أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة نقص المياه وتغيرات المناخ.؟















المزيد.....

متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة نقص المياه وتغيرات المناخ.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 20:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترزح مناطق واسعة من العراق من منطقة الجزيرة والبادية الجنوبية الى الاهوار والمناطق الشرقية من البلاد تحت وطأة التداعيات الناجمة تغيّر المناخ، ولا سيما نقص المياه التي تؤدي الى ندرة وشحة المياه. وما لم تُتَّخذ إجراءات لمعالجة ذلك في القريب العاجل، فستواجه هذه المناطق أزمة وجودية حول قدرتها على البقاء واذا استمرت هذه المناطق الواسعة من العراق مناطق مهمشة من ناحية تأهيل مصادر المياه وتقليل النزوح الى حواضر المدن، فالحاجة تستدعي الى الدعم الملحّ لسكّان هذه المناطق المهمّشة. مما تتطلب جهود حثيثة يجب ان تبذل من قبل السلطات المحلية اولاً لزيادة دور الاستدامة الزراعية وتوسيع نطاقها، وتكثيف مساعيها إلى مكافحة نقص المياه والتخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف مع ظروفها، لان سكان هذه المناطق بالذات يلاقون صعوبةً أكبر في تحمّل عواقب كلٍّ من نقص المياه المؤدي الى الشحة المائية وتغيّر المناخ مع الحاجة الى تشديد القبضة الأمنية على الحدود. لغرض ضمان الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق التي اصبحت هشًّا وعرضةً للاهتزازات والاضطرابات. ويمكن القول إن العامل الأهمّ في هذا الصدد هو نقص الموارد المائية وعدم ادارتها على الوجه الاكمل وتغيّر المناخ وتداعياته السلبية التي يُتوقَّع أن تبقى ظاهرة دائمة في حياتنا، لكن من المتعارف عليه عمومًا أن عكسَ مسار التداعيات الناجمة عن تغيّر المناخ بالكامل أمرٌ صعب للغاية، وأن ما يمكن فعله، في أفضل الأحوال، هو وقف التدهور المستمرّ للأوضاع المناخية على سكان العراق بشكل عام وهذه المناطق المهمشة بشكل خاص عند هذا الحدّ. فالمناطق التي تعاني بشدّة من تداعيات هذه الظاهرة ستتطلّب تخصيص تدفّقٍ ثابتٍ ومستدامٍ من موارد الدولة كي تحافظ على إنتاجيتها الزراعية - ناهيك عن تحقيق الربح - أو حتى كي تبقى صالحة للعيش في نهاية المطاف. وهذه هي الحال في معظم مناطق العراق وحتى المدن العراقية الرئيسية. لذا، غالب الظن أن اية مساعي لتحقيق الاستقرار الاجتماعي الاقتصادي لهذه المناطق، سواء من خلال المبادرات التنموية المحلية أو المشاريع الاستراتيجية القائمة على التنسيق مع الدول الاقليمية الأخرى التي تواجه تحديات مماثلة، بشكل سباقٍ مستمرّ في وجه التهديدات التي يطرحها نقص موارد المياه وتغيّر المناخ.لان الإقرار بمخاطر تغيّر المناخ غير كاف ويجب ان تأخذ خصوصية هذه المناطق، التي تتطلّب تحسينًا، بما فيها الإدارة المتكاملة للموارد المائية، والحفاظ على التراث البيئي، وتعزيز الاقتصاد الزراعي الصناعي على ان تأخذ الخطط في الاعتبار تحليل الترابطَ بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية و دمجها مع استراتيجيات التكيّف المرتبطة بالمناخ أكثر في التخطيط الشامل للبلاد من شأنه أن يعزّز التوافق بين الاستراتيجيات الوطنية والمقاربات القطاعية. ويتيح هذا التكامل تحديد الحلول المُبتكرة المنطلقة من القاعدة وتنفيذها، بهدف التصدّي لتغيّر المناخ وأثره الكبير على هذه المناطق، مع وضع نقاطٍ مرجعيةٍ واضحةٍ للسياسات على المستويات المحلية والوطنية لإيجاد عوامل استقرارٍ في هذه المجتمعات الهشّة، كي تصبح مناطق أساسيةً مُساهِمةً في التنمية الإقليمية حتى الدول المجاورة للعراق. إن إنعاش هذه المناطق على صعيد الهيكلية والقدرات من شأنه أن يتيح للعراق كدولة مصب مساراتٍ جديدة لمعالجة التحدّيات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن تغيّر المناخ، ولا سيما في القطاع الزراعي وإدارة المياه. وفي هذا السياق، إن الاستفادة من الخبرة المحلية المتوارثة، يمكن أن تكمّل السياسات الكلّية للبلاد، بما في ذلك مشاريع البنى التحتية ذات البعد الاستراتيجي.
ميزات هذه المناطق كمحاور أساسية للتنمية الشاملة في البلاد ضرورية باعتماد أبناء المجتمعات المحلية في هذه المناطق كون معظمها مناطق متاخمة للحدود العراقية مع سوريا والأردن والمملكة العربية السعودية وإيران والمُهمَلة منذ فترة طويلة، ينشط فيها احياناً اعمال التهريب من أجل تأمين سُبل العيش. تنمية هذه المناطق ستقلل من المنافسات والتوترات الجيوسياسية بين العراق وهذه الدول المجاورة. فمثلاً في منطقة الجزيرة بالإمكان البدء بمشروع ادرأه المياه في أعالي الثرثار وتأهيل بحيرة الثرثار وجعلها بحيرة لخزن مياه عذبة والتقليل من ملوحة المياه. في البادية الغربية بالإمكان استثمار وديان المنطقة لحصاد المياه وزراعة العشب وتصديرها كعلف للثروة الحيوانية مما يثبت الترب والتقليل من العواصف الغبارية، في المناطق الشرقية بالإمكان الاستفادة من مياه السيول من الأراضي الإيرانية وادارتها للاستفادة منها لإنعاش الاهوار.. هذه المشاريع على سبيل المثال لا الحصر. لأنه خلال العقود القليلة الماضية، تأثّر العراق بشكلٍ كبير بانخفاض معدّلات هطول الأمطار، وهذا المنحى تشهده بوضوح هذه المناطق المهمشة ككل. ويطرح هذا الوضع تحدّيًا كبيرًا، نظرًا إلى الدور الحيوي الذي يؤدّيه تنمية القطاع الزراعي في هذه المناطق لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والسياسي من خلال استحداث فرص العمل لفئة الشباب خاصة وحماية البيئة وتثبيت التربة والتقليل من العواصف الغبارية. ألحق تغيّر المناخ، ولا سيما نقص المياه، أضرارًا كبيرة بالبلاد بشكل عام، التي تعاني أساسًا من مناخٍ جاف وشبه جاف، مما يتطلب استراتيجيات وضع للتكيّف مع تغير المناخ.
لذلك يجب وضع الخطط على المديين القريب والمتوسط التي تؤدي إلى تطوير البنية التحتية من شبكة النقل ومراكز الرعاية الصحية وإمدادات الكهرباء – وتوفير فرص عمل بديلة لسكان هذه المناطق من خلال المشاريع الزراعية - الصناعية. ومع غياب التعاون في إدارة الموارد المائية بين العراق ودول التشارك المائي، على العراق إطلاق مبادرات وطنية، وإلى التنسيق أيضًا مع دول اخرى لتعزيز الروابط الإقليمية. على ان تحظى هذه الجهود بدعم هيئاتٍ دولية ومنظمات غير حكومية. اتّباع نهج استباقي لمعالجة تداعيات تغيّر المناخ والتخفيف من حدّته، من خلال وضع عددًا من الاستراتيجيات التي تركّز على قطاعات محدّدة، فضلًا عن خطط وطنية للتكيّف معه في قطاعات رئيسة مثل الزراعة، وإدارة المياه. بالتركز على خطط التنمية الشاملة والمحلية في المستقبل بشكل كامل على هذه الاستراتيجيات، مع مراعاة خصائص النُظم الاجتماعية والاقتصادية والإيكولوجية الفريدة لهذه المناطق.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الم يحن الوقت لإعادة التفكير في كيفية إدارة مواردنا المائية. ...
- ما الذي قد يعنيه تعليق معاهدة مياه نهر السند بالنسبة لباكستا ...
- التوترات السياسية والعسكرية بين الهند وباكستان وتأثيريها على ...
- -أزمة المياه في العراق: تحديات متعددة وحلول وطنية شاملة لضما ...
- خطورة الوضع المائي في العراق.؟
- البحث عن الحلول الاستراتيجية لازمات العراق المائية بدلاً من ...
- استدامة إنعاش الاهوار العراقية ضمان للأمن المائي لجنوب البلا ...
- الخطط المناخية المدروسة بعناية، كفيلة بجلب الاستثمارات وخلق ...
- المياه السطحية -المورد المرئي- والمياه الجوفية- المورد غير ا ...
- هل يجيز القانون الدولي دول المنبع تصنيع المياه كسلعة للمقايض ...
- الحاجة الى صياغة مفاهيمية للواقع الراهن لموارد العراق المائي ...
- مياه العراق تحمل روح زمن كامل هل يعرف عنه الجيل الناشئ شيئاً ...
- المياه حقوق إنسانية والتزامات دولية قبل الصفقات الاقتصادية.؟
- ضرورة وضع منهج كنهج للتوعية المجتمعية لتوجيه المسار كنقطة وص ...
- هور الحويزة العراقي بين الجفاف الطبيعي من قلة المياه والتجفي ...
- لنجعل العراق بلداً آمناً مائيًا وغذائيا من خلال التنمية الري ...
- تتبنى الحلول القائمة على الطبيعة (NBS) لتعزيز القدرة على الص ...
- حاجة العراق الى خطط لبناء أنظمة مائية تخدم زراعة مرنة ومستدا ...
- هل العراق على شفير أزمات مائية. ما الخطوات التي ينبغي على ال ...
- حقوق المياه وعدم المساواة في التعرفة المائية.؟


المزيد.....




- بلو آيفي كارتر تتألق في جولة والدتها بيونسيه -Cowboy Carter- ...
- سوريا: ما حصيلة المواجهات في صحنايا والسويداء وما الاتفاق ال ...
- غارات إسرائيلية في اليمن بعد يوم من سقوط صاروخ باليستي على م ...
- إسرائيل تستعد لتوسيع عملياتها في غزة.. وعائلات الرهائن: يعرض ...
- مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز تدين الاعتداءات الإسرائيلية ...
- المبادرة المصرية تطالب نيابة أمن الدولة بإسقاط اتهامتها الجد ...
- عقيلة صالح: تشكيل حكومة موحدة في ليبيا يحظى بترحيب دولي ويعد ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات تستهدف مناطق على الحدود السورية ا ...
- شولتس يوجه رسالته الأخيرة لزيلينسكي
- تسريبات عبرية عن اتفاق إسرائيلي مع حماس في الدقيقة الـ 90 بو ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - متى ستحصل المناطق المهمشة في العراق الدعم من الحكومة لمكافحة نقص المياه وتغيرات المناخ.؟