب في منزل مظلم؛

بحلول عام 1785()، كان لودفيغ فان بيتهوفن مراهقًا ذا شهرة متزايدة في بون - موظفًا في المحكمة الانتخابية()، ونُشرت أعماله، ويُتداول اسمه كخليفة لموتسارت. ولكن بينما كانت حياته الفنية تنفتح على آفاق أوسع، كان عالمه الخاص يزداد ظلمة.

أصبح منزله الكائن في شارع بونغاسه 515 مكانًا للحزن والتدهور والتحمل الصامت(). والده، يوهان فان بيتهوفن، الذي كان في يوم من الأيام مغنيًا ومعلمًا بارعًا، استسلم تقريبًا لإدمان الكحول. أصبحت عروضه غير موثوقة، وسلوكه غير مستقر. تولى لودفيغ، الابن الأكبر الباقي على قيد الحياة، دور رب الأسرة بشكل متزايد. لم يكن الأمر مجرد مسؤولية منزلية، بل كان تضحية هادئة بشبابه. في سنّ كان أقرانه يستكشفون فيه الصداقة والحب والفلسفة، كان بيتهوفن يُدرّس الطلاب، ويعزف في صالونات النبلاء، ويُدير شؤون الأسرة المالية. كان يحمل ثقلًا عاطفيًا يفوق سنّه بكثير().

- الانهيار البطيء ليوهان فان بيتهوفن؛
كان تدهور يوهان علنيًا ومُهينًا. وبّخه مسؤولو البلاط على شربه، وفي النهاية خُفّض وضعه وراتبه. في المنزل، ازداد عنفه وعدم استقراره. تصف روايات من السير الذاتية والمذكرات اللاحقة ليالي الخوف والقسوة اللفظية، حيث حمى لودفيغ شقيقيه الأصغرين - كاسبار كارل (1774-1815)() ونيكولاس يوهان (1776-1848)() - من غضب والدهم.

على الرغم من اختلاله، لم يتخلَّ عنه لودفيغ. كان لدى بيتهوفن شعورٌ راسخٌ بالواجب، والتزامٌ شبه ديني بحماية الضعفاء والحفاظ على كرامة الأسرة، حتى على حساب حريته.

- النكبة العميقة تطارده: من مرض والدته حتى النهاية المفاجئة؛
وللأسف، بعد أسبوعين فقط من الرحلة، عندما تلقى بيتهوفن خبرًا عاجلًا من بون: والدته، ماريا ماجدالينا، مريضة بشدة. صحتها، التي كانت مُنهكة بالفعل بسبب مرض السل، قد تدهورت بشكل حاد.

عاد لودفيغ إلى منزله على الفور. لا بد أن رحلة العودة عبر جنوب ألمانيا كانت مُحاطة بالرعب، وعند عودته، وجد والدته في المراحل الأخيرة من مرضها. توفيت بعد ذلك بوقت قصير، في 17 يوليو 1787.

وهكذا، انقطعت رحلة بيتهوفن الأولى إلى فيينا فجأة، ولم تنتهِ بانتصار بل بحزن. لم تكد مدينة الموسيقى تفتح أبوابها له حتى دُعي للعودة لمواجهة الخسارة والمسؤولية والنضج المبكر.

- وفاة ماريا ماجدالينا (17 يوليو 1787)؛
ثم حلّت عليه أعظم مأساة شخصية في حياته المبكرة. في منتصف عام 1787()، أصيبت والدة لودفيغ الحبيبة، ماريا ماجدالينا (1746-1787)()، بمرض السلّ الخطير. كانت بمثابة ملاذه العاطفي، رمزًا للقوة الهادئة والرقة الروحية في منزلٍ عنيف. كان موتها، في 17 يوليو 1787()، بمثابة صدمةٍ له. أشار إليها بيتهوفن لاحقًا بأنها "أفضل صديقة"()، ويمكن الشعور بالفراغ الذي تركه غيابها في النغمة القاتمة لموسيقاه ورسائله من تلك الفترة.

كان رحيلها بمثابة نهاية براءة طفولته. في السادسة عشرة من عمره فقط()، أصبح بيتهوفن يتيمًا روحيًا وبالغًا في مسؤولياته.

- الإجراءات القانونية والوصاية المالية (1789)؛
بعد وفاة والدته، ازداد تدهور يوهان سوءًا. لم يعد قادرًا على إدارة أمواله أو إعالة أسرته. في نوفمبر 1789()، اتخذ لودفيغ خطوة استثنائية بتقديم التماس إلى المحكمة الانتخابية لتحويل نصف راتب والده إليه مباشرةً ليتمكن من رعاية إخوته().

كان هذا الإجراء، على الرغم من طابعه البيروقراطي، إجراءً ذا وضوح أخلاقي كبير. تولى لودفيغ دور الأب ليس فقط عاطفيًا، بل قانونيًا وماليًا أيضًا(). وقد قُبل الالتماس(). ومنذ تلك اللحظة، لم يعد بيتهوفن مجرد ملحن متدرب، بل أصبح رب أسرة بيتهوفن().

لم تعكس موسيقاه، خلال هذه السنوات، حيوية الشباب، بل عمقًا وتوترًا وجاذبية مأساوية - كما لو أنه لم يكن يؤلف من قلب المراهقة، بل من حافة التحمل.

- رحلة متقطعة إلى فيينا (أبريل 1787)؛
قبل وفاة والدته، قام بيتهوفن بأول رحلة له إلى فيينا، على الأرجح في أبريل 1787(). ذهب على أمل مقابلة موتسارت (1756-1791)() والدراسة معه. على الرغم من عدم وجود سجلات مباشرة، إلا أن التراث الشفهي يدّعي أنهما التقيا. تشير إحدى الحكايات إلى أن موتسارت()، بعد سماعه بيتهوفن يرتجل، قال: "انتبهوا لهذا الشاب - سيُحدث ضجة في العالم"().

مع ذلك، كانت الزيارة قصيرة. استُدعي بيتهوفن للعودة إلى بون بسبب تدهور حالة والدته الصحية. انتهت الرحلة بحزن، لكنها مثّلت تلاقيًا رمزيًا بين أعظم عقولين موسيقيين في ذلك العصر - موتسارت، في أوج مجده، وبيتهوفن، الذي بدأ للتوّ صعوده.

- شابٌّ صاغته المأساة؛
مع نهاية عام 1787()، لم يعد بيتهوفن صبيًا. فقد أمه، وتحمّل مسؤولية إخوته، وشهد انهيار والده. تركت هذه التجارب بصماتها - ليس كمرارة، بل كعمق عاطفي، وقوة تأمل، وعزيمةٍ ستُعينه على تجاوز المرض والصمم وألم القلب.

الطفل الذي بكى يومًا على آلة "موترة المفاتيح". أصبح رجلًا نحته الحزن، وضبطه الواجب، موسيقاه تتعمق عامًا بعد عام، كما لو أن الحياة نفسها تنحت الفن فيه.
يتبع...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: آوكسفورد ـ 07/24/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).



#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة في مواجهة أقتصاد الإبادة الجماعية/ الغزالي الجبوري - ت: ...
- موسيقى: بإيجاز:(3) بيتهوفن: مؤلفاته الموسيقية الأولى/ إشبيلي ...
- تَرْويقَة: -إيزولا-/ بقلم جيان فرانشيسكو ماليبيرو* - ت: من ا ...
- موسيقى: بإيجاز:(3) بيتهوفن: مؤلفاته الموسيقية الأولى/ إشبيلي ...
- كركرة عصافير - هايكو- السينيو
- موسيقى: بإيجاز: بيتهوفن: الموسيقى وقسوة التأديب المبكر/ إشبي ...
- موسيقى: بإيجاز: بيتهوفن: سيرة ذاتية موجزة/ إشبيليا الجبوري - ...
- تَرْويقَة: -الرماد-/ بقلم ألفونسو غاتو* - ت: من الإيطالية أك ...
- تَرْويقَة: -أشياء تسمعها-/ بقلم أوسكار هان* - ت: من الإسباني ...
- إبستين، ترامب، وسر فضائح الرأسمالية الخفي/ الغزالي الجبوري - ...
- 5 قصائد/ بقلم إيزابيل دي روانو* - ت: من الإسبانية أكد الجبور ...
- المآلات الاستراتيجية من قصف إسرائيل لدمشق/ الغزالي الجبوري - ...
- تَرْويقَة: -الآن أصبحتُ أنا-/ بقلم ماي سارتون- ت: من الإنجلي ...
- إضاءة: لويجي كيروبيني: نبوغ الوعي الموسيقي الرومانسي الكلاسي ...
- تَرْويقَة: -أيامٌ مُتحجرْة-/ بقلم جون تارديو*- ت: من الفرنسي ...
- تَرْويقَة: -ها هي الوردة-/ بقلم خوانا دي إيفارفورو- ت: من ال ...
- بإيجاز: أوبرا؛ -غيوم تيل- لروسيني: البنية و الخلق الإبداعي/ ...
- تَرْويقَة: -يقولون الأشياء لا تتكلم-/ بقلم روزاليا دي كاسترو ...
- البلوغ الأدبي والخيال العلاجي: نحو توجه أدبي آسيوي للمكتبات/ ...
- الحوسبة الكمومية وأثرها على مفاهيم الخوارزميات المعرفية - ت: ...


المزيد.....




- السطوة الناعمة لهوليود.. كيف غيّرت أميركا شكل السينما العالم ...
- محللون إسرائيليون: نخسر معركة الرواية في كارثة الجوع بغزة
- -أشبه بأفلام التجسس-.. كيف وصلت طائرات بوينغ إلى إيران رغم ا ...
- صدر حديثا : صور من ذاكرة قروية للأديب والباحث مسعود غنايم
- -كل ما نريده هو السلام-.. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيو ...
- -ميغان 2- دمية القرن الجديد التي أعادت تعريف رعب الدمى في ال ...
- هل يحب أولادك أفلام الرعب؟ أعمال مخيفة مناسبة للأطفال
- -وحشتوني يا أهل الأردن-.. أحلام تشوق جمهورها لحفلها في مهرجا ...
- مايا ويند: هكذا تتواطأ الجامعات الإسرائيلية مع نظام الفصل ال ...
- منع فرقة -كنيكاب- الأيرلندية من المشاركة في مهرجان -سيجيت-.. ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أكد الجبوري - موسيقى: بإيجاز:(4) بيتهوفن: مآسي عائلية ومسؤولية مالية/ إشبيليا الجبوري - ت: من اليابانية أكد الجبوري