أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - نداء مفتوح إلى سعادة السفير الأمريكي في أنقرة،














المزيد.....

نداء مفتوح إلى سعادة السفير الأمريكي في أنقرة،


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8357 - 2025 / 5 / 29 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والمبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا، بشأن العدالة الغائبة وحق الشعب الكوردي المغيّب
(نص منشور السفارة مرفق في نهاية الرد)
سعادة السفير توم باراك المحترم
مع كامل الاحترام والتقدير، إن بيانكم الأخير، الذي قُدِّم بوصفه تعبيرًا عن نوايا طيبة تجاه المنطقة، يُعيد إحياء المنطق ذاته الذي تأسس عليه اتفاق سايكس-بيكو، وإنْ بصيغة دبلوماسية أكثر نعومة. فالدعوة إلى "حلول إقليمية"، كما وردت في خطابكم، لا تمثّل في جوهرها سوى إعادة إنتاج لأساليب الفرض الخارجي، تمت إعادة صياغتها لتتلاءم مع مفردات الجغرافيا السياسية المعاصرة. ولعل كان من الأجدر الإشارة بوضوح إلى أن الاتفاق المذكور لم "يُقسّم سوريا والمنطقة الأوسع"، بل قسّم كوردستان والمنطقة بأسرها، بينما كانت سوريا، في صورتها الحديثة، دولة مصطنعة وُلدت على حساب جزء من الجغرافيا الكوردية، وتم توسيع حدودها اصطناعيًا. إلا إذا كان المقصود بـ "المنطقة الأوسع" هو كامل جغرافية كوردستان، وبـ "سوريا" تلك التي كانت تشمل لبنان وأجزاء من فلسطين تحت الهيكل الانتدابي. كما كان من الأولى أن يقال إن مأساة الشرق الأوسط وُلدت من تقسيم غير عادل، خصوصًا تقسيم كوردستان بين أربع دول تشكّلت على أنقاضها، لا أن يُقال إن (مأساة سوريا وُلدت من الانقسام) بما يحمل من اختزال مخلّ لطبيعة المأساة التاريخية الأوسع.
ورغم المظهر الرصين لهذا الطرح، إلا أنه يشكّل طعنة جديدة لضمير الإنسانية، بل هو، في جوهره، تكريس للظلم التاريخي الذي لحق بالشعب الكوردي، ذلك الشعب الذي كان، وما زال، الأكثر تضررًا من خيانة سايكس-بيكو، والمستبعَد الأكبر من موائد الدول. فالكورد ليسوا هامشًا في خريطة الشرق الأوسط، بل أمّة ذات أرض واضحة المعالم، وعدد سكان يضاهي، بل ويفوق، شعوبًا مُنحت دولًا بقرارات استعمارية.
لقد مضى قرن من الزمن، وما زالت المشاهد تتكرر، تُرسم خرائط المصير الإقليمي دون إشراك الشعوب الأكثر تهميشًا. ومن المؤلم أن نُقِرّ بأن الإنسانية لم تتجاوز بعد أمراضها القديمة، ولا تزال المصالح تطغى على المبادئ، كما فعلت بريطانيا وفرنسا حين قسّمتا المنطقة وتجاهلتا حق الكورد في تقرير مصيرهم.
بيانكم، وإن اتّسم بنبرة دبلوماسية، تجاهل الكورد تمامًا. وهذا التجاهل لا يُمكن اعتباره سهوًا، بل هو موقف سياسي متعمَّد. فالشعب الكوردي لا يطلب امتيازات، بل يطالب بحق أساسي نصّت عليه مبادئ الرئيس الأمريكي (وودرو ويلسون) في نقاطه الأربع عشرة، حق الشعوب في تقرير مصيرها. وبالتالي، حين يُعاد تقديم النظام القائم وكأنه انطلاقة جديدة، فأنتم في الواقع تُكرّسون الظلم القديم بلغة توافقية جديدة.
إن كانت رؤيتكم للسلام لا تتضمّن العدالة للكورد، فهي ليست سلامًا، بل صمتًا مغلفًا بعبارات براقة. تتحدثون عن الكرامة والوحدة، دون أن تمنحوا الشعب الكوردي شيئًا من هذا أو ذاك، تدينون الحدود المصطنعة، لكنكم تُعيدون شرعنتها بتجاهلكم للأمة التي دفعت أغلى الأثمان نتيجة تلك الحدود.
والأشد إثارة للاستغراب والقلق، أن خطابكم منح، وبصورة غير مباشرة، شرعية لقوى لا تزال تحمل إرث الإرهاب لتقود سوريا ما بعد الأسد، بينما يُقصى الكورد، الذين قاتلوا إلى جانب التحالف الدولي وقدّموا آلاف الشهداء في مواجهة داعش، من المشهد تمامًا، بلا ذكر ولا اعتراف.
فكيف يُمكن أن تُمنح مفاتيح سوريا الجديدة لأطراف ساهمت في فوضاها، ويُقصى أولئك الذين شكّلوا ركيزة الشراكة الحقيقية في الحرب على الإرهاب؟
من هنا، نطرح السؤال بوضوح، هل سيكون هذا القرن قرنًا للعدالة، أم مجرد نسخة أكثر أناقة من المحو التاريخي؟
الشراكة الحقيقية لا تبدأ بالإنكار، والكرامة لا تُبنى على قواعد الإقصاء.
مع التقدير
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
26/5/2025م


تصريح
السفير توم باراك
USAMB Turkiye
منشور على منصة إكس،



Ambassador Tom Barrack


@USAMBTurkiye

(قبل قرن من الزمن، فرض الغرب الخرائط، والانتدابات، والحدود المرسومة بقلم رصاص، والحكم الأجنبي. اتفاق سايكس-بيكو قسّم سوريا والمنطقة الأوسع لتحقيق مكاسب إمبريالية—not peace—وليس من أجل السلام. هذا الخطأ كلّف أجيالاً، ولن نكرره مجددًا.
لقد انتهى عهد التدخل الغربي. المستقبل بات ملكًا للحلول الإقليمية، وللشراكات، ولديبلوماسية مبنية على الاحترام. كما شدّد الرئيس ترامب في خطابه يوم 13 مايو في الرياض:
"ولّت الأيام التي كان فيها المتدخلون الغربيون يطيرون إلى الشرق الأوسط لإلقاء المحاضرات حول كيفية العيش، وكيفية إدارة شؤونكم."
مأساة سوريا وُلدت من الانقسام، أما نهضتها فيجب أن تأتي من الكرامة، والوحدة، والاستثمار في شعبها. وهذا يبدأ بالحقيقة، والمحاسبة، والعمل مع المنطقة—not around it—وليس من حولها.
نحن نقف إلى جانب تركيا، ودول الخليج، وأوروبا—وهذه المرة ليس بجنود ومحاضرات، أو حدود وهمية، بل كتفًا إلى كتف مع الشعب السوري نفسه. مع سقوط نظام الأسد، بات الباب مفتوحًا للسلام—ومن خلال رفع العقوبات، نُتيح للشعب السوري أخيرًا فتح ذلك الباب واكتشاف طريق نحو الازدهار والأمن من جديد.)
السفير توم باراك
USAMB Turkiye
25/5/2025



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- النظام السوري الانتقالي بين الوصاية التركية وسقوط الأقنعة
- الفيدرالية أو إعادة إنتاج الظلم
- حين تصبح الحقيقة جريمة
- تحوّل عالمي في التعامل مع القضية الكوردية
- قراءة في العداء للكورد في زمن الانهيار الأخلاقي
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- أسعد الشيباني من فقه الإرهاب إلى فقه العنصرية باسم سوريا
- الذكاء الاصطناعي جناح الأدب ومطرقة المتخلفين عن الحضارة
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- دماء هفرين خلف تُهان من جديد عندما يُكافأ الجلاد باسم التغيي ...
- استقلال غربي كوردستان خيار استراتيجي في مواجهة الاستبداد الت ...
- من أنياب الأسد إلى مخالب داعش سوريا تُسْلَب من جديد
- أنا الكوردي وهذا وسامي
- ترامب يحرق العالم في مئة يوم الدولة العميقة العصرية تبتلع ال ...
- المؤتمر الوطني الكوردي أسقط القناع عن الحكومة السورية الانتق ...
- سوريا بين صراخ العنصرية ومسيرة الحرية
- الكورد والوطنية الحقيقية والفرصة التي توشك أن تضيع
- كلمة شكر وتهنئة بمناسبة انعقاد والإنجاز التاريخي الناجح للكو ...
- حين يصبح الإرهاب شريكًا سياسيًا نداء إلى الحراك الكوردي


المزيد.....




- كاتبة سورية درزية لـCNN عن إسرائيل: إذا أردتم حماية الدروز أ ...
- -فساد ينخر في جسد بلدي-.. رغد صدام حسين تعلق على احتراق المر ...
- سلطنة عُمان: القبض على إيرانيين والشرطة تكشف ما فعلاه
- بحضور ماكرون.. السلوفيني تادي بوغتشار ينتزع الصدارة في -تور ...
- ترامب يصدر أوامر بنشر وثائق قضية إبستين بعد ضغط شعبي متزايد ...
- غزة: عائلات تشيّع قتلاها وأخرى تواصل البحث عن مفقوديها تحت ا ...
- هجمات إسرائيل على سوريا: مآرب معلنة وأخرى خفية!
- محللون: رسائل أبو عبيدة بعد 4 أشهر من استئناف الحرب موجهة لك ...
- ترامب والرسائل الخاطئة لأفريقيا
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: رصدنا إطلاق صاروخ من اليمن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - نداء مفتوح إلى سعادة السفير الأمريكي في أنقرة،