أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - صراعات الموارد الطبيعية: المياه كمحرك للتوتر بين الهند وباكستان، والمعادن النادرة في حرب إيران وإسرائيل-














المزيد.....

صراعات الموارد الطبيعية: المياه كمحرك للتوتر بين الهند وباكستان، والمعادن النادرة في حرب إيران وإسرائيل-


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8386 - 2025 / 6 / 27 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصراعات والحروب التي نواجهها اليوم هي بداية أزمات استراتيجية تتعلق بالسيطرة على الموارد الطبيعية (المياه، النفط والغاز، والمعادن) وتُدار على خلفية قضايا أخرى.
الحرب القصيرة بين الهند وباكستان كان المعلن عنها قضية كشمير التاريخية وخطر تغير المناخ. وحرب إيران وإسرائيل على خلفية امتلاك إيران لمفاعلات نووية. ولكن الغايات الأساسية هي غير ذلك تماماً، ما حدث بين الهند وباكستان كان رغبة الهند في تقويض التعاون في مجال تقاسم المياه مع باكستان، وفق سياسة هيدروجيو سياسية جديدة للمياه في منطقة جامو وكشمير باستخدام قوة عسكرية محدودة. وبهذه الاستراتيجية، أعلنت الهند بشكل جذري عن موقفها الجديد بشأن المياه، كما اتخذت خطوة جذرية في مجال تقاسم المياه، لمراجعة وتجديد معاهدة مياه نهر السند لعام 1960. ولهذا الغرض، باكستان اتهمت الهند بشن "حرب الجيل الخامس" بإطلاقها المياه من سد على الحدود دون سابق إنذار، مما قد يتسبب في فيضانات، وهي تهمة نفتها الهند.
السدود الكبيرة التي تم بناؤها من قبل الهند قد عززت هيمنتها الإدارية في منطقة جامو وكشمير، على الرغم من اعتراضات باكستان على أنها ليست في حالة امتثال للاتفاقية، وبدأت أيضًا في تزويدها بفرصة التحكم في المياه. على الرغم من أن هذه السدود لم تصل بعد إلى سعة تخزين كافية للسيطرة الكاملة على مياه الأنهار، إلا أن هذه السدود تحولت الى أدوات هيدرو سياسية لمناورة استراتيجية صامتة للهند تزيد من مخاوف باكستان. في الواقع، فإن بناء هذه السدود التخزينية الكبيرة منذ عام 1989، دفع بالهند في السنوات الأخيرة الى تعزيز مطالبها بتجديد معاهدة مياه نهر السند.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد باكستان المطلق على المياه القادمة من منطقة جامو وكشمير الخاضعة للسيطرة الهندية في حوض نهر السند يجعل المنطقة هشة للغاية من حيث تقاسم المياه. بعبارة أخرى، تتمتع المنطقة بتقاسم مياه كبير. بمعنى آخر، تتمتع المنطقة بتوازن أمني حرج للغاية قائم على المياه. في حوض نهر السند، مما تكون عوامل لتأجيج النزاعات المتزايدة بين الهند وباكستان بشأن المياه..
وتصاعد أهمية الموارد الطبيعية في السنوات الأخيرة، وخاصة المعادن النادرة، أصبحت هي الأخرى كمحرك أساسي للصراعات الجيوسياسية بين القوى الإقليمية والدولية. في قلب هذه التوترات برز الصراع الذي ظهر الى العلن بين إيران وإسرائيل، ونشبت حرب الأيام الاثنا عشر وهي تعتبر مرحلة من مراحل جس النبض كما كانت الحرب القصيرة بين الهند وباكستان حيث تلعب المعادن النادرة دورًا متزايدًا في تشكيل معادلات القوة والتنافس الاستراتيجي في المنطقة.
وفي ظل التحولات الجيوسياسية والتكنولوجية المتسارعة، تبرز المعادن النادرة كمحرك رئيسي لصراعات الموارد الطبيعية، وتتحول إلى عنصر حاسم في معادلات الأمن القومي والتنافس الإقليمي. وفي حالة إيران وإسرائيل، لم تعد المواجهة تقتصر على الجوانب العسكرية التقليدية، بل امتدت إلى ميادين جديدة، حيث أصبحت السيطرة على المعادن النادرة أحد مفاتيح التفوق الاستراتيجي في الشرق الأوسط
وفي بيان أهمية المعادن النادرة في الصناعات العسكرية والتكنولوجية والأسباب الخفية للحرب بين إيران وإسرائيل، فان المعادن النادرة، مثل الأنتيموان، الليثيوم، النيوديميوم، والغاليوم، أصبحت العمود الفقري للصناعات التكنولوجية والعسكرية الحديثة. تدخل هذه العناصر في صناعة أشباه الموصلات، البطاريات المتقدمة، الأنظمة الإلكترونية العسكرية، وتقنيات الطاقة النظيفة. ومع ازدياد الاعتماد العالمي على هذه التقنيات، باتت السيطرة على مصادر المعادن النادرة مسألة أمن قومي للدول الكبرى والإقليمية على حد سواء. وان إيران أعلنت مؤخراً عن اكتشافات جديدة وطموحات استراتيجية لمصادر جديدة لأحد أشباه المعادن النادرة، الأنتيموان، في محافظة سيستان وبلوشستان، حيث تقدر احتياطيات هذا العنصر بحوالي 10% من المخزون العالمي. ويُستخدم الأنتيموان في صناعة الأنظمة الإلكترونية المتقدمة، بما في ذلك أسلحة البلازما، ما يمنح إيران ورقة استراتيجية في سوق المعادن النادرة والتقنيات العسكرية. ويرى خبراء التعدين أن استغلال هذه الموارد بشكل فعال يمكن أن يعزز الإيرادات الإيرانية ويمنحها نفوذًا إضافيًا في مواجهة الضغوط الغربية والإسرائيلية. ومنها جاءت مخاوف إسرائيل من التفوق الإيراني في الموارد الاستراتيجية حيث تراقب إسرائيل عن كثب تطور القدرات الإيرانية في مجال التعدين والتكنولوجيا، خاصة مع إدراكها لأهمية المعادن النادرة في الصناعات الدفاعية والإلكترونية. فكل تفوق إيراني في هذا المجال قد ينعكس مباشرة على توازن القوى العسكرية في المنطقة، ويمنح إيران قدرة أكبر على تطوير تقنيات متقدمة أو دعم حلفائها الإقليميين مما يجعل من المعادن النادرة كوقود للصراع الإقليمي والدولي، علماً بان الصراع على المعادن النادرة لا يقتصر على إيران وإسرائيل فحسب، بل هو جزء من سباق عالمي بين القوى الكبرى، خاصة بين الولايات المتحدة والصين، للسيطرة على سلاسل التوريد الحيوية لهذه الموارد. ومع هيمنة الصين على عمليات استخراج وتكرير معظم المعادن النادرة عالميًا، تسعى الدول الأخرى، بما فيها إيران، إلى تعزيز استقلالها وتأمين احتياجاتها الاستراتيجية، ما يضيف طبقة جديدة من التعقيد إلى الصراعات الإقليمية والدولية.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقادم عمر السدود العراقية ومستقبل الخزين الاستراتيجي من المي ...
- المطلوب أن يكون للعراق رؤى واضحة الى العام 2050 لأداره موارد ...
- متى يتحول العراق من خطاب التصريحات والاجتماعات إلى الحقائق ا ...
- الجفاف وسوء الأدارة لموارد المياه وتغير المناخ وتحكم دول الم ...
- ما السبيل الى صياغة مستقبل مستدام للأهوار العراقية التي بدأت ...
- يسرُ مركز -نهرين- للسياسات المائية وتغير المناخ طرح هذا المق ...
- الاحتكار تفكك ادوات التنمية وتنقلها من فضاءات النمو والتطور ...
- لماذا يلوح بانهيار سد الموصل بين الفينة والأخرى وهل أصبح سد ...
- مقومات إدارة الموارد المائية تتطلب التخلص من العقلنة السلطوي ...
- المياه يا سادة ومستقبل العباد والبلاد.؟
- الاتجاهات الحالية: المياه في عالم متغير.؟
- نقص المياه تحول التوسع الحضري في المدن العراقية من الفضاء ال ...
- تبادل الزيارات واجتماعات اللجان حول الشأن المائي هل هي مفارق ...
- العراق في لحظة مفصلية من تاريخها المائي!
- مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: ما له وما عليه ودوره في حل ...
- -مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: هل يواجه العراق أزماته ال ...
- هل العراق قادر لاستثمار مؤتمر بغداد الخامس للمياه بما يخدم م ...
- المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في م ...
- العراق بحاجة الى محطة مفصلية في مسار الدعاوى لضمان حقوقها ال ...
- متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة ...


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - صراعات الموارد الطبيعية: المياه كمحرك للتوتر بين الهند وباكستان، والمعادن النادرة في حرب إيران وإسرائيل-