أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ميزان الخسارة إسرائيل كدولة وإيران كسلطة














المزيد.....

ميزان الخسارة إسرائيل كدولة وإيران كسلطة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8376 - 2025 / 6 / 17 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تدرك إسرائيل، ومعها مراكز القرار في الغرب، من الولايات المتحدة إلى روسيا، أن خسارة إسرائيل في أي حربٍ شاملة تعني، ربما، زوالها الكامل، لا بوصفها مجرد دولة، بل ككيان جغرافي وكتجمّع يهودي عالمي في إسرائيل، فوجودها في قلب جغرافيا عدائية، وتكوينها كدولة عريقة في التاريخ، مثبتة في نصوص الأديان السماوية الثلاث، وتعرض لدى بعض قوى العالم الإسلامي على أنها طارئة فوق صفيح ديني وسياسي مشتعل، يجعل أي هزيمة كارثة وجودية.
أما خسارة إيران، فليست سوى نهاية لنظام الحكم الثيوقراطي، وسقوط لسلطة "الملالي" التي نقلت العاصمة السياسية من طهران إلى قم، منذ انتصار الثورة الإسلامية، ولهذا، فإن سقوط إيران لا يعني زوال البلاد، بل يعني تفتت إيران إلى دول قومية، مدنية، مركزها ليس فقط طهران، بل عدة مدن أخرى، وبالتالي ضمور مرجعية قُم.
ومن هذا الفارق الجوهري، يُبنى الموقف الغربي، فالدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لن تسمح مطلقًا بانهيار إسرائيل، وإذا ما اقتربت خسائرها من الخط الأحمر، فإن أمريكا ستتدخل بكل قوتها، سياسيًا، عسكريًا، وربما بقواتها مباشرة عبر الأسطولين الخامس والسادس، لحسم المعركة وضمان بقاء إسرائيل كخط دفاع أول في الشرق الأوسط.
لهذا السبب، ورغم التصعيد المتبادل، فإن إيران، على الأرجح، لن تُقدم على تدمير واسع للمدن الإسرائيلية، حتى لو امتلكت القدرة، رغم ما تتبين حتى الأن بأنها لا تملك تلك القوة العسكرية التي كانت تتباهى بها طوال العقد الماضي، فهي تدرك أن أي تجاوز كبير سيستفز تدخلاً أمريكيًا حاسمًا، قد لا يبقي من النظام الإيراني سوى رماده.
ومع ذلك، تحاول إيران الحفاظ على هيبة السلطة أمام الداخل، وتُبقي على لغة المواجهة العقائدية مع إسرائيل، كموروث من فتاوى الخميني، ومن أجل تثبيت شرعيتها الثورية أمام قواعدها الشعبية.
لكن بين الرهبة من الرد الأمريكي، والرغبة في الظهور بمظهر السلطة "المقاومة"، تتخبط طهران بين وهم العقيدة وحدود الواقع الجيوسياسي، وهي تعلم أن فتوى "إزالة إسرائيل" لم تعد سيفًا مرفوعًا بقدر ما أصبحت عبئًا تاريخيًا يُدار بذكاء تكتيكي.
وبالتالي فمخطط إعادة تركيب البنية الجيوبوليتيكية للشرق الأوسط لم يعد مجرد سيناريو محتمل، بل مسار جارٍ بحذر وتصميم، تُدركه جميع القوى الفاعلة في المنطقة، وفي مقدمتها أئمة ولاية الفقيه في طهران، أردوغان في أنقرة، الجولاني كأداة تكفيرية والمصر على السلطة المركزية، وأحزاب الشيعة المهيمنة على مفاصل الحكم في بغداد.
هذه القوى، رغم اختلافاتها الظاهرية، تُدرك أن الخريطة السياسية القديمة تتآكل، وأن حدود النفوذ، والهوية، وحتى السيادة، باتت عرضة للمراجعة والاقتلاع، لذا، فإن كل تحركاتهم اليوم هي محاولة لعرقلة هذا التحول، أو تأخيره، أو التفاوض على شروط المشاركة فيه، لكن لا أحد منهم قادر على إيقافه.
أما الشرارة الحقيقية التي هزّت قواعد اللعبة، فكانت في السابع من أكتوبر، ذلك اليوم الذي بدا وكأنه "زلزال استراتيجي" أعاد ترتيب أولويات القوى الكبرى، وفضح هشاشة البُنى الداخلية لأنظمة كثيرة، وعلى رأسها النظام السوري، الذي لم يكن أمامه سوى الهروب، سياسيًا وربما جغرافيًا، في محاولة يائسة للبقاء ضمن المشهد.
سقوط أول قطعة من قطع الدومينو قد حدث، والأخرى قيد الاهتزاز.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
15/5/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الجولاني من برلمان بلحى إلى مقبرة مشروع الدولة
- هل بدأت نهاية إيران في ظل الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة؟
- الشراكة اللامركزية السياسية هي الطريق لإنقاذ سوريا
- هل يستفيد الشعب الكوردي من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط؟
- الفرق بين اللامركزية السياسية والإدارية من تفويض الوظيفة إلى ...
- رابطة الكتّاب السوريين أمام امتحان العدالة، الكورد ليسوا خصو ...
- سياسات الأنظمة السورية البائدة تجاه الكورد من القرارات التشر ...
- الفيدرالية ليست منّة، بل خلاص لوطن أُبتلي بالاستبداد العربي ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- سوريا تحت خوذة المتطرفين، الجيش الذي لم يعد وطنيًا
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- الرهان على الحراك الكوردي بين النقد الحصيف والدعم الثابت
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- نداء مفتوح إلى سعادة السفير الأمريكي في أنقرة،
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- النظام السوري الانتقالي بين الوصاية التركية وسقوط الأقنعة
- الفيدرالية أو إعادة إنتاج الظلم


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ميزان الخسارة إسرائيل كدولة وإيران كسلطة