خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8404 - 2025 / 7 / 15 - 11:40
المحور:
الادب والفن
(قصيدة بلا مركز)
منذ سبعة أنفاسٍ
كان الندى يُفكّر في الانتحار
لكن ورقةً خضراء
أقنعته أن يصبح صلاةً.
ذات غيمٍ،
قال لي ظلّي:
“لا تتبعني… أنا أضيعك”
فمشيت إلى الخلف
حتى اصطدمتُ بأمي
وهي تحيك الوقتَ بإبرةٍ من لاشيء.
كُنتُ طينًا،
لكنّ الريح نسيتني مفتوحًا،
فدخلتني فكرة،
وبقيتُ حاملًا بها
حتى صارَت جمرةً تنام بين أضلعي.
لا أعرف من أنا
لكني أذكر أنني بكيت مرة
حين عطست الشمس
وسقطت على خدي نجمة.
الحقيقة؟
ليست على يمين الطريق
ولا على يساره
إنها خُطوة
تأخّرتْ
فنبتَ في مكانها قبرٌ صغير
يضحك.
كلما قلتُ: “أنا هنا”
ينسحب المكان،
ويضع إصبعه على فمي.
قال لي حجرٌ:
“الحكمة في الداخل…
لكن الداخل خارجك”
فدخلت إلى الخارج
وبكيت في الداخل
حتى بللت اسمي.
الله؟
كان يبتسم لي
من تحت قناعٍ مصنوعٍ من صمتي.
لم أره،
لكنه لمس جبهتي
بوردةٍ
ذبلتْ منذ زمن نوح.
أنا لم أعد أكتب،
الحروف تكتبني
ثم تمحو نفسها،
وتُعيدني
بلا ذاكرة.
هل عرفت الآن
لماذا لا أكتب القصيدة…
بل أُصاب بها؟
لان لاشيء يتكئ على اللاشيء… فيطمئن
كنتُ أجلس على حافةٍ لا أعرف إن كانت بدايةً
أم نهاية،
حين مرّت بي نملة
تحمل فكرةً أكلها الدودُ
وتركتها لي كحلمٍ غير مكتمل.
قلتُ للريح:
هل لكِ أن تعيريني اتجاهك؟
فأجابت:
ليس لي منكَ إلا غبارُك…
فاحمله إلى حيث لا أنا.
وفي تلك اللحظة،
شعرتُ أني حفنةُ ريش
نسيها طائرٌ
حين تذكّر أنه لا يطير… بل يسقط بجمال.
مرآتي لم تعُد تعكسني،
بل بدأت تكتبني.
كانت تسألني:
“من هذا الذي تلبسه؟”
فأقول: اسمي.
فتضحك،
وتقول: “كنتَ أجمل قبل أن تُسمّى.”
في الليلة السابعة
رأيت الوقت جالسًا على كرسي من زجاج،
يأكل البرتقال
ويحكي للأرقام عن الخوف.
قلت له:
“أما زلتَ تحصي الراحلين؟”
فنظر إليّ وقال:
“أنا أرحلُ معهم… كل مرّة.”
رأسي؟
كوكبٌ مخلخل،
تدور فيه أسئلةٌ
بلا جاذبية.
فيه نافذة
تُطلّ على غرفةٍ لم تُبْنَ بعد،
وفيها طِفلٌ
يرسم اللهَ بيده اليسرى
ويعتذر له باليمنى.
أحيانًا…
حين ينام الضوء،
أُسمّي نفسي: لا أحد.
وأبتسم لأن اللا أحد
هو الوحيد الذي لم يخنّي يومًا.
هل تعلم؟
الشعر لا يُكتب بالحروف،
بل بالشقوق التي في قلوبنا،
وبالوجع الذي يُحسن التنكّر في هيئة حكمة.
أنا لا أريد نهايةً
ولا بدايةً،
أريد فقط جملةً واحدةً
تُقال لي
حين أُنسى:
“لقد مررتَ من هنا… وكان لذلك طعم.”
#خالد_خليل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