أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - على حافة الراس














المزيد.....

على حافة الراس


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1816 - 2007 / 2 / 4 - 02:48
المحور: الادب والفن
    



أريك سيغال ، ذلك العجوز العتيق ، قال ذات يوم ان الركض يساعد ..... ماذا قلت ؟ يساعد على ماذا ؟ يساعد على بعض الاشياء ... ماذا؟ على بعض الاشياء ام على شئ بعينه؟ وبم تعنيك الدقة في مثل هذا الامر؟ ماذا قلت؟ النسيان؟ رغم اني لا اعتقد انه يساعد على النسيان ، ولكن ليكن النسيان من بينها... ماذا؟ حسنا، والآن كف عن هذرك ولنجرب الركض وابتعد عن وسط المدينة .. لا، لا، لازدحامه بالسيارات والمارة ، ولاخوفا من سخريتهم ، وانما لاسباب تتعلق بمزاجي ... يا أبله ، قلت لاسباب تتعلق بمزاجي في هذه اللحظة ولم أقل لاسباب نفسية ... وبحسب فهمك انت ... ماذا؟ كلا . والآن كف عن لغوك وانعطف يمينا لندور حول طرف المدينة الغربي ، فهناك تتوفر فسحة ستتيح لنا الوقوف على اسرار نصيحة ذلك العجوز الامريكي .... نعم سيغال ، سيغال . ماذا؟ نعم رأيتهم لننعطف يسارا اذن فضجتهم ترهقني في مثل هذه الاوقات ... ماذا؟ وماذايعنيك من امرها؟ قلت نعم رايتها ، المرأة التي ترتدي الجينز... ماذا عنها؟ ماذا؟ اسمع ،لاتتحول الى حيوان اجتماعي واهتم بشؤونك . ماذا؟ انا مستبد واصادر حقك حتى في الهمهمة؟ معك حق ... حسنا، ماذا عن تلك الصبية ؟ كيف دست كل تلك المفاتن في بنطالها الضيق؟ هذا شأنها الخاص وكف عن دس أنفك في شؤون الاخرين . ماذا؟ لم تعني هذا ... عليك اللعنة ويالك من مخلوق تعس لايتعدى بصره حتى ارنبة انفه . والان انعطف يسارا ... نعم باتجاه المقبرة الانكليزية ففيها بعض الفسح الظليلة التي ستنقذنا من لهيب الشمس وموتاها لن يعنيهم امرنا ان ركضنا او رقصنا . ماذا؟ صبية جميلة اخرى؟ ماذا؟ انت تقول هذا الكلام من اجلي انا؟ حسنا وشكرا لاهتمامك ... ماذا؟ ومن قال لك ان جسدي اللعين ياكلني ؟ ماذا قلت؟ ما الذي يجبرني على حرق نفسي في الركض اذن؟ الحقيقة لا ادري ... انه تمرين رياضي فقط ... ماذا؟ للتنفيس؟ افترضه كذلك ، ان كان ذلك يريحك . ماذا؟ انت تعبت ؟ لو تعرف كم اتوق الى حالة التعب التي تتحدث عنها لاعود الى البيت منهكا والقي بجسدي على السرير وانام كالميت ! انت تعرف اني لا اطبق نصيحة ذلك العجوز على امل الوصول الى نتائجها ؟ كل ما في الامر هو ان ليس امامي ما افعله غيرها؟ اقفل فمك فصوت لهاثك سيقلق راحة الموتى ، وربما نبه حارس المقبرة واطلق علينا النار ... كلا،كلا لست خائفا من الموت ... وانت تعرف ان الامور تتساوى عندي تماما .. كل ما في الامر هو اني لا اريد ان اعامل كلص مقابر . ماذا؟ نعم ، الانكليز يهتمون بموتاهم اكثر .... اين انت بحق السماء ؟ ولماذا انبطحت بكل هذا الذعر؟ انبطح قبل ان يصيبني العيار التالي ؟ في هذه اللحظة دق حارس المقبرة فوهة بندقيته في مؤخرة رأسي..
ـ ماذا تفعل مع صاحبك الاجرب هذا في مقبرتي ؟ تململ صاحبي غضبا فغمزته بطرف عيني ليلزم الهدوء ..
ـ نركض .
ـ تركض! تركض أم تدفن سحرا قذرا بين قبور موتاي؟ وفاقت التهمة حدود تصوري ..
ـ قلت لك اني كنت اركض فقط .
ـ وهل هناك من يركض في مثل هذا الجو الملتهب؟
ـ نعم انا.
ـ حسنا ايها العاقل الوقور ، انا ساحدد لك اشارة البدء لركضتك الاخيرة من بندقيتي هذه واياك ان تزعج موتاي مرة اخرى . وعلا صوت اطلاقته على صرير قهقهته الساخرة . عندما تجاوزنا سياج المقبرة قلت لنجلس هنا قليلا ... فقاطعني : ما هذا اللغو ؟ الان فقط حان وقت تجربة نصيحة صاحبك سيغال . فسألت: ماذا تعني؟ فرد متأملا: ربما قصد التنفيس عن بعض الاسئلة المعلقة على مشجب الرفض ؟ تعني عن طريق ..... ربما .. كان المساء قد بدأ بالزحف على اشجار المقبرة التي تراجعت الى اقصى الزاوية البعيدة بلا مبالاة تثير التساؤل عندما قال : لنطلق اصواتنا عاليا ... اعني لنجأر بوجه هذا المساء الذي سيضاف الى مساءاتنا المكدسة ، كما تتكدس ايام الاعياد حول مقاعد الكهول الذين يهملهم الموت دون هدف او غرض .هي اسمع .... بل اسمع انت ، لنركض فالركض ربما سيساعدنا .. نعم ولكن ... كف عن لغوك ولنركض ولو من اجل ان ندور حول انفسنا ؛ فلربما ساعدنا الركض ولو على الموت تعبا! وهل ركض سيغال من اجل ان يموت ؟ هو لم يفصح عن هذا .. ولكن لم لهث خلف الركض اذن؟ ربما كان يحاول ... يحاول ماذا؟ ربما كانت محاولة منه ... حسنا ، اقفل فمك ولنركض .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي
- ايران و استراتيجية بوش الجديدة
- ايران وحلم الضيعة العراقية
- مكافآت الصبيان
- لعبة حظ على طاولة الطعام
- حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا
- حصيلة العراق من النظام الجمهوري
- عبث في قطار آخر الليل
- عواصمنا العربية وبعبع الثقافة
- كفانا نمارس السياسة حربا
- غباء اليمين المزمن
- احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع
- اشكاليات الرواية العراقية
- فرائض ضلالاتي
- من قتل جلوريا بيتي ......؟
- استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي البدري - على حافة الراس