أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مكافآت الصبيان














المزيد.....

مكافآت الصبيان


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1793 - 2007 / 1 / 12 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنطلق ادارة وولكر بوش ، في تعاملها مع مستقبل الحالة العراقية من قناعة انها تسير في الطريق الصحيح لأنها تقوم على افتراض انها تتحالف مع الجانب الاكبر والاكثر تأثيراً في الوضع العراقي ، والناشئ عن تحالف شيعة واكراد العراق الذين يشكلون نسبة 80 % من عدد سكان العراق ، وان نسبة الـ 20 % المتبقية ـ أغلبهم من السنة ـ فعليهم اتباع رأي الأكثرية او الاذعان مرغمين لهذا الرأي او ملاقاة مصيرهم على أيدي القوات الامريكية او القوات الحكومية وميليشياتها ومخابرات الحرس الثوري الايراني . ومن أجل شد أزر قيادات نسبة الـ 80 % ومنحها جرعة منشطة في مواجهتها لحالة الفوضى والفلتان الامني الذي تواجهه في الشارع العراقي ، ورفع رصيدها بين ناخبيها واعادة الثقة بها ، فقد عمدت الادارة الامريكية الى منح هذه القيادات الهدية التي لطالما تطلعت اليها ، لأعادة الحياة اليها والى صلاتها بناخبيها ، تلك الصلات التي نخرتها حالة اللاانجاز وغياب الامن والخدمات ، الا وهي اعدام صدام ، الذي استخدمته القوات الامريكية كورقة ضغط على قيادات التحالفين طوال الاعوام الاربعة الماضية . ان عملية اعدام صدام بالشكل والتوقيت الدراميين اللذين حدث فيهما يعيدنا ،لا الى التشكيك في أهلية المحافظين الجدد وقيادة وولكر بوش لادارة اللعبة السياسية الدولية وحسب ، وانما الى التشكيك في سلامة عقولهم ايضا" . ان جرعة اعدام صدام المنشطة ، ان لم يسندها انجاز أمني واقتصادي واداري ، فانها لن تسعف حكومة المالكي في تخدير الشارع العراقي لاكثر من شهر واحد . ان مكافآت الصبيان هذه ، لن تسعف حكومة باهمال وتجبر حكومة المالكي التي تترك شعبها يعاني الامرين من حالة الفوضى التي تحيط بالمنطقة الحضراء لمئات الكيلومترات ، وحالة الموت المجاني لمجموع ابناء الشعب ولحرمانهم من ابسط مقومات ادامة بقائهم من لقمة العيش وانعدام فرص العمل ، الى جانب نقص الخدمات وحالة الفساد الاداري الذي يعشش في جميع دوائر و مؤسسات الدولة ، بما فيها البرلمان ومجلس الوزراء . ان صدام لم يكن يؤمن بغير السلطة دينا" له ليكون سنيا" او غيره ، ولم يكن بعثيا" ليكسر موته شوكة البعثيين ، صدام كان صداميا" حتى نخاع العظم وان 62 % ممن زينوا له صداميته ونصروها عليه وعلينا كانوا من بين شيعة العراق . ولذا فان موت صدام لم يكن ليسترعي انتباه احد من سنة العراق ـ بحساب ادارة حكومة المالكي واحزابها ـ لولا الطريقة الطائفية التي اختارتها هذه الاطراف لعملية اعدامه ، والتي غازلت من خلالها مشاعر عناصر احزاب وميليشيات هذه الحكومة التي اختارت الصبغة الطائفية لعملها دغدغة لمشاعر ناخبيها من ناحية ، ونزولا عند رغبة ، وتنفيذا" لأجندة من يقف وراءها من أطراف خارجية راهنت على اسفين الطائفية بين مسلمي العراق . لقد اختار السيد المالكي وباقي أطراف حكومته ان تكون عملية اعدام صدام ، وسيلة للكشف عن حقيقة توجههم وضحالة تفكيرهم وهزال وعيهم السياسي ، من خلال تحويل تنفيذ حكم اعدام صدام من وسيلة لتحقيق العدالة الى هدف انتقامي لتحقيق ثأر طائفي ، الامر الذي اثار مشاعر الاستنكار والشجب لدى المجتمع الدولي والعربي ، قبل البعثيين من سنة العراق ، الذين استثمروا الحادث حتى القطرة الاخيرة ، ليصنعوا من صدام شهيدا" وضحية .لقد كان توقيت وطريقة اعدام صدام المهرجانية ، صفقة سياسية رخيصة بين حكومة المالكي والادارة الامريكية ،لم تدلل سذاجة وصبيانية حياكتها على غير استهتار الجانبين بالاستحقاق الوطني الذي كان يجب ان يسود على كل ما عداه امام التحديات التي افرزتها حالة الاحتلال وما رافقها من عبث ببنية الشعب الهيكلية ووحدة نسيجه الاجتماعي وتعايش مكوناته . والان لابد من التوقف امام السؤال التالي : ماذا بعد اعدام صدام ، (انجاز) حكومة المالكي اليتيم والوحيد ؟ وبعبارة اخرى : ماذا تبقى للامريكان والمالكي بعد هذه الفضيحة ؟ وجواب هذا السؤال جاء على لسان المالكي نفسه من خلال اجابته على سؤال صحيفة (وول ستريت جورنال ) الامريكية ،عقب اعدام صدام ،والذي دار حول مدى رغبة المالكي في تجديد ولايته في الموسم الانتخابي القادم ،فرد بانه يود التخلي عن السلطة فورا" ، بل وحتى قبل ان يتم ربعها الاول ، وليس فقط عدم تجديد ولايته لوزارة جديدة !! ومثل هذا التصريح لايمثل تسليما من المالكي بفشل حكومته وعجزه عن ادارة العملية السياسية وحسب ، وانما هو اعلان رسمي بان هذه الحكومة ، بشخص رئيسها ، انما حققت هدفها الوحيد الذي لم تكن تطمح ، وليست مؤهلة ، لاداء ما هو اكثر منه ! وربما كان هذا هو وزن ادارة بوش عينها ، ان لم تكن هي المسؤولة عن دفع المالكي لارتكاب مثل هذه الحماقة ، من اجل التطويح باخر قوائم كرسي الوزارة من تحته ، لتساويه بذكر النحل الذي لايقوده التنفيس عن غلوائه الا الى الموت الاكيد !



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة حظ على طاولة الطعام
- حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا
- حصيلة العراق من النظام الجمهوري
- عبث في قطار آخر الليل
- عواصمنا العربية وبعبع الثقافة
- كفانا نمارس السياسة حربا
- غباء اليمين المزمن
- احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع
- اشكاليات الرواية العراقية
- فرائض ضلالاتي
- من قتل جلوريا بيتي ......؟
- استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية
- قراءة افتراضية في ذهنية صانع قرار مشروع الشرق الأوسط الجديد
- ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟
- هامش على سفر(جدارية النهرين
- الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العا ...


المزيد.....




- وزير الدفاع الإسرائيلي يأمر بإعداد -خطة- ضد إيران ووكلائها و ...
- ماجد الأنصاري يتحدث لـCNN حول توسط قطر بين إيران والولايات ا ...
- كيف تحوّلت مراكز توزيع المساعدات الإنسانية في غزة إلى -ساحات ...
- حفل زفاف بيزوس: من هو العريس؟ ومن هي العروس؟
- الحياة تعود إلى طهران، لكن سكانها يشعرون بصدمة عميقة
- حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. ...
- كيف تحمي طفلك من ضربة الشمس والإجهاد الحراري؟
- موجة عداء للمسلمين بعد فوز ممداني في انتخابات نيويورك التمهي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض للمرة الثانية طلب نتنياهو تأجيل محاكمته ...
- غزة توثق العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - مكافآت الصبيان