الم يحن الوقت لإعادة التفكير في كيفية إدارة مواردنا المائية.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 8331 - 2025 / 5 / 3 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الموارد المائية على مستوى العالم اصبحت حديث الحكومات والمجتمعات نتيجة الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة وتفاقم الظواهر المناخية بسبب تغير المناخ ونحن في عالم اليوم نسير بخطى سريعة التطور، يتطلب التفكير في حلول جذرية لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وحتى السياسية المعقدة، لذلك فان وضع الخطط والسياسات أو الاستراتيجيات، ليست كافية بل نحتاج الى تغير في العقلية من خلال ترابط جميع الأنظمة الحياتية (الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والسياسية) نحو هدف مشترك وقيمة مجتمعية متبادلة تضمن استدامة طويلة المدى، والبعد عن المصلحة الذاتية والمكاسب الشخصية الفردية والنهج التنافسي. وتجنب الهياكل الهرمية في الإدارة التي تعتمد النتائج قصيرة المدى كون الادارة ستكون موجهة نحو السيطرة والاستعلاء. بينما المطلوب هو الإدارة التعاونية وان لا يتعمد النجاح بمدى إنجاز الافراد بشكل فردي، وأحيانًا على حساب الآخرين أو البيئة. هذه العقلية، وإن كانت قيّمة تاريخيًا للنمو الصناعي، إلا أنها غير كافية وغير مرغوبة بشكل متزايد لمواجهة تحديات المياه المتفاقمة. لذلك علينا بالعقلية التي تعمل على زيادة الترابط والتعاطف والإبداع المشترك. لتحول الادراك المجتمعي نحو إحداث التأثير وتمكين هذا التحول، الى التغيير الشامل والمنهجي في إدارة الموارد المائية وان يكون قياس النجاح بمدى ما يقدم للمجتمع من خدمة.
لأن السياسة الحالية لإدارة مواردنا المائية من خلال التركيز على التكيف مع الوضع الراهن من نقص الموارد المائية وتلوثها واللجوء الى حفر الابار المائية وبأعماق كبيرة والاستخراج الجائر للمياه الجوفية كإجراء مواجهة للحدث بعد حدوثه. ومع زيادة التكرار في مواسم الجفاف والتداعيات الوخيمة للأحداث المناخية المتطرفة، دون البحث عن الحلول الاستراتيجية الحقيقة والتي هي في متناول اليد إن توفرت إرادة سياسية حقيقة. نعم انه من الضروري العمل بتطبيق نهج تكيفي استباقي كأجراء لمنع والتقليل من حدوث الازمات المائية من خلال التنبؤ بالآثار المحتملة لتغير المناخ واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من آثارها قبل حدوثها، وذلك لضمان زراعة مستدامة واقتصاد متنامي اذ ليس بالإمكان معالجة أزمتنا المائية المتفاقمة والمدمرة بالحلول القديمة يجب أن نضيف قدرًا هائلًا من الابتكار إلى هذا المزيج ويمكن أن يساعدنا الذكاء الاصطناعي في إيجاد فرص لتغيير الديناميكيات الحالية على نطاق واسع بما يكفي للتأثير السريع في تحسين إدارة مواردنا المائية بإدارة الأزمات المائية وتعزيز البنية التحتية التي ستساعد على استخدام أنظمة الري الذكية التي تستخدم بيانات الطقس وأجهزة استشعار النباتات لتحسين جداول الري في الحد من تأثير الجفاف. كما تساعد نظم مواجهات الفيضانات والجفاف المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تستخدم بيانات في الوقت الفعلي حول الهطولات المطرية ومستويات الأنهار للحماية من الفيضانات وهذا يتيح المرونة في مواجهة تغيرات المناخ. سبب سوء إدارة المتوفر من الموارد المائية الى زيادة نسبة النزوح على نطاق واسع وهي واحدة من الآثار المحتملة لنقص المياه وسوء ادارتها. ويساعد الذكاء الاصطناعي في إدارة ذلك من خلال توفير أدوات دعم القرار لإدارة متكاملة للموارد المائية. وهذا كله سيخدم الحفاظ على التنوع البيولوجي حيث ستساعد أنظمة تحديد الأنواع التي تستخدم التعلم الآلي في تتبع الأنواع المهددة بالانقراض وحمايتها. ويمكن أن تساعدنا أنظمة المراقبة والتي تستخدم صور الأقمار الصناعية وبيانات الاستشعار في الكشف عن قطع الأشجار والصيد غير المشروع وغير ذلك من الأنشطة التي تهدد التنوع الاحيائي.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل