أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - إسرائيل وغايتيها في قصف إيران إزالة النظام وتثبيت الذات في خريطة متغيرة














المزيد.....

إسرائيل وغايتيها في قصف إيران إزالة النظام وتثبيت الذات في خريطة متغيرة


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8377 - 2025 / 6 / 18 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن القصف الإسرائيلي لإيران حدثًا عابرًا أو ردة فعل آنية، بل خطوة محسوبة ضمن استراتيجية بعيدة المدى تسعى إلى تحقيق هدفين رئيسيين، أولهما استراتيجي وجودي، يتمثل في إزالة النظام الإيراني ذاته، حمايةً لكيان إسرائيل من الخطر العقائدي المتجذر في بنية "نظام ولاية الفقيه" والتي تعمل على اجتثاث دولة إسرائيل بناء على الفتوى التي أطلقها الخميني في السنة الأولى من حكم الملالي. وثانيهما تكتيكي مرحلي، يُعنى بإضعاف البنية العسكرية النووية والصاروخية لطهران، تمهيدًا لإعادة رسم خريطة القوة في الشرق الأوسط.
فالصراع بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية لم يكن يومًا خلافًا سياسيًا تقليديًا، بل صراعًا عقائديًا مبدئيًا، تصر فيه طهران، من على منابر قم، أن وجود إسرائيل بذاته غير مشروع.
لذلك لم تكن المسألة مقتصرة على المفاعل النووي الإيراني أو الصواريخ الباليستية، بل تتجاوزها إلى مجمل المشروع الإيراني في المنطقة، بما فيه من أذرع وأدوات، من حزب الله في لبنان، إلى الحشد الشعبي في العراق، والحوثيين في اليمن، وصولًا إلى الفصائل الفلسطينية المرتبطة بالمحور.
ومع أن أي هدنة محتملة قد تُطرح في الأفق، فإنها لن تكون إلا مؤقتة وسطحية، لأن الجيوبوليتيكا الحاكمة لإيران وتركيا وسوريا والعراق، بحسب الرؤية الإسرائيلية-الأمريكية، تحتاج إلى تفكيك وإعادة بناء، فاستمرار النظم السياسية القائمة يعني، بالنسبة لإسرائيل، بقاء التهديد قائمًا ولو بصيغ متحوّلة.
من هنا، لا تُخفي الولايات المتحدة، حتى في حال عودتها إلى طاولة المفاوضات، نواياها في فرض شروط إضافية، تتجاوز الملف النووي إلى إلزام طهران بوقف الدعم عن أذرعها في المنطقة، كمقدمة لتجريدها من قدرتها على تهديد أمن إسرائيل أو العبث بتوازنات الدول المجاورة.
والعداء الأمريكي لطهران ليس وليد اللحظة، بل ممتد منذ أزمة احتجاز الرهائن في السفارة الأمريكية بطهران خلال عهد جيمي كارتر، والعمليات الدموية التي طالت الجنود الأمريكيين في لبنان، فضلًا عن الضغط المستمر الذي يمارسه اللوبي الإيراني المعارض في واشنطن، والذي لا يقل تأثيرًا عن اللوبي الإسرائيلي في تشكيل المواقف داخل الدوائر السياسية الأمريكية.
لذلك، فإن أي عودة محتملة للمفاوضات، سواء كانت بوساطة دولية أو عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لن تكون عودة على بياض، بل مشروطة بتغيير جوهري في سلوك إيران الإقليمي، وتجريدها من أدواتها العسكرية التي تهدد إسرائيل وحلفاءها.
هنا تتقاطع أهداف إسرائيل مع أجندة أمريكية أشمل، إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، على أسس جديدة تتضمن تفكيك النفوذ الإيراني وتحييد التمدد التركي لاحقًا، وهو ما يُفسر تحرك أنقرة المبكر لخلق هدنة استباقية، قبل أن تسقط إيران كدرع أول، وتُترك تركيا في مواجهة العاصفة المقبلة، وهي التي تخشى أن يأتيها الدور بعد انهيار الجدار الإيراني.
لم تعد الجغرافيا وحدها قادرة على حماية الدول، ولا العقائد قادرة على تبرير العدوان، فما يُرسم الآن في ظلال الصواريخ والمفاوضات، هو شرق أوسط جديد يولد من رماد الأوهام القديمة، أوهام "الممانعة" التي تحولت إلى غطاء لهيمنة مذهبية، وأوهام "التحالفات المقدسة" التي بُنيت على فُتات القهر الطائفي والعسكرتاريا الدينية.

لقد أدركت إسرائيل، ومعها مراكز القرار في الغرب، أن زمن الصمت انتهى، وأن استمرار طهران كقوة عقائدية عسكرية لا يهدد فقط حدود دولة، بل يهدد بنية العالم السياسي الحديث، الذي لم يعد يحتمل طغيان المعتقد على منطق الدولة، ولا ازدواجية السلاح تحت راية الدين.
إن انهيار المشروع الإيراني، بصيغته العقائدية والعسكرية، ليس نهاية معركة بقدر ما هو نهاية مرحلة، يُطوى فيها تاريخٌ من الادّعاء الإيديولوجي، والتوسع تحت شعارات زائفة، ويُعاد فيها الاعتبار إلى قيم الدولة العقلانية، لا الدولة الرسالية- الدينية، وإلى توازن القوة الحقيقي، لا توازن الخطاب.
هكذا يتضح أن ما يجري اليوم ليس صراع دول، بل صراع تصوّرات، بين ماضٍ يجرّ ذاته كجثة ثقيلة، ومستقبل يحاول الفكاك من العفن.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
15/5/2025م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميزان الخسارة إسرائيل كدولة وإيران كسلطة
- حكومة الجولاني من برلمان بلحى إلى مقبرة مشروع الدولة
- هل بدأت نهاية إيران في ظل الاستراتيجية الإسرائيلية الجديدة؟
- الشراكة اللامركزية السياسية هي الطريق لإنقاذ سوريا
- هل يستفيد الشعب الكوردي من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط؟
- الفرق بين اللامركزية السياسية والإدارية من تفويض الوظيفة إلى ...
- رابطة الكتّاب السوريين أمام امتحان العدالة، الكورد ليسوا خصو ...
- سياسات الأنظمة السورية البائدة تجاه الكورد من القرارات التشر ...
- الفيدرالية ليست منّة، بل خلاص لوطن أُبتلي بالاستبداد العربي ...
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- سوريا تحت خوذة المتطرفين، الجيش الذي لم يعد وطنيًا
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- إعادة التوازن الديمغرافي في غربي كوردستان ضرورة تاريخية وعدا ...
- الرهان على الحراك الكوردي بين النقد الحصيف والدعم الثابت
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- نداء مفتوح إلى سعادة السفير الأمريكي في أنقرة،
- لو أصاب القناص ترامب هل كانت أمريكا ستغزو العالم بالذكاء وال ...
- النظام السوري الانتقالي بين الوصاية التركية وسقوط الأقنعة


المزيد.....




- ترامب يعلن دعمه لحلف -الناتو- وهذا ما قاله عن بوتين بعد مهلة ...
- -موسكو لا تبالي-.. ميدفيديف يرد على تهديدات ترامب لروسيا بشأ ...
- مشهد -نادر-.. عدسة مصور في السعودية توثق عائلة من حيوانات ال ...
- بعد دخول القوات الحكومية إلى السويداء.. وزير الدفاع السوري ي ...
- الجيش الإسرائيلي يأمر سكان غزة وجباليا بإخلاء عاجل، وحماس تت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في غزة.. ويعترض مسيّرة أطل ...
- سلسلة غارات استهدفت البقاع في لبنان.. والجيش الإسرائيلي: قصف ...
- 35 مسلحًا من حماس اقتحموا قاعدة -موف داروم- في 7 أكتوبر.. تق ...
- في يوم تكريم 66 من حاملى راية الكد والمجهود.. عمال مصر يرفضو ...
- بوتين -أخطأ- في رهانه على ترامب.. ومصر تعزز وجودها العسكري ف ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - إسرائيل وغايتيها في قصف إيران إزالة النظام وتثبيت الذات في خريطة متغيرة