أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب سلمان - رفيف الفراشة: محليّة الوجع وعالمية الإبداع














المزيد.....

رفيف الفراشة: محليّة الوجع وعالمية الإبداع


زينب سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


استلمتُ كتاب الصديق زهير كريم "رفيف الفراشة" وقرأته أكثر من مرّة، لا لمتعة السرد وحرفية الكتابة فحسب، بل لما أثاره النص من شجن عميق، وألم متجدد مع كل صفحة. يتراءى لي — ولا أظنني القارئة الوحيدة — أن شخصيات الرواية تعيش بيننا، كأنهم جيران أو زملاء دراسة أو عمل. لن أتطرق إلى براعة الكاتب التي لا تخفى، فقد نُشرت عدة مقالات عن الرواية تناولت تقنيات السرد وجماليات اللغة، فلا جديد أضيفه هنا. لكن ما أثارني بعمق هو كيف غاص الكاتب في وجع العراق تحت وطأة الدكتاتورية، ليروي من خلاله حكاية كل الدكتاتوريات في العالم.
حين يكتب الكتّاب عن مجتمعاتهم المحليّة بصدقٍ وحسٍّ إنساني، تتعالى أصواتهم لتصل القلوب في أنحاء المعمورة. من كولومبيا إلى مصر ويابان وإنجلترا، تذكّرنا الروايات والمسرودات بأن الاختلافات الثقافية هي باب الثراء، وأن القصص الصغيرة قد تتحول إلى أساطير خالدة في ذاكرة الإنسانية.
خذ مثلاً غابرييل غارسيا ماركيز، الذي جعل من قرية ماكوندو في "مئة عام من العزلة" أسطورةً عالميةً رغم محليتها الكولومبية، أو نجيب محفوظ الذي حوّل أزقة الحارة المصرية في "الثلاثية" إلى لوحة إنسانية تتجاوز الزمان والمكان. حتى تشينوا أتشيبي في روايته "الأشياء تتداعى" جعل من الصراع بين التقاليد الأفريقية والاستعمار قصةً تهمّ كل من عانى من الاستبداد.
ولا ننسى جين أوستن، التي حولت حياة الريف الإنجليزي إلى مرآة لمجتمعات بأكملها، أو هاروكي موراكامي الذي جعل من عزلة الإنسان في طوكيو موضوعاً كونياً. كذلك إيزابيل الليندي، التي مزجت بين السحر والتاريخ في "بيت الأرواح"، فجعلت من تشيلي الصغيرة قصةً لأمريكا اللاتينية كلها.
المقاربة بين المحلي والعالمي لم تعد خيارًا في الأدب الحديث، بل ضرورة للتواصل الفعّال بين الشعوب. في نهاية المطاف، تجد حكايانا الجذور في الأرض التي ننتمي إليها، لكن أجنحتها تتحرر في فضاء القراءة بلا حدود. وهكذا، من خلال وصف العادات والطقوس والحوارات البسيطة، يصبح الوجع المحليّ عالميًا، ويتمكن الكاتب من خلق شعور بالانتماء إلى عوالم جديدة، دون أن يذوب في عموميتها، محتفظًا بخصوصية الثقافة التي نبعت منها القصة.
"رفيف الفراشة" ليست مجرد رواية عن العراق، بل هي مرآةٌ تعكس ألم الإنسان أينما كان، وتذكير بأن الإبداع الحقيقي لا يعرف حدودًا. حين نقرأها، لا نقرأ وجع بلدٍ واحد، بل نقرأ الإنسانية في أعمق تجلياتها، حيث يصبح المحليّ نافذةً على العالم، والخاص طريقًا إلى العام.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة موراكامي وأسوارها الغامضة: مختصر لفلسفة الحياة والموت
- مجنون ظهيرة يوم قائظ
- قراءة في -مياه متصحرة” رواية لحازم كمال الدين بين الوجع الوا ...
- أمي آخر الملاجئ الآمنة وحكاية وطن
- التناول الإعلامي المكثف للشعر الشعبي العراقي هل هو مؤشر للتر ...
- برنامج - أكو فد واحد - بين الأسفاف والاعتداء على حقوق الأقلي ...
- نجم ضال
- شهيق القنابل
- حب مع سبق الاصرار
- يوميات من بلادي/ رحلة نحو الشمس
- لحظة الموت حباً
- يوم للنسيان
- ذكرى مقاتل نسى رأسه في خوذته
- اغتراب
- ومضة
- لقاء أخير
- حزن الغياب
- قلبي والمطر
- عرس الانتظار الاخير/- تداعيات الانتظار الازلي للحظة فرح مؤجل ...
- فجر جديد


المزيد.....




- كتّاب وأدباء يوثقون الإبادة في غزة بطريقتهم الخاصة
- حين أكل الهولنديون -رئيس وزرائهم-.. القصة المروّعة ليوهان دي ...
- تكريم الإبداع والنهضة الثقافية بإطلاق جائزة الشيخ يوسف بن عي ...
- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب سلمان - رفيف الفراشة: محليّة الوجع وعالمية الإبداع