أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - سراب سعدي حين تكتب المرأة لتتخطى جدران -السجن الجميل-














المزيد.....

سراب سعدي حين تكتب المرأة لتتخطى جدران -السجن الجميل-


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8410 - 2025 / 7 / 21 - 12:02
المحور: سيرة ذاتية
    


في بغداد، تلك المدينة التي تتنفس الأدب كما تتنفس الغبار، ولدت سراب سعدي أحمد عام 1983، ومع أولى خطواتها في عتمة هذه المدينة المضطربة، بدأ وعيها يتشكل على إيقاع الكلمات والحكايات. درست الصحافة في جامعة بغداد وتخرجت سنة 2000، لكن سراب لم تكتفِ بمهنة الكلمة الإخبارية، بل اختارت أن تشقّ لنفسها طريقًا داخل الأدب، حيث تكتب المرأة لا باعتبارها موضوعًا روائيًا، بل كذات فاعلة، شاهدة على العصر، حاملة لجمر التجربة وشظايا الأسئلة.
تحمل سراب في سيرتها تنقّلًا متزنًا بين الصحافة والأدب. فقد مارست الكتابة الصحفية في عدد من الصحف الورقية والإلكترونية، وكتبت في الزمان، الصباح، الشرق، صوت المرأة، بابليون، العشرة كراسي، متون، تدوين نيوز، والمثقف، وغيرها، غير أنها لم تتوقف عند حدود الخبر والتحقيق، بل تحوّلت الرواية عندها إلى مرآة أعرض، تستوعب فيها ملامح مجتمع ممزق، وتفاصيل حياة امرأة تقف وسط الأعاصير بلا درع سوى الحرف.
التحاقها باتحاد الأدباء والكتاب عام 2023، وعضويتها في اتحاد كُتاب الإنترنت العراقي، لم تكن مجرد خطوة إدارية، بل اعتراف بتجربة سردية متنامية، أنتجت في أقل من عقد عددًا لافتًا من الروايات والكتب، منها:
"سجن جميل" (2019)، "زواج غير متوقع"، "لم أعد وحيداً"، "غيرتني ملبورن"، "ماري"، "الحرية الكاذبة"، "التقاء محظور"، "جار قلبي" (2024)، إلى جانب كتابها المختلف "مطبخيات" وسلسلة قصص أطفال صدرت عام 2020، وهو ما يكشف عن تنوع في الحس الإبداعي، يراوح بين الواقعي والوجداني، وبين العائلي والذاتي، وبين الكتابة للراشدين والكتابة للصغار.
في رواياتها، لا تختبئ سراب خلف الشخصيات، بل تسكنها، تتحدث بلسانها، تتنفس آلامها، وتمنحها شيئًا من روحها الصحفية: الانتباه إلى التفاصيل، الرصد الحاد، والميل إلى الواقعية دون أن تقع في فخ التقريرية.
تبدو المرأة عندها مزيجًا من القوّة والانكسار، من الحلم والخذلان، وغالبًا ما تظهر بطلاتها في مواجهة مجتمع لا يرحم، وتقاليد لا تعترف بحقّ الحب أو الحرية، فتكتب عن الزواج كقدر مرّ، وعن الهجرة كتحوّل، وعن الحب كفرصة مسروقة، وعن السجن كجمال زائف، لا لشيء إلا لأنه يوفّر شيئًا من الأمان وسط فوضى الخارج.
يرى بعض النقّاد أن روايات سراب سعدي تنتمي إلى ما يُعرف بـ"الرواية النسوية الواقعية"، تلك التي تكتب من قلب التجربة لا من خارجها. وهي، وإن لم تتبنّ خطابًا نسويًا صريحًا، إلا أنها تحفر في القضايا النسائية بأدوات سردية ناعمة، تُشبه الإبرة التي تخيط الجرح دون أن تُحدث ضجيجًا.
وقد أشاد أحد النقاد المحليين في مداخلة له بمهرجان "نازكات الأدب" بأن "سراب سعدي تمثّل صوت المرأة الكاتبة في مدن الضياع، وتكتب برهافة عن اللحظة التي تنكسر فيها الروح ولا تنكسر الكتابة".
مشاركتها في المؤتمرات والمهرجانات، مثل مهرجان المرأة العالمي ومؤتمر نازكات الأدب، تعكس مكانتها في المشهد الثقافي العراقي، بوصفها كاتبة لا تكتفي بالنشر بل تُؤمن بالحضور، بالحوار، وبضرورة أن تكون الكاتبة صوتًا في قلب الضجيج، لا هامشًا ساكنًا في العتمة.
فسراب سعدي، إذن، ليست مجرّد روائية عراقية، بل هي تجربة سردية تحمل نكهة البلاد، بنسائها ورجالها، بحروبها وحبّها، بجدرانها العالية التي تكتب عنها كأنها تعرف كلّ حجرٍ فيها. امرأة من بلاد النزف الطويل، اختارت أن تكتب لا لأنها "تحب الكتابة"، بل لأنها لا تملك خيارًا آخر لمواجهة هذا العالم: أن تكتب، يعني أن تبقى..



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين حسان الجنابي شاعر تستضيء به الحروف
- حامد الهيتي الفنان الذي تشظّى في ضوء الإبداع
- حامد كعيد الجبوري ذاكرة التراث وصوت الوجدان الشعبي
- باسم محمد الشمري حين يتخذ الشعر هيئة المعلم وملامح النهر
- طارق حسين شاعر الطفولة والوجدان العراقي.. رحلة بين النقاء وا ...
- 14 تموز: انقلاب تحوّل إلى ثورة... وأحلام انتهت بالخيبة
- أنمار كامل حسين ريشة الشعر وصوت الوجع الجميل
- الدكتورة إنصاف سلمان الجبوري سيدة الحرف وناقدة الخطاب الثقاف ...
- أمل عايد البابلي بين اعترافات الشعر وهمس النثر
- أحمد الخيّال شاعرٌ يمشي في ظل القصيدة
- إبراهيم خليل ياسين قلبٌ يخطُّ القصيدة ويحكي الحكاية
- إبراهيم الجنابي شاعرُ الأرضِ والهواء ومراكبُ الحلم
- شمران الياسري...راوي السخرية الحزينة وصوت الفلاحين
- في ذكرى انتفاضة معسكر الرشيد حسن سريع... أيقونة نضالية لا تت ...
- ركن الدين يونس عاشق الكلمات المتوهجة
- محمد سالم البيرماني شاعر الغربة والبرهان
- الدكتور محمد عبد اللطيف مطلب فيلسوف الفيزياء ورائد الحرف الع ...
- فائق الخليلي قاصٌّ منفىً وسردٌ من ضوء الجرح
- علي جواد الطاهر صوت النقد النابض بين التراث والحداثة
- ستّار خضير… قامة نضالية شامخة


المزيد.....




- ممثّلّة كوميديّة تصف نفسها بأجمل فتاة في أمريكا
- -جئناكم بالذبح-.. جولة في مدينة السويداء توثق حالها عقب وقف ...
- هجمات متبادلة بين موسكو وكييف: مسيّرات وصواريخ تشعل العاصمة ...
- ملك بلجيكا في خطاب بمناسبة العيد الوطني: عملياتُ القتل في غز ...
- إسرائيل تجهّز -خطة بديلة- في غزة: الحصار بدلًا من الاجتياح
- العيش وحيدا .. أزمة اجتماعية صامتة تهدد نسيج المجتمعات
- الخروج -الآمن- من السويداء - وقف للاحتقان أم تهجير قسري؟
- الوضع في السويداء يضع نظام الشرع في مأزق والحكومة السورية تب ...
- جثث مكدسة في باحة المستشفى الوطني بالسويداء وحصيلة قتلى الاش ...
- الجيش الإسرائيلي يواجه أزمة تجنيد وتآكلا خطيرا بقياداته المي ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - سراب سعدي حين تكتب المرأة لتتخطى جدران -السجن الجميل-