أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الاتجاهات الحالية: المياه في عالم متغير.؟














المزيد.....

الاتجاهات الحالية: المياه في عالم متغير.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السؤال الذي يتبادر الى الذهن ونحن نعيش عالم تسوده الاضطرابات المناخية، والسياسية والمياه تحولت من حاجة إنسانية وحق للعيش والحياة الكريمة الى سلعة تجارية وقيمة ذات بعد سياسي وخاصة لدى دول المنبع للأنهار الدولية المتشاركة بين دولتين او أكثر، هذا مما يدفع دولة كالعراق الى اللجوء الى الاستخراج الجائر للمياه الجوفية دون دراسات جدوى اقتصادية تنظم هذا القطاع المائي والمورد المخفي عن الأنظار، او اللجوء الى تحلية مياه البحر، وان تحلية المياه تعتبر ضرر الضرورة.؟
يقول الأستاذ القدير محمد بازة بان تحلية مياه البحر لا يمكن أن تجعل أي بلد غنيا بالموارد المائية. كل بلد لا يرشد استهلاك موارده المائية الطبيعية ولا يجري حسابات دقيقة لهذه الموارد فيصاب البلد بالإفلاس المائي، بل سيصاب البلد حالة من الفوضى وهي أكثر شدة وتأثيرا من الإفلاس المالي ويعرض أمنه المائي للهشاشة حتى وإن كان غنيا بموارد أخرى.
ويستطرد قائلاً ان تحلية المياه يمكن اعتبارها ضرراً ضروريا، يتم اللجوء إليه من باب الإلزام وليس الاختيار. فالتحلية تكتسي أهمية قصوى لتفادي الوقوع في أزمة مائية وكارثة انسانية، لكن لها تداعيات سلبية على البيئة، بالإضافة الى كلفتها الاقتصادية العالية وحاجتها الى مصادر طاقة مستدامة. كما أن المياه المحلاة لا يمكن أن تعوض المياه الطبيعية، وكل من يدعي عكس ذلك يوهم الناس إما لأنه يجهل الحقيقة أو لأنه يكذب عليهم لسبب ما.
تجدر الإشارة الى ان ارتفاع الاعتماد على تحلية مياه البحر لتلبية الطلب على المياه خاصة للشرب، يمكن اعتباره كمؤشر على الندرة القصوى للمياه الطبيعية وبالتالي على مستوى تقدم التصحر بالبلد.
العمل في إدارة الموارد المائية في البيئات الصعبة، كحال العراق وهي دولة مصب، غالبًا ما تُشكّل هذه الصعاب بوتقةً قويةً لصقل الواقع الصعب الذي يعيشه العراق وخاصة هذا العام 2025 حيث يواجه العراق موسماً جافاً وخزين استراتيجي في البلاد مائل الى خزين صفري تقريباً. أدى الى الغاء الموسم الزراعي الصيفي في بلاد ما بين النهرين، فالمطلوب من الحكومة والمجتمع ايضاً العمل على إزالة عوامل التشتيت وضرورة اظهار السمات الجوهرية لمن يمتلك ناصية القرار. هنا نحتاج ونتطلع لدور أصحاب القرار الحاسم وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في متابعة المبادرة التي اطلقا في افتتاحية مؤتمر بغداد للمياه بعنوان " مياهنا مستقبلنا" يوم 24 من أيار الماضي لاتخاذ القرارات تحت الضغط، والعواقب الوخيمة لهيمنة الأنا على التعاون، لإن طريقةً كشف نقاط الضعف ضرورة وطنية وليس التستر عليها، مما يتطلب وضوحًا مطلقًا في قيادة الملف المائي.
حيث التحضير والشراكة والمرونة والتواضع تجعل الرؤية أكثر وضوحاً لمستقبل الموارد المائية وخاصة المتشاركة، فإن الدروس المستفادة من تجارب الدول الاخرى قد تكون ذات صلة عميقة لحالة بلدنا. لإن الثبات، والتركيز الدؤوب على الهدف النهائي المتمثل في توفير امدادات مائية آمنة للجميع، يُجسّد دروس القيادة العميقة في نجاح الإدارة المائية.
التخطيط الدقيق والقدرة على التكيّف مع طبيعة الدورة الهيدرولوجية غير المتوقعة (عدم اليقين) أمرٌ بالغ الأهمية للنجاح في أي مسعىً قد تكون ذي مخاطر عالية عندما يتعلق الامر بحلّ المشكلات بطريقة مبتكرة تحت ضغط شديد، والثقة المطلقة في الحفاظ على المسار التنموي. كثيرًا ما يواجه القادة أيضًا "خطوات" غير متوقعة تتطلب حلولًا إبداعية واعتمادًا ثابتًا على اهل الخبرة والاختصاص. ويجب ان لا تكتفي الحكومة بالمتابعة فقط بل الاسهام بالتساوي في النجاح، مع أصحاب المصلحة والمجتمع ككل لا يتجزأ لان المياه للجميع، ولان أعظم الإنجازات التاريخية غالبًا ما تكون ثمرة جهدٍ تعاوني، لا بطريقة فردية. وهذا يُجسّد الهدف الجماعي والتضحية المشتركة. ومن دروس القيادة الأساسية إدراك أن المساهمات الفردية وجعلها تتكامل لتُشكّل إنجازًا أكبر، وأن دعم الآخرين يُسهم بشكل مباشر في النجاح الشامل. والاعتماد المتبادل والروح الجماعية للرحلة المستمرة في اصلاح الشأن المائي في بلاد الرافدين كون المياه ضرورة الحياة وسبيل استدامة العباد والبلاد.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقص المياه تحول التوسع الحضري في المدن العراقية من الفضاء ال ...
- تبادل الزيارات واجتماعات اللجان حول الشأن المائي هل هي مفارق ...
- العراق في لحظة مفصلية من تاريخها المائي!
- مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: ما له وما عليه ودوره في حل ...
- -مؤتمر بغداد الدولي الخامس للمياه: هل يواجه العراق أزماته ال ...
- هل العراق قادر لاستثمار مؤتمر بغداد الخامس للمياه بما يخدم م ...
- المياه لم تعد مجرد مورد طبيعي، بل ستتحول إلى مكون جوهري في م ...
- العراق بحاجة الى محطة مفصلية في مسار الدعاوى لضمان حقوقها ال ...
- متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة ...
- الم يحن الوقت لإعادة التفكير في كيفية إدارة مواردنا المائية. ...
- ما الذي قد يعنيه تعليق معاهدة مياه نهر السند بالنسبة لباكستا ...
- التوترات السياسية والعسكرية بين الهند وباكستان وتأثيريها على ...
- -أزمة المياه في العراق: تحديات متعددة وحلول وطنية شاملة لضما ...
- خطورة الوضع المائي في العراق.؟
- البحث عن الحلول الاستراتيجية لازمات العراق المائية بدلاً من ...
- استدامة إنعاش الاهوار العراقية ضمان للأمن المائي لجنوب البلا ...
- الخطط المناخية المدروسة بعناية، كفيلة بجلب الاستثمارات وخلق ...
- المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير ا ...
- هل يجيز القانون الدولي دول المنبع تصنيع المياه كسلعة للمقايض ...
- الحاجة الى صياغة مفاهيمية للواقع الراهن لموارد العراق المائي ...


المزيد.....




- مصور يوثق صراعًا للنجاة بين طائر وثعبان عنيد في مستنقعات فلو ...
- عملية ليلية في غزة وما نتج عنها.. بيان للشاباك والجيش ونتنيا ...
- نقيب الصحفيين الفلسطينيين يعلن مقتل 3 صحفيين بقصف مستشفى الم ...
- يوم عرفة: الحجاج يؤدون الركن الأعظم على صعيد -جبل الرحمة-
- أكثر من مليون حاج يؤدون الركن الأعظم للحجّ بالوقوف على جبل ع ...
- البرلمان النرويجي يرفض ضغوطات لسحب استثمارات الصندوق السيادي ...
- تسجيل مسرب.. نتنياهو يتوسل الحاخامات لإنقاذه من السقوط
- رقصة الـ-هاكا- تطيح بـ3 نواب في نيوزيلندا
- واشنطن وكييف تبحثان إطلاق صندوق للموارد المعدنية
- مصر.. إقالة مسؤول كبير على الهواء (فيديو)


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - الاتجاهات الحالية: المياه في عالم متغير.؟