أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - يالچين كوچوك مفكر النظام التركي العميق في ثوب ماركسي ممزّق















المزيد.....

يالچين كوچوك مفكر النظام التركي العميق في ثوب ماركسي ممزّق


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 07:38
المحور: القضية الكردية
    


من يزعم “ترويض الكورد” لا يستحق سوى مزبلة الفكر والتاريخ. نتحدث عن يالجين كوجاك (Yalçın Küçük)، الكاتب المؤرخ التركي المعروف، الماركسي التوجه، والذي أشتهر بنقده اللاذع للسلطة التركية، وبآرائه المثيرة للجدل حول التاريخ العثماني، واليهودية، والعلاقات الكوردية–التركية.
يالچين كوچوك (Yalçın Küçük) شخصية إشكالية في الفكر والسياسة التركية، وقد شكّل موقفه من القضية الكوردية واحدة من أكثر جوانب تاريخه الفكري والسياسي تناقضًا وخبثًا.
لم يكن صديقًا للكورد، بل كان خصمًا فكريًا وعدوًا سياسيًا مقنّعًا، سعى كغيره من خبثاء الدولة العميقة التركية، إلى احتوائهم وتفريغ قضيتهم القومية من مضمونها، تحت غطاء "الاشتراكية"، و"الوحدة الوطنية"، و"الكمالية الجديدة" سابقا كان صديق مقرب للقائد عبد الله أوجلان وPKK، لكنه معارض صريح لأي مشروع استقلالي كردي، ويرى أن دور الكورد هو النضال من أجل ديمقراطية تركية شاملة وليس دولة كردية مستقلة، أو حتى فيدرالية.
في الفيديو القديم، والذي أعيد تداوله ثانية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر يالچين كوچوك، وهو يكرر ذات الخطاب المسموم الذي لطالما ميّز كتاباته ومواقفه من القضية الكوردية، وقد بدا في ذلك المقطع القصير، أكثر تجرّدًا من أي قناع فكري أو أخلاقي، حين أعلن بلا مواربة أن "عدوّه هو البرزاني"، واصفًا إياه بـ "إسرائيل"، زاعمًا أن "الدولة الكوردية في الموصل ستكون صهيونية". هذا ليس زلًّا لفظيًا ولا تحليلًا سطحيًا، بل موقف راسخ لمؤرخٍ لم يكن يومًا صديقًا للكورد، بل خصمًا متخفّيًا بثياب المنظّر الاشتراكي.
وهنا لا بد من التذكير، لذلك المؤرخ المتناقض، الذي جمع بين العثمانية الإسلاموية والشعارات الاشتراكية، ولأمثاله ممن يستخدمون "إسرائيل" كمصطلح شيطاني لتشويه صورة القادة الكورد أو الطعن في مطالبهم القومية، بأن إسرائيل كدولة ليست جريمة كما يروّج بعض دعاة العداء المجاني، بل هي حق قومي مثبت في النصوص السماوية الثلاث، وحق أممي مشروع، تمامًا كما هو الحال بالنسبة للشعب الكوردي ولكل شعب مضطهد يطالب بدولته واستعادة كرامته التاريخية.
ما قاله في الفيديو ليس مفاجئًا لمن قرأ كتاباته، خاصة تلك التي نشرها في التسعينات وأوائل الألفية، والتي ادّعى فيها أنه أجرى تغييرات جذرية على الوعي القومي الكوردي في شمال كوردستان، كوردستان تركيا، وجعلهم أقرب إلى الكمالية والتتريك، وذهب أبعد من ذلك حين نسب إلى نفسه الفضل في "ترويض أوجلان"، وتحويله إلى ما أسماه "كماليًا تركيًا"، داعيًا إلى إبقاء الكورد داخل تركيا، كأنهم مشروع يجب احتواؤه لا شعبًا يجب احترام إرادته.
وفي تلميحاته السامة، يهاجم (ليلى زانا) وكل من يفتخر بالقيادات الكوردية الحقيقية، ويصورهم على أنهم خونة أو مغرّر بهم، وهي ليست تقزيمًا لتلك الرموز فقط، بل طعن مباشر في وجدان الأمة الكوردية برمّتها، أنه بهجومه الدوني، لا يخوض معركة فكر، بل ينفذ عملية اغتيال معنوي لشعب بأكمله، عبر الطعن برموزه، وتسفيه مشروعه، وتحريض الشعوب الأخرى عليه، في تسويق مدروس لأفكار الدولة التركية حول "الخطر الكوردي".
