أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - أمريكا لا تفاوض الضعفاء














المزيد.....

أمريكا لا تفاوض الضعفاء


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8394 - 2025 / 7 / 5 - 04:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ليس أمريكا وحدها , وانما العالم باسره لا يحترم الضعفاء. الحكومات ليست وكالات خيرية تشبع الجائع و تكسي العريان وتحمي الضعيف من القوي . قادة الدول سواء كانوا منتخبين مباشرة من شعوبهم او جاءوا على ظهر دبابة او بالسيف والاقتدار ينظرون الى مصالحهم أولا وأخيرا , وفي حالة الخلافات الدولية ينظر الرؤساء الواحد الاخر الى حجم قدرته العسكرية والمالية والدعم الداخلي و الخارجي . فكلما كانت القدرات العسكرية لدولة معينة كبيرة , كلما تردد الخصم من فرض ارادته عليها . وكلما كانت قدرة البلد المالية كبيرة , كلما تردد الخصم من ازعاجها . وهكذا يقارن كل قائد دولة ثقله مع ثقل خصمه , وفي حالة التوازن يتجه الاثنين الى المفاوضات . وعندما لا يوجد توازن في الثقل , فان القوي من يفرض ارادته على الضعيف.
هذا هو التاريخ البشري . لم تقع حرب بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الامريكية حول كوبا , لان كان هناك توازن في القوى العسكرية . وفي حالة عدم توازن القوى , لابد لاحد الأطراف الخضوع الى أراد الطرف الاخر. صدام حسين تنازل عن نصف شط العرب الى شاه ايران لأنه كان يعرف ان قواته ليست لها القدرة على هزيمة قوات ايران آنذاك. تركيا دخلت العراق بعمق 70 كيلو متر حسب ما يقولون بدون معارضة قوية من العراق , حيث ان العراق ليس له القوة الكافية لإرغام القوات التركية ترك العراق. الجزائر والمغرب لم يدخلوا حربا جديدة حول صحراء الغربية لان هناك توازن في القوى , وكذلك لم تدخل الهند في حرب طويلة مع باكستان بسبب العملية الإرهابية الأخيرة في كشمير , لان الدولتين متساويتان تقريبا بالقوة العسكرية , خاصة النووية. وامريكا سوف لن تحارب ايران على الأرض , لان أمريكا تعرف جيدا ان خسائرها في المنطقة سوف تكون اكبر من الانتصار العسكري عليها.
اذن, في هذا العصر يجب على كل دولة البحث عن شيء يعينها بالوقوف بوجه خصمها.
أمريكا والغرب يدعمان وعلى المكشوف الكيان الصهيوني بكل أنواع المساعدات , لانهم يعرفان ان دول الشرق الأوسط متفرقه , وان زعل او انتقاد دولة في المنطقة عن تغاضي أمريكا واوروبا عن المجازر اليومية ضد الشعب الفلسطيني على يد القوات الصهيونية لا تأثير له .وان الاقتصاد الأمريكي او الأوروبي سوف لن يتخربا اذا قررت دولة شرق أوسطية قطع علاقتها التجارية معهما احتجاجا على توريد الولايات المتحدة الامريكية أسلحة تقتل الشعب الفلسطيني. ولكن اتحاد 22 دولة عربية واستخدام المقاطعة الاقتصادية كورقة ضغط , سوف تعطي نتائج . الصين وحدها استطاعت الضغط على الرئيس ترامب تخفيف ضرائبه عليها , لأنه عرف خسارة بلده ستكون اعظم مع الإصرار على فرض الضرائب بدون تعديل. وتنازل السيد ترامب عن فرض ضرائبه على المكسيك و كندا لنفس السبب .ولكن تفرق العرب سمح للسيد ترامب ان يصرح ان المملكة السعودية سوف تقوم بالتطبيع مع إسرائيل بدون الإشارة الى وقف الحرب على غزة او الإعلان عن تأسيس دولة فلسطين , والتي تصر السعودية على هذا الطلب.
اثنين وعشرون دولة عربية لم تستطع توصيل صوتها الى الإدارة الامريكية او الأوروبية لوقف المجازر في غزة او جنوب لبنان او اليمن , والسبب لانهم غير متفقين على قضايا الامة . تصور ان ممثل العراق في مؤتمر نواب العرب ينقل اعتراض بعض المشاركين في المؤتمر من ادخال فقرة تدين الكيان و تطالب بوقف الحرب والانسحاب من غزة. وتصور ان المنظمات العالمية أصبحت هي من تعلن عن الكوارث في غزة بدلا من العرب . منظمة " أطباء بدون حدود" تعلن في بيان لها , ان المرضى في غزة لا يحصلون على غذاء كاف بسبب شح الامدادات , وان المنظمة اجرت اكثر من الف عملية جراحية لمصابي الحروق منذ أيار 2024 , 70% منهم من الأطفال. وحذرت المفوضية الأممية لحقوق الانسان من تفاقم الازمة الإنسانية في غزة منذ 18 شهرا , مشيرة الى ان الحصار الشامل دمر حياة 2.2 مليون شخص و زاد من حدة الكارثة. ولكن بنفس الوقت لم تستطع دول المنطقة من تأسيس مجلس يراقب الانتهاكات الإسرائيلية ضد أبناء غزة ! ولو عرف السيد ترامب موقف العرب الصارم تجاه الحقوق الفلسطينية لكان في موقف اكثر إيجابية من موقفه الحالي تجاه القضية الفلسطينية .
هذا الهدر في كرامة المواطن الفلسطيني كان من المفروض ان لا يمر لو كان العرب متوحدين . إسرائيل كانت ليس بمقدورها التعدي على كرامة اهل فلسطين في زمن حكومات السبعينيات والثمانيات من القرن الماضي على الرغم من عدم شرعية نظمهم التافهة . الان أطفال فلسطين يموتون جوعا ولم نسمع ان دولة عربية ان استطاعت توفير الطعام لهم , بالوقت الذي أصبحت بعض الدول العربية على راس قائمة الدول التي تهدر الطعام . قبل ساعات أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الاونروا ) , ان الناس في غزة يسقطون مغشيا عليهم في الشوارع من شدة الجوع".
ان الفرد الحر ليصاب بالصدمة و خيبة الامل والاحتقار والدونية وهو يقرا خبر يقول " ترامب : تحدثت مع نتنياهو و طلبت منه ( الترفق ) بقطاع غزة". نتنياهو استجاب لنداء السيد ترامب بقصف مقهى مخيم النصيرات وسط قطاع غزة في اليوم التالي ذهب ضحيته 6 اشخاص على الأقل , واصابة عدد كبير من المواطنين. هذا الوضع البائس لا تجده الا في الشرق الأوسط.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت مجاني في العراق اسمه حوادث المرور
- شهداء الحرب الأخيرة على ايران وشهداء 6 حزيران عام 1967
- نصيحة للنخبة الذهبية في العراق
- ماذا علمتنا الحرب على غزة وايران ؟
- هل يستطع نتنياهو تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد؟
- يريدون تحييد المجتمع العراقي من خلال التلويح بقطع الارزاق
- شرق أوسط جديد ام سايكس-بيكو جديد ؟
- رسالة أمريكية غير ودية الى الشعب العراقي
- هل هي حرب شيعية – إسرائيلية ؟
- على العالم العربي التدخل القوي لإنقاذ المنطقة من هذه الحرب ا ...
- من ذاكرة التاريخ : مجزرة عيد الأضحى في اربيل
- انه الاقتصاد .. معركة دونالد ترامب و ايلون موسك , وان ايلون ...
- بين العراقي الراحل احمد الجلبي والسوري الحاضر احمد الشرع
- تعامل العرب مع التغيير السياسي في العراق و سوريا
- الواجب الشرعي والإنساني يدعوان الى تأجيل اضحية العيد هذا الع ...
- الاتفاق النووي بين ايران والولايات المتحدة قادم
- العزوبية ليست اختيارا في العراق
- ماهي تجارة تاكو (Taco) ؟
- يا ساسة من فضلكم .. اتركوا الاقتصاد للاقتصاديين
- احمد الشرع .. من إرهابي خطير الى ثائر كبير !


المزيد.....




- السعودية.. وفاة -الأمير النائم- بعد دخوله في غيبوبة دامت 21 ...
- السعودية.. من هو -الأمير النائم- بعد إعلان وفاته إثر تعرضه ل ...
- مباحثات أردنية سورية أمريكية لدعم تنفيذ اتفاق الهدنة في السو ...
- بهدف الوصول إلى السويداء.. استمرار توافد مقاتلي العشائر إلى ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية على البرازيل تؤثر سلبًا على المسته ...
- لماذا فضل فيرتز الانتقال لليفربول وليس إلى بايرن ميونيخ؟
- فيتنام: مقتل 34 شخصا وفقدان أخرين إثر انقلاب قارب سياحي فى خ ...
- قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحر ...
- واشنطن بوست: تخفيضات تمويل البث العام تترك سكان الريف الأمير ...
- 104 شهداء والاحتلال يتمادى باستهداف طالبي المساعدات في غزة


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد رضا عباس - أمريكا لا تفاوض الضعفاء