أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب سلمان - قلبي والمطر














المزيد.....

قلبي والمطر


زينب سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 06:52
المحور: الادب والفن
    


"لا يزال المطر منهمراً " قال مع نفسه هامساً وهو يلملم طرف الستار عن نافذته ليشاهد انكسار كبرياء قطرات المطر القوية تتهشم على زجاج النافذة . ترك الستار بتململ وطفق يذرع غرفته ذهابا وإيابا ينظر إلى الساعة بجزع ، لا يمكن أن تخرج الآن لتنتظرني
المطر غزير، والشوارع مقفرة والغيوم تحجب ضوء الشمس الشاحب ، أكيد أنها لن تخرج . أم تراها خرجت؟! .
هل يمكن أن تحملها أشواقها للخروج في هذا الجو الماطر المخيف؟
لقد طال انتظارها لهذا اللقاء ، وقد خذلتها أنا كثيرا بسبب عملي...
لم يزل يتأرجح بين هذه الأفكار والهواجس حين التقط الهاتف المحمول بيده وضغط أزراره ليطلب رقمها سمع صوت انشغال الخطوط فرمى الهاتف على السرير بعصبية، وصرخ بصوت مخنوق
-الهي .... لماذا لا تعمل هذه الأجهزة اللعينة عندما نحتاجها ؟
مسك رأسه بين يديه متأوهاً حينما دخلت عليه زوجته وقالت:
-ما بك ؟... هل تشكو من شيء ؟ فأجابها بصعوبة
-نعم رأسي يؤلمني وأريد أن اخرج لأجلب بعض الدواء فأجابته
-المطر غزير جداً عزيزي ولدينا كل أنواع المسكنات التي تريدها لا أستطيع أن ادعك تخرج في هذا الجو هذا بالإضافة إلى أني احتاج بقاءك اليوم بالبيت فلديّ عمل كثير وأريدك أن تعتني بأبننا لأن المربية لم تحضر بسبب الجو على ما أظن.
كانت تدور في الغرفة وهي تخاطبه تلتقط الأشياء التي عبث بها ابنهما الصغير وترتبها في مكانها ، وهو ينظر إليها معلقا نظراته عليها كأنه اليوم فقط يريد أن يستكشف هذا الكائن الفضائي الغريب الذي نزل إليه من كوكب آخر لا يستطيع أن يرى أو يفهم أو حتى يشعر بما يمر به ، وفجأة أحس انه لم يعد يسمع صوتها وأخذته أفكاره بعيداً إلى المكان الذي اخبرها أن تنتظره فيه وسيأتي ليقلها بسيارته.
سيكون من الجنون لو خرجت في هذا الجو...
ربي ماذا لو أخرت غيومك عن مدينتنا اليوم. ماذا لو حققت لقائي بها؟ تأفف وانهار على كرسيه فانتبه أن زوجته لم تعد موجودة في الغرفة انتفض من كرسيه مسرعاً والتقط مفاتيح السيارة من على المنضدة وأسرع إلى سيارته، سمع زوجته تصيح باسمه
- احمد ... احمد إلى أين أنت ذاهب؟ .... لازال المطر غزيرا وأنا بحاجة إليك .. احمد لا تذهب
انطلق بسيارته، كانت الشوارع مقفرة ، تكاد تخلو من السيارات والمارة على حد سواء ، لم تكن فكرة انتظارها تحت المطر هي الوحيدة التي تسيطر عليه. بل ماذا سيقول لها عندما يراها وبماذا سيبرر لها تأخيره عليها إذ كانت تنتظره
-هل سأجدها تنتظرني؟ إذ وجدتها سوف لن أدعها ترحل عني أبدا ثانية.
هذا ما تمتم به مع نفسه وهو يروم ركن سيارته على ناصية الطريق، بدا الشارع مهجورا. لكن تراءى له انه رأى أشباح ناس هنا وهناك وربما، تكون هي بينهم ، ترجل من سيارته . فلم يرحمه انهمار المطر الغزير فتبللت ثيابه، انتقل بنظره إلى كل الاتجاهات، رفع رأسه إلى السماء. فتساقطت حبات المطر على وجهه واختلطت بدموعه الساخنة
-ماذا أصابني عندما اعتقدت إنها ستأتي في هذا الجو، لم يكن حبها وشوقها إلي قويا كفاية حتى تأتي... يا لغبائي!
أغمض عينيه وأدار رأسه نحو سيارته ليعود إلى البيت، فاصدم بعبير عطرها من خلفه فتح عينيه ليراها مبلله تحمل في عينيها نظرات غضب وعتاب
-لماذا تأخرت هكذا ؟ كنت احتمي من المطر خلف الجدار و...و...
لم تستطع أن تكمل فقد ذابت كلماتها في دفيء احتضانه لها، وهمساته لها آسف حبيبتي آسف.



#زينب_سلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرس الانتظار الاخير/- تداعيات الانتظار الازلي للحظة فرح مؤجل ...
- فجر جديد


المزيد.....




- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...
- الغاوون:قصيدة (مش ناوى ترجع مالسفر )الشاعر ايمن خميس بطيخ.مص ...
- الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة -بوليتزر-
- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب سلمان - قلبي والمطر