أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!














المزيد.....

لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يرى الأنكل سام في روسيا منافسًا قويًّا، أقله في القوة النووية، وبالتالي فإن نظرة أميركا لروسيا ليست ودية، بغض النظر عمن يجلس في البيت الأبيض. بحسب القاموس السياسي الأميركي، فإن روسيا ليست دولة ديمقراطية. لكن لم يخطر ببال رئيس أميركي يوماً النظر إلى روسيا وكأنها "فراغ"، لا بد من ملئه. لماذا؟ الإجابة بإيجاز، لأن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم. وعندما تمتلك الدولة السلاح النووي بهذا الحجم، فهذا يعني أول ما يعني بلوغها مستوى سامقاً في العلم القائم على الإكتشاف والإختراع كما حدده غاليلو. ولا شك أن العلم بهذا المعنى، أحد أهم شروط القوة في الحاضر.
الشيء ذاته ينسحب على الصين، التي تعالنها أميركا العداء لسبب بات معلوماً للجميع، لكنها لا تستخف بالتنين الصيني، خاصة وأنه تتهيأ لتبؤ المرتبة الأولى في سلم الاقتصادات العالمية. وليس بخافٍ على كل معني بالشؤون الدولية أن أميركا تعرف ذلك جيداً، وأصبحت متيقنة أنه ليس بمقدورها وقف صعود الصين الاقتصادي الصاروخي. على صعيد أوروبا الحليف التقليدي للأنكل سام، كما يبدو في الظاهر، فمن الممكن بسهولة التقاط تحسس هذا الأخير من الدول الأوروبية التي يصفها أحيانًا بالقارة العجوز، ونرى هذه الأيام كيف يعاملها ترامب. ومع ذلك لم يخطر ببال رئيس أميركي أن يستخف بأوروبا. السبب، إمتلاك الدول الأوروبية لإثنين من أهم شروط القوة بمعايير القرن 21، وهما المعرفة العلمية بمنتجها الأهم ونعني التصنيع، ثم الديمقراطية. وكي لا نبعد كثيراً، نتحول إلى كوريا الشمالية. فلا تتردد أميركا بين حين وآخر بمجاهرتهما العداء، ووصمهما بالإستبداد والعدوانية، لكن من دون استخفاف وتوجيه أوامر لا راد لها . ولا نظن أن السبب بحاجة إلى كبير جهد لاستنباطه. كوريا الشمالية تمتلك ترسانة نووية وصاروخية معتبرة يُحسب لها ألف حساب، بمعايير القوى الدولية.
إلا المنطقة العربية، فتتعامل معها أميركا بأكثر حتى من الاستخفاف، وإلا لما أعطت الضوء الأخضر "للقيط" كي يتمادى كل هذا التمادى ويواصل ارتكاب حرب إبادة بشعة في غزة منذ حوالي عامين تقل قليلًا. لماذا يا ترى؟!
يطيب لنا أن نبدأ إجابتنا بالتذكير بالمحدد الرئيس للعقل السياسي الأميركي، متمثلاً بمنطق راعي البقر ونواميسه وأقانيمه. راعي البقر الأميركي، يمجد القوة ويحترم الأقوياء. وهو لا يخفي ذلك في ممارساته، ولا ينكره في سياساته. أما الضعفاء، فهم بمنظوره مجرد أرقام في بورصة حساباته السياسية وبيادق على رقعة مصالحه، تتحرك بمشيئته. وبمعاينة واقعنا العربي بموازين عقل راعي البقر الأميركي، نجد أننا نحن العرب لا نملك أيّاً من عناصر القوة بمعايير العصر. على صعيد الديمقراطية، فإن الرؤساء الأميركيين والدولة العميقة في بلادهم، يعلمون أكثر من غيرهم أن الحكم من خلال صناديق الاقتراع لا مكانة له في العقل السياسي العربي. كما أن تحولاً على هذا المسار يبدو غير وارد في المدى المنظور، في عصر لا شرعية سياسية فيه إلا لصناديق الإقتراع. وعندما يكون الحاكم غير شرعي، فلا خيار أمامه ونظامه سوى التبعية للغرب ولأميركا تحديداً ولإسرائيل في الآونة الأخيرة، لضمان استمرار حكمه وتوريث السلطة لأبنائه من بعده إلى الأبد، أو لأطول أمد ممكن على الأقل. وبناءً على حقيقة ان الديمقراطية ثقافة والإستبداد السياسي أيضاً ثقافة، فإن هيمنة الأخير في مجتمع ما، دليل على أن الثقافة المجتمعية وأنماط التفكير السائدة تغذي الاستبداد وترفده. وهذا بحد ذاته، مدعاة للإستخفاف بالشعوب الخانعة للإستبداد والنظر اليها بحسبانها ليست شعوباً بالمعنى الحديث لهذا المصطلح، بل مجاميع قبلية ومذهبية وجهوية متنازعة، عاجزة عن بناء دول حديثة. هذه هي بالضبط النظرة الموجِّهة لسياسات أميركا ودول الغرب، تجاه بلداننا العربية.
أما على صعيد العلم بالمعنى المومأ اليه فوق، فحال العرب يدعو إلى الرثاء. فلا يوجد دولة عربية واحدة، فيها قاعدة علمية تقنية يُعتد بها. وعلى صعيد البحوث العلمية، فإن ما ينفقه الكيان في هذا الميدان أضعاف ما تنفقه الدول العربية مجتمعة. وبجرعة صراحة زائدة نقول، إن واقعنا العربي كما هو عليه اليوم، طارد للعلم لأسباب ليس هنا مجال ذكرها. ونضيف أيضاً، الثقافة الماضوية التي يوجهها ويحدد أنماط تفكيرها ساكنو القبور، من المتوقع الذي لا يتوقع سواه، أن يخيم الإستبداد السياسي والديني في واقعها وأن يكون التمحُّلُ العلمي لصيقاً بها وملازماً لها. وعليه، علينا ألا نستغرب ضعف بلداننا وهشاشة مجتمعاتنا. نحن أمة ضعيفة، وفي هذا الضعف يكمن سبب أسباب استخفاف أميركا بنا وتعاملها مع العرب بمنطق التابع الذي يؤمر فيطيع !



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتاب الصيحة (14) والأخيرة. استهداف التربية والتعليم.
- شعوبنا تائهة وثقافتنا مأزومة !
- قابيل وهابيل في أساطير الأولين!
- الكتابُ الصَّيْحَة (13) لماذا لا يظهر البترول والغاز في الأر ...
- الدين بمنظور علم النفس*
- الكتابُ الصَّيْحَة (12) أحدث أساليب تزوير الانتخابات
- عن التوطين بصراحة
- الكتابُ الصَّيْحَة (11) هكذا تسرق اسرائيل مياهنا !
- ماذا وراء وعد ترامب؟!
- خلل مزمن في إدارات الدولة الأردنية.
- الشيطان...أصل الفكرة وجذر التسمية*
- كذبة أرض الميعاد*
- النقل والأجوبة الجاهزة!
- جردة حساب
- الكتابُ الصَّيْحَة (10) مشروع قناة البحر الأحمر- الميت واتفا ...
- العالم يحترم الرافضين للخنوع
- الكتابُ الصَّيْحَة (9) مشروعات مائية للهيمنة.
- تحول في مسار المواجهة لغير صالح الكيان اللقيط
- لن يُفلح قوم يفكرون على هذا النحو !
- الحل


المزيد.....




- تحطم طائرة عسكرية في مدرسة ببنغلاديش
- خبيرة تغذية جزائرية تتهم شركة غذائية باستخدام مواد مسرطنة وم ...
- عطل تقني يتسبّب بتوقّف رحلات -ألاسكا إيرلاينز- لثلاث ساعات ...
- أردوغان يتّهم إسرائيل بعرقلة -مشروع الإستقرار- في سوريا: -لن ...
- البرهان يجدد رفض التدخلات الخارجية ويؤكد: قادرون على دحر -مل ...
- زمن الكريبتو في أمريكا.. سياسات ترامب خلقت 15 ألف مليونير جد ...
- روسيا تستبعد إجراء محادثات قريبة مع أوكرانيا وبارو يقول أن ف ...
- بين أنتيغون وإيدن في مهرجان أفينيون... الفرنسية العراقية تما ...
- محلل إسرائيلي: حماس لن ترفع الراية البيضاء وجيشنا يهدم ولا ي ...
- لماذا حصر عدد قتلى الكوارث أمر صعب على الصحفيين؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لماذا تعامل واشنطن العرب باستخفاف؟!