هذا الرجل كتب في أكثر من موضع، أبرزها في سلسلة Tezler Üzerine (حول الأطروحات) أن الحركة الكوردية تمثل تهديدًا لوحدة تركيا، وأنه يجب "تصحيح وعي الكورد" عبر تطويعهم فكريًا، وها هو اليوم في هذا الفيديو، يكرّر ذات الموقف، لكن بطريقة أشد تحريضًا، إذ لا يكتفي بنقد الزعامات الكوردية، بل يرتكب فعليًا جريمة خطاب، يشيطن، ويخوّن، ويزرع الكراهية، ويقدّم نفسه كمهندس تحوّل ذهني لشعبٍ بأكمله، دون أن يخفي تعاليه، ولا عنصريته المقنّعة.
ادّعاؤه بأن "العمل العدواني الذي يطاله مصدره البرزاني"، ليس سوى محاولة رخيصة لصناعة عدو إعلامي يعلّق عليه عجزه وتناقضاته، والحقيقة أن السيد مسعود برزاني لم ينشغل يومًا بمثله، ولا يستحق كوچوك أن يكون حتى على هامش مشروع سياسي كبير بحجم كوردستان، أما ترداده لعبارة أن "أوجلان أصبح كماليًا"، فهي تلاعب سياسي مفضوح، يراد منه تشويه صورة أوجلان في نظر الكورد، وتصويره كأداة تركية، كما يراد منها أيضًا طمأنة المؤسسة التركية بأن "التهديد" تمت السيطرة عليه، بفضل "جهوده الفكرية"، حسب زعمه.
إنه يلعب لعبة قذرة، يهاجم القائدين، مسعود البرزاني والمرحوم جلال الطالباني ليشكك في رمزية الحركة القومية الكوردية، ويطعن في أوجلان ليقنع جمهوره بأنه بات أداة بيد الأتراك، وهكذا لا يترك للكورد سوى خيارين، إما أن يكونوا "مشروع انفصال صهيوني"، أو "عملاء تم ترويضهم" وهذا بالضبط هو جوهر العقيدة التركية الفاشية، منذ تأسيس الجمهورية حتى اليوم.
غير أن الحقيقة التي يحاول أمثال كوچوك طمسها، أن كوردستان لن "تنفصل"، بل ستتحرر، كما تحررت إسرائيل، الدولة الصهيونية، استعادت كيانها القومي، فإن كوردستان هي الأخرى حقٌ أصيلٌ لشعبها، ونداءُ الحرية فيها ليس انفصالًا، بل تحقّقٌ للعدالة التاريخية. فالدولة الكوردية ليست خطرًا، بل وعدٌ مؤجل لحقيقة ماضية سُرقت، وحاضرٍ يُراد له النسيان، ومستقبلٍ سيولد، رغم أنف منكرٍ أو محتل.
كوچوك الذي ينفي انتماءه إلى الدولة، هو في الحقيقة من أكثر من خدم سرديتها حول الكورد، ينتقد الحكومات التركية، لم ينتقد يومًا الجوهر العنصري للكمالية، بل تبنّاه، ووزّعه مغلفًا بلغة الثورة.
كوچوك الذي يدّعي تمثيل اليسار، سكت عن المجازر في آمد، وسروج، وجزير، وسينوب، وساهم نظريًا في تعرية المشروع الكوردي أمام الرأي العام التركي.
إنه ليس مؤرخًا، بل بوق من النخبة الكمالية التي تخاف من الحقيقة، وتخشى أن تنهض الأمم التي ظلموها يومًا ما، هو لا يكتب، بل يسلّح الكلمات ضد شعب، ولا ينظّر، بل يحشد الحقد في ثياب الجدل.
الفيديو الأخير لا يعكس انزلاقًا طارئًا، بل خلاصة مسيرة كاملة من التورّط في التحريض، والخبث، والتشويه المتعمد، إن يالچين كوچوك لم يتغير، بل فقط بات أكثر وقاحة، بعدما باتت الدولة نفسها تتحدث بلغته.
فمن ينكر الوجود القومي للكورد، ثم يدّعي بأنه ساعدهم، هو ليس إلا استعمارًا فكريًا متقن التمثيل، ومن يدّعي أنه حمى كورد تركيا من أنفسهم، هو في الحقيقة يرى فيهم شعبًا ناقصًا، لا يحق له أن يختار، ولا أن يتمثّل رموزه.
إن من يسمّي البرزاني إسرائيل، ويجعل من أوجلان دمية، ويرى نفسه أبًا وراعيًا لكورد شمال كوردستان، ليس مفكرًا، بل مستعمر ثقافي بعقلية جنرال عثماني يبحث عن صدى داخل الخنادق.
وما لم يُقل في الفيديو قاله سابقًا في كتبه، وما لم يكتبه صرّح به الآن، والرسالة واحدة، لا كورد، لا رموز، لا كرامة قومية، بل خضوع لتركيا وكفى.
البرزاني لا يحتاج إلى الدفاع أمام تافه مثله، وأوجلان لا يُحدّده مخبر فكري، والكورد، في كل بقعة من كوردستان، سيبقون أصل الأرض.
أما كوچوك، فسيظل مجرّد ظلّ متعفن، في هوامش التاريخ.

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
1/7/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سطوة التاريخ وازدواج الهيمنة في قلب الشرق
- منابر العار تهاجم مظلوم عبدي، حين يرتجف الحقد أمام الشرف
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- تضخيم قصف إيران يكشف صراع الاستراتيجيات بين ترامب والدولة ال ...
- تضخيم قصف إيران يكشف صراع الاستراتيجيات بين ترامب والدولة ال ...
- تضخيم قصف إيران صراع الاستراتيجيات بين ترامب والدولة العميقة ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- بين خناجر البعث وأوتار الأمل ملحمة التآلف السوري الذي لن يُد ...
- أمريكا تُنعش سردية العداء مع النظام الإيراني تمهيدًا لمواجهة ...
- إسرائيل وغايتيها في قصف إيران إزالة النظام وتثبيت الذات في خ ...
- ميزان الخسارة إسرائيل كدولة وإيران كسلطة
- حكومة الجولاني من برلمان بلحى إلى مقبرة مشروع الدولة
- هل بدأت نهاية إيران في ظل الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة؟
- الشراكة اللامركزية السياسية هي الطريق لإنقاذ سوريا
- هل يستفيد الشعب الكوردي من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط؟
- الفرق بين اللامركزية السياسية والإدارية من تفويض الوظيفة إلى ...
- رابطة الكتّاب السوريين أمام امتحان العدالة، الكورد ليسوا خصو ...
- سياسات الأنظمة السورية البائدة تجاه الكورد من القرارات التشر ...


المزيد.....




- أبو عبيدة: المقاومة تستنزف الاحتلال وتعرض صفقة شاملة.. ونتني ...
- ألمانيا تعيد فتح ملفات طالبي اللجوء من غزة بعد تجميد طويل
- حرمان ملايين اللاجئين من مساعدات الغذاء والدواء والسكن والتع ...
- ترامب، مطاردة المهاجرين
- العفو الدولية تنتقد دعم الاتحاد الأوروبي لـ-إسرائيل- ورفضه ت ...
- نحن نموت ببطء.. شهادات من غزة بشأن تفاقم المجاعة
- منظمات المساعدة: الآعانة المالية لطالبي اللجوء لا تكفي
- وسط تقارير عن -إعدامات ميدانية- و-قتل تعسفي- في السويداء.. ا ...
- حملة اعتقالات واقتحامات إسرائيلية بأنحاء الضفة الغربية
- بأمر من المحكمة الجنائية الدولية... ألمانيا تعتقل ليبيا متهم ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - يالچين كوچوك مفكر النظام التركي العميق في ثوب ماركسي ممزّق